«تريندز» يُنظم ندوةً تحت عنوان: «العمل الإنساني في عصر الأزمات: تجاربٌ رائدة ورؤى جديدة»
خبراءُ ومتخصصونَ: الإمارات أيقونة عطاء عالمي .. والعمل الإنساني نهج إماراتي أرسى قواعده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
أكد متخصصون في العمل الإنساني وأكاديميون مشاركون في ندوَةِ: “العمل الإنساني في عصر الأزمات: تجارب رائدة ورؤى جديدة” التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مقره بأبوظبي، أن الإمارات تعتبر من أوائل الدول المانحة على صعيد العمل الإنساني والخيري، وإنشاء المؤسسات الخيرية، وتقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية، حيث يجسد العطاء نهجاً إماراتياً إنسانياً أصيلاً أرسى قواعده القائد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والذي جعل من الإمارات أيقونة عطاءٍ عالمية. كما أكد المشاركون في الندوة أن أيادي العطاء الإماراتي البيضاء تمتد إلى دول العالم وشعوبه كافة من خلال الحرص والعمل على توفير احتياجات المعوزين والفقراء في جميع بقاع المعمورة، الأمر الذي يقف شاهداً على أصالة العمل الإنساني والخيري وتجذرهما في الإمارات.
وأشار المشاركون في الندوة إلى أن الشعب الإماراتي أصبح يشار إليه بالبنان بين الأمم والشعوب، حيث يملك نهجاً متجذراً على طريق العطاء والبذل ومد يد العون للجميع، مؤكدين أن الإمارات أصبحت وجهة عالمية للعمل الإنساني وقبلة للتعايش والتسامح والوئام، حيث تحوز قصب السبق في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام ونشر مبادئ الأخوة الإنسانية، مضيفين أن يوم زايد للعمل الإنساني سيظل يوماً للعطاء والبذل والمبادرات التطوعية والإنسانية والخيرية، وستستمر قوافل العطاء الإماراتية تجوب بقاع العالم كافة لإغاثة المنكوبين ومد يد المساعدة للمحتاجين.
وتمحورت الندوة، التي جاءت بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني الذي يوافق 19 رمضان من كل عام، وأدارتها موزة المرزوقي الباحثة في “تريندز”، حول “إرث زايد الإنساني، وتجارب رائدة في خدمة الإنسانية، ورؤى جديدة لتعزيز العمل الإنساني في عصر الأزمات، ودور المساعدات الخارجية الإماراتية في تعزيز العمل الإنساني الدولي».
«إرث زاید الإنساني».. واستهل أعمال الندوة سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري نائب مدير “جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية” للشؤون الأكاديمية، متحدثاً عن “إرث زايد الإنساني”، حيث قال إنه لا غرابة في أن يجتمع العالم على حُب المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وهو الذي مد يد العون والمساعدة للجميع حول العالم، وهو الذي أسس وطناً قائماً على احترام الإنسان وإسعاد البشرية، حتى أصبحت الإمارات أيقونة عطاء عالمية وصار العمل الإنساني نهجاً إماراتياً أصيلاً.
وذَكَرَ أنه لا يوجد مكان في العالم إلا ويتجلى فيه أثر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعطائه سواء أكان مستشفى لعلاج المرضى المحتاجين أم مدرسة لتعليم الصغار المعوزين أم مساجداً للعبادة أم آبار ومزارع ومصانع لدعم تنمية المجتمعات أم مساكن تجمع الأسرة على الخير والمحبة، مشيراً إلى أن الشيخ زايد آمن بالإنسان وأسس دولة تولي كل الاهتمام والعناية والرعاية للعنصر البشري، فهيأ – رحمه الله – كل الوسائل والسبل والمقومات التي تلبي قدرات هذا الإنسان ومهاراته دون النظر إلى جنسه أو لونه أو دينه، إذ لا يفرق الخير بين البشر، ويد العطاء ممدودة للجميع.
واستشهد الظاهري بمقولة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان قد وجهها لأبنائه مفادها: “أهم نصيحة أوجهها لأبنائي هي البعد عن التكبر، وإيماني بأن الكبير والعظيم لا يصغره ولا يضعفه أن يتواضع ويتسامح مع الناس، لأن التسامح بين البشر يؤدي إلى التراحم، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً ومسالماً مع أخيه الإنسان».
