أكد خبيران دوليان في مجال الأمن الرقمي وعمليات الشرطة، أن تعزيز الأمن السيبراني ومواكبة التطور التكنولوجي ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد المنشآت الحيوية، داعين إلى اعتماد منصات ذكية وتحقيق تكامل أمني يعزز كفاءة الاستجابة ويختصر زمن القرار من أسابيع إلى ساعات.
وقال أندرياس أربوغاست، الرئيس التنفيذي للمعلومات في شركة "إم إتش سيرفيس"، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات " وام "، على هامش القمة الشرطية العالمية 2025، والتي تختتم أعمالها اليوم في دبي، إن "تقليص زمن الاستجابة للهجمات السيبرانية من أسابيع إلى ساعتين أو ثلاث بات أمراً حتمياً في ظل تصاعد التهديدات الرقمية التي تستهدف مؤسسات حيوية مثل المستشفيات والبنوك".
وأوضح أن الحلول الأمنية التقليدية لم تعد كافية لمواجهة التحديات الراهنة، مشيراً إلى أن الإطار الأمثل يتمثل في بناء منصات مرنة تعتمد على التكامل بين الأدوات المختلفة، مضيفا: "لا توجد أداة واحدة قادرة على تلبية جميع المتطلبات؛ نحن بحاجة إلى إطار عمل تقني مرن يعتمد على التكامل والتخصص".
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم أداة محورية في التحقيقات الرقمية في ظل الكمّ الهائل من البيانات وقلة الموارد البشرية، مضيفاً:"لا يمكن لفِرَق بشرية، مهما بلغ عددها، فحص ملايين الصور بحثاً عن دليل رقمي واحد، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي كضرورة لا كخيار".
ونبه إلى أن الخصوم الرقميين يسبقون أحياناً الأجهزة الأمنية بخطوات من حيث تطوير التكتيكات، ما يفرض على المؤسسات الأمنية في الشرق الأوسط تحديث بنيتها الرقمية بشكل مستمر، مضيفاً أن "مواكبة المعايير التقنية الحديثة يجب أن تكون جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الأمنية الشاملة". وشدد على أن النجاح في هذا المجال يتطلب تأهيلاً عالياً للخبراء واستثماراً في التدريب، إلى جانب استخدام منصات تحليل ذكية تعتمد على منهجيات واضحة تتيح التعامل الفوري مع التهديدات.
وقال فينس هاوكس، مدير الشراكات والمشاركة العالمية في الجمعية الدولية لقادة الشرطة بالولايات المتحدة، إن تعزيز قدرات أجهزة الشرطة في ظل التحديات المعاصرة يتطلب شراكات مبتكرