واصلت القمة الشرطية العالمية فعالياتها لليوم الثاني في مركز دبي التجاري العالمي، وسط مشاركة واسعة من كبار القادة الأمنيين وخبراء إنفاذ القانون من مختلف دول العالم، لمناقشة أبرز التحديات الأمنية، وسبل تطوير العمل الشرطي، وتعزيز التعاون الدولي.
وشهد اليوم الثاني من القمة، التي تُنظمها شرطة دبي بالشراكة مع “دي إكس بي لايف”، وبدعم من منظمات دولية، منها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة “UNODC” واليوروبول، سلسلة من المؤتمرات والجلسات الاستراتيجية وورش العمل، ركزت على أربعة محاور رئيسة هي: مكافحة المخدرات، العمليات الشرطية، أمن الطيران، والأمن والاحتيال السيبراني.
ويُقام الحدث تحت شعار “تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي”، ويغطي 12 محوراً شرطياً ضمن أربعة مؤتمرات متخصصة، تتناول موضوعات عدة أبرزها الجريمة السيبرانية، أمن الحدود، الاتجار بالبشر، وسلامة الطرق.
وأكد سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن دولة الإمارات تعمل على تعزيز الثقافة المجتمعية بالأمن السيبراني، مشيراً إلى مبادرة “النبض السيبراني” التي تهدف إلى تمكين أفراد المجتمع ليكونوا خط الدفاع الأول. وشدد على أهمية العنصر البشري في مواجهة التهديدات السيبرانية، مشيراً إلى التوجه نحو الثورة الصناعية الخامسة، وضرورة الاستعداد لمواجهة الاستخدامات الضارة للتكنولوجيا. وناقشت جلسة بعنوان “الأمن القائم على الاستخبارات للفعاليات الدولية” أهمية التكامل بين الأجهزة الاستخباراتية والعمليات الشرطية لتأمين الفعاليات الكبرى، وشارك فيها نخبة من المسؤولين الأمنيين من فرنسا والنمسا والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب اللواء عبد الله الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي. وفي محور مكافحة المخدرات، تناولت جلسة “مكافحة الاتجار العالمي بالمخدرات” دور الإحصاءات وتحليل البيانات في تعزيز فاعلية عمليات إنفاذ القانون.
وقالت أنجيلا مي، رئيس فرع الأبحاث وتحليل الاتجاهات في “UNODC”، إن تهريب المخدرات يُعد تحدياً عالمياً يستوجب التعاون الدولي، مؤكدة أن الأسواق غير المشروعة تشهد نمواً ملحوظاً في إنتاج وتهريب الكوكايين، وتوسّعاً في أسواق المخدرات المخلقة نحو منطقة الشرق الأوسط وآسيا.
وحذرت من استخدام مواد جديدة يصعب اكتشافها، ما يستدعي تطوير آليات الرصد والاستجابة السريعة، مشيرة إلى أن التقرير العالمي الذي يصدره المكتب سنوياً في 6 يونيو سيتضمن بيانات عن أكثر من مليوني عملية ضبط مخدرات. من جانبه، أكد العميد خالد بن مويزة، نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، أن تعزيز التعاون الدولي بات ضرورة لمواجهة الجريمة المنظمة، مشدداً على أهمية سد الفجوة بين الممارسات الميدانية والأطر النظرية لمكافحة المخدرات. وفي جلسة “مكافحة الإرهاب والتهديدات الناشئة في أمن الطيران”، شدد بيتر نيلسون، مفوض الشرطة في “اليوروبول”، على أهمية بناء مجتمعات مرنة لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الطيران، بما في ذلك التهديدات السيبرانية، والاستخدام الخاطئ للطائرات بدون طيار، مشيراً إلى ضرورة رفع مستوى الوعي الأمني بين جميع العاملين في المطارات. كما ناقشت جلسة “مكافحة الجرائم السيبرانية عبر الحدود”، التي شارك فيها ممثلون عن “UNODC” ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “FBI”، أهمية التعاون الدولي في التصدي للهجمات السيبرانية، خاصة مع تزايد التحديات المرتبطة بالاختصاص القضائي، وخصوصية البيانات، وتعقيد عمليات جمع الأدلة