وأكد نائب مدير “جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية” للشؤون الأكاديمية، أن القائد المؤسس الشيخ زايد ورَّث الأجيال كافة مجموعة من القيم الإنسانية العظيمة ومنها العطاء والمحبة والخير والإنسانية؛ وهي قيمٌ عربيةٌ أصيلة اهتم بالمحافظة عليها وتنميتها في نفوس النشء. كما تطرق السيد نائب المدير إلى أهم ملامح شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومنها: الرحمة، والعطاء، ومساعدة البشرية جمعاء دون تفرقة الأمر الذي تجلى في الكثير من المواقف الملهمة للوالد المؤسس في الكثير من المواطن حول العالم، ومنها المبادرات الإنسانية التي كان سباقا بها إلى مد يد العون للعالم كافة الذي يعترف ويتذكر دائما جهود زايد الخير الإنسانية والتنموية.
ونوه الظاهري إلى أن الإمارات أصبحت وجهة عالمية للعمل الإنساني وقبلة للتعايش والتسامح والوئام؛ فالعالم يشهد بالأرقام أن الإمارات سباقة في ميادين كثيرة، وها هي تحوز قصب السبق في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام ونشر مبادئ الأخوة الإنسانية، مضيفاً أن يوم زايد للعمل الإنساني يبقى يوماً للعطاء والبذل وإطلاق المبادرات التطوعية والإنسانية، حيث تستمر قوافل العطاء والخير تنطلق من الإمارات إلى كل بقاع العالم لإغاثة المنكوبين ونجدة الملهوفين سيراً على نهج المغفور له الذي أسس أمة متسامحة محبة للخير والعطاء والبذل.
«تجربة رائدة في خدمة الإنسانية»
بدوره، قال خالد عبدالله العوضي مدير إدارة خدمات الأعضاء والشراكات في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، إن تجربة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية تعتبر رائدة وفريدة في خدمة البشرية جمعاء، حيث تعتبر مركزاً عالمياً للتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية، وتضم مجتمعاً دولياً يتألف من وكالات تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات غير ربحية، ومنظمات حكومية دولية تعمل جميعها في تقديم المساعدات في الأزمات ودعم التنمية الاقتصادية.
وذكر العوضي أن السنوات الثلاث الماضية من عمل المدينة كانت مثمرة بالعطاء الإنساني، خصوصاً في مواجهة جائحة “كوفيد-19” التي تجلت فيها قدرات المدينة على الاستجابة المبكرة والسريعة للتعامل مع آثار الجائحة وتبعاتها على كافة المستويات، مبيناً أن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية تنطلق من الإمارات إلى العالم أجمع، وتؤكد أنها أكبر مركز لوجيستي للعمل الإنساني، وهذا ما تجلى في مواجهة تبعات جائحة كورونا.
وأضاف العوضي: “نستمد العمل الإنساني من إرث القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ ترتكز الإمارات على قيم الخير والعطاء والبذل منذ قديم الأزل، ومن هذا المنطلق فإن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ترسخ القواعد والقيم التي تتبناها الإمارات، وتسير على النهج الإماراتي الإنساني والخيري”.
مؤكداً أن المدينة لا تفرق بين جنس، ولون، وعرق، ووطن وتقدم خدماتها للجميع في شتى بقاع الأرض دون النظر إلى أي منطلقات سياسية أو عرقية إطلاقاً؛ فالإمارات على وفاق مع الجميع على المستوى العالمي.
وأوضح المتحدث أنه خلال أزمة “كوفيد-19” شهد العالم زيادة في احتياجات القطاع الصحي العالمي، ونحو 5 إلى 50% من هذه الاحتياجات لبتها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في استجابة سريعة وطارئة للقطاعات الصحية حول العالم، مضيفاً أن المدينة تستضيف أكثر من 10 منظمات عالمية عاملة في مجال الإغاثة والطوارئ، ما يعزز من خبراتها وقدراتها.
كما أطلقت المدينة تحالفات أكاديمية واسعة النطاق، ومنها الشراكة المثمرة مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والهادفة إلى تحليل البيانات والأحداث ومناقشتها وعكسها في محتوى بحثي وعلمي رصين مقروء يفيد العالم أجمع، مؤكداً أن الإمارات ستدعم كل العالم في الشق الإنساني خصوصاً في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث بشتى السبل والوسائل الممكنة.
«نحو رؤى جديدة في عصر الأزمات»
ومن جانبها، استعرضت كليرد التوان، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دولة الإمارات العربية المتحدة، رؤى جديدة لتعزيز العمل الإنساني العالمي في عصر الأزمات، موضحة أن إرث الشيخ زايد وعمله الإنساني شكل منارة لكل من يعمل في المجال الإنساني. كما أن ما تقوم به الإمارات ساعد العديد من المنظمات الدولية في أداء مهامها، مبينة أن هناك أموراً كان لها وقع كبير على العمل الإنساني أهمها الحروب، سواء أكانت في المنطقة أم خارجها، وكان التحدي الأساسي للجنة الدولية للصليب الأحمر هو كيفية التعامل مع تلك المناطق بكفاءة وحرفية وبالاعتماد على البيانات والمعلومات الدقيقة التي تتوافر للجنة من المراكز البحثية والأكاديمية، مثمنة ما يقوم به مركز تريندز للبحوث والاستشارات في هذا الصدد.
وأضافت أن مشكلة التغير المناخي تمثل تحدياً آخراً تواجهه اللجنة، إذ تجعل تقديم الدعم الإنساني في مناطق الصراع والمناطق التي تشهد كوارث طبيعية أمراً صعباً للغاية، متوقفة عند ما تقدمه الإمارات من مساعدات وما تبذله من جهود إنسانية، بما يشكل عاملاً إيجابياً للغاية، وساعد المنظمة الدولية بشكل كبير في مواجهة العديد من الكوارث الطبيعية التي تشهدها مناطق متفرقة من العالم، مشددة على دور الشراكات والتعاون والعمل الجماعي لتلبية احتياجات الناس ومساعدتها في أوقات الأزمات والحروب والكوارث.
وذكرت كليرد التوان أنه من الضروري قيام حوارات وتنظيم نقاشات دائمة مع المجتمعات المستهدفة بالعمل الإنساني من أجل أن يكون هناك تكيف مع البيئة التي تعمل فيها، متطرقة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في نحو 130 دولة وعلى مدى سنوات طويلة.
«دور المساعدات الخارجية الإماراتية «
أما سعادة راشد محمد الحميري، مدير إدارة شؤون المساعدات الخارجية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، فتطرق إلى دور المساعدات الخارجية الإماراتية في تعزيز العمل الإنساني الدولي، مؤكداً أن تاريخ الدعم الإنساني الإماراتي مرتبط بإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الذي وضع أسس وقواعد العمل الإنساني للدولة، مشيراً إلى أنه على مدى العشر سنوات الأخيرة كانت الإمارات أحد أكبر الداعمين والمقدمين للمساعدات الإنسانية في العالم. كما أنها المانح الأول عالمياً لسنوات عديدة، وما زالت تعمل وتفتح قنوات ودروب جديدة من أجل تقديم الخدمات الإنسانية وضمان وصولها إلى جميع أصقاع العالم.
وقال الحميري إنه في عام 2016 تم دمج وزارة التعاون الدولي ووزارة الخارجية في الإمارات من أجل تعزيز التعاون الدولي والشراكات الثنائية أو الثلاثية أو متعددة الأطراف بهدف دعم الدول والمجتمعات لتحقيق التنمية المستدامة، وشملت قطاعات الطاقة، والمياه، والصحة، والتعليم، والتنمية المستدامة، والبنى التحتية، وغيرها... موضحاً أن تقديم المساعدات الخارجية الإماراتية يتم على أساس الاحتياجات فقط، ومن دون النظر إلى أي اعتبار آخر مثل الدين أو العرق أو الجنس.
وبين أن من بين جهود الدولة الإنسانية، مشاركة الوزارة مع البنك الدولي في برنامج دعم رائدات الأعمال للنساء، حيث تم من خلال هذا البرنامج تغطية أكثر من 100 دولة و6,000 مستفيدة حول العالم، إضافة إلى جهود الإمارات خلال جائحة كورونا، حيث تمكنت من إرسال أكثر من 220 طائرة مساعدات لأكثر من 130 دولة، مضيفاً أن العطاء جزء من القيم الإماراتية الأصيلة، وهو رؤية ونهج “زايد الخير” طيب الله ثراه.