رئيس الدولة: الارتقاء بالمنظومة التعليمية في الإمارات أولوية قصوى
خبراء: «تقاسم مناطق نفوذ» يُنهي حرب «قسد» مع الفصائل المعارضة
رجح خبراء سوريون، أن يكون إنهاء مصير الصراع بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والفصائل المدعومة من تركيا ، عبر تقاسم مناطق نفوذ متبادلة بين الجانبين.
وأشاروا، في تصريحات لـ»إرم نيوز»، إلى أن مصير الصراع مرهون بقدرات «قسد» وتعاملها مع المواجهة على أنها معركة وجودية، في ظل دعم تركيا فصائلها بشكل كبير، من أجل الضغط على «قسد» بهدف الاستسلام أو فرض أمر واقع جديد.
ورهن الخبراء مصير الصراع أيضًا بتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، خلال ولايته الجديدة، التي ستكون بين استمرار التعاون الأمريكي مع «قسد»، أو عقد صفقة مع أنقرة، تتعلق بمصالح الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا .
تقاسم مناطق
وقال الخبير في العلاقات الدولية، مروان حداد، إن جانبا كبيرا من مصير الصراع سيتضح من خلال صيغة تعامل ترامب مع «قسد» في المرحلة المقبلة، ومدى استمرار العلاقة الأمريكية مع «قسد»، كتحالف أم تغيير النهج من خلال صفقة مع أنقرة، التي تحرك هذه المجموعات، تتعلق برؤيته للنزاعات في الشرق الأوسط وانعكاسها على المصالح الأمريكية.
وأوضح لـ»إرم نيوز»، أن خطر عودة تنظيم «داعش» والجماعات المتطرفة ومدى مواجهتها على يد «قسد» في الماضي واستمرارية ذلك، تحسب كنقاط دعم لها من جهة، فضلًا عن ارتفاع معدلات ثقة المؤسسات الأمريكية السياسية ودوائر صنع القرار في الحفاظ على مصالح أمريكا في شمال شرقي سوريا، بوجود «قسد» مقارنة بتركيا.
وحذّر حداد من أن يؤدي الصراع إلى تقاسم مناطق نفوذ متبادلة بين الجانبين فضلا عن تكوين إدارات من هذه المجموعات التركية أو السورية المدعومة منها، واقتطاع أراضٍ سورية تخضع إلى نفوذ أنقرة.
وأشار إلى أن الصراع سيعمق الأزمة ويورط تركيا بشكل أكبر في الأزمة السورية ومن ثم تصعيد عمل قوات سوريا الديمقراطية مع شركائها بالداخل التركي في أوقات قادمة بالدعم العسكري والتسليحي، لتكوين ضغط على تركيا، على إثر ما تقوم به هذه الفصائل، تجاه مناطق قسد وقواتها.
قدرات «قسد»
بدوره رأى الكاتب والباحث السياسي السوري، إبراهيم مراد، أن حسم الصراع مربوط بما تمتلكه «قسد» من قوات وإمكانيات، وتعاملها مع المواجهة على أنها معركة وجود كعقيدة، في ظل دعم تركيا فصائلها بشكل كبير، من أجل الضغط على «قسد» بهدف الاستسلام أو فرض أمر واقع جديد.
وأضاف لـ»إرم نيوز»، أن الصراع يعطل وصول سوريا إلى حالة من الاستقرار وبناء الدولة الجديدة، وخصوصًا في ظل مهاجمة منطقة كاملة من دولة أخرى، بالإشارة إلى تركيا، مستنكرًا صمت الإدارة الحالية المؤقتة في دمشق حيال الأمر.
وبيّن مراد أن الهجمات التي تنفذها فصائل منها ما يعرف بـ»الجيش الوطني السوري» المدعومة من أنقرة، بمسيرات تركية، يخدم مصالح وأجندات أنقرة، التي تحاول منذ سنوات توسيع نفوذها بالداخل السوري، بحجة حماية الأمن القومي التركي على الرغم من وجود تصريحات متكررة لقادة «قسد» بالاستعداد للحوار مع أنقرة وعدم تشكيل أي خطر لتركيا أو الدخول في أي صراعات داخلية تركية إلا أن أنقرة تصر على مهاجمة «قسد».
ولفت إلى أن مكونات شمال شرقي سوريا، لا يريدون سيطرة تركيا على مناطقهم سواء بالاحتلال أو عبر فصائل تابعة لها، لاسيما أن سكان تلك المناطق داخل سوريا لهم تجارب مريرة مع تلك الفصائل.
واستشهد مراد بما حدث في عفرين أو رأس العين في عام 2019، حيث لم تنعم المنطقة بالاستقرار بعد تهجير ممنهج ومغادرة 70% من السكان الأصليين وتوطين عوائل من الخارج، فضلا عن عمليات اختطاف وفرض «إتاوات» واغتصاب نساء، بحسب تقارير دولية.