خبراء: القضاء على «قسد» يخلط الأوراق والمصالح في سوريا الجديدة
ذهب خبراء في الشأن السوري إلى أن هدف تركيا الإستراتيجي بالقضاء على المجموعات الكردية المسلحة، يخلط الأوراق حول مستقبل سوريا الجديدة، في ظل تباين المصالح بين قوى إقليمية ودولية هناك.
وأشار الخبراء في تصريحات لـ»إرم نيوز»، إلى أن جانبًا من هذا الخلط للأوراق انعكس في دعم روسيا لتركيا، بتأكيد موسكو أن المسلحين الأكراد يمثّلون مشكلة في تطبيق القرار الأممي 2254، الذي يقضي بفترة انتقالية ثم دستور جديد وإجراء انتخابات حرة.
بينما يحضر موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم للقوات الكردية وعلى رأسها «قسد» المتقاطع مع تركيا، في ظل توافق واشنطن مع أنقرة حول غالبية المسارات المتعلقة بمستقبل سوريا الجديدة، بحسب خبراء.
توافق روسي تركي
ويرى مدير مؤسسة «جنوسوس» للدراسات والأبحاث في بريطانيا، عمار وقاف، أن ما خرج من معلومات حول اتفاق جرى مؤخرًا بين موسكو وأنقرة، وما صدر عن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من أن بلاده تدعم تركيا في اعتبار الحالة في شمال شرق سوريا، يُظهر على الأغلب نوعًا من التسوية بين تركيا وروسيا، بأن تحتفظ الأخيرة ببعض النفوذ في سوريا مقابل أن تدعم أنقرة في هذا الاتجاه المتعلق بالأكراد.
وقال وقاف، في تصريح لـ»إرم نيوز»، إن هناك موقفًا صداميًّا في هذا المشهد، بين ما تريده تركيا وتدعمه فيه روسيا من جهة، والذي وضح في ذهاب لافروف إلي الحديث عن أن هذه المجموعات الكردية مشكلة في تطبيق القرار الأممي 2254، الذي يقضي بفترة انتقالية ثم دستور جديد وانتخابات حرة، وبين موقف الولايات المتحدة، في ظل تصريح خاص من تركيا بأن واشنطن إن لم تصل معنا إلى اتفاق فيما يتعلق بهذا الأمر «المشهد الكردي» ، ربما نصل إلى أن تكون سوريا عبارة عن «ليبيا جديدة»، في إشارة إلى أطراف متنازعة من خلال قتال مستدام، وأراض ربما سيفصل بينها عبر نهر الفرات.
ولفت وقاف إلى أن الأمر غامض بشكل كبير حول ما هو قادم، ما انعكس في عدم الإشارة إلى هذا الملف من جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشكل علني، ولكن من المؤكد أن هذه القضية هي التي بُحثت بشكل مستفيض خلال زيارته مؤخرًا إلى أنقرة.
تقاسم النفوذ
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أمجد شهاب، أن تركيا يوجد فيها نحو 20 مليون كردي، يُقدرون بنحو ربع عدد السكان، وأن بناء دولة كردية بقيادة حزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا ومحاولة إحياء مشروع إقامة دولة كردية في سوريا تمتد إلى الداخل التركي والعراق وإيران، بمثابة تهديد للأمن القومي التركي، الأمر الذي يواجهه تأكيد أمريكي وإسرائيلي بعدم التوقف عن دعم الأكراد.
ويوضح شهاب في تصريح لـ»إرم نيوز»، أن المشكلة الأساسية ليست فقط مع الجانب الأمريكي المستمر في دعم الأكراد، ولكن أيضًا في تقاسم النفوذ في سوريا بعد سقوط النظام السابق.
وتوقع شهاب حدوث صراع لبسط النفوذ في سوريا القادمة، لافتًا إلى أن تركيا تحاول حسم الملف من خلال دعم المعارضة التي تمتلك ربما الآن أفضلية في السيطرة على الأراضي، أو إيجاد حل سلمي بقبول الأكراد الذين رفعوا علم المعارضة السورية، حول مسألة تسليم السلاح والخضوع للدولة مقابل الحصول على نفوذ أو حكم ذاتي موسع، كما يحدث مع إقليم كردستان العراق.
وأضاف شهاب أن الاختلاف في حل الملف الكردي يأتي في ظل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية إبقاء الوضع على ما هو عليه، وهو ما يختلف كليًّا مع توجهات ليست تركية فقط، ولكن من جانب دول في المنطقة، التي ترفض تقسيم أراضي سوريا إلى بضع دول، وربما يحسم الميدان أو التفاهمات هذا الملف، أو يكون الذهاب والعودة إلى المواجهات المسلحة مجددًا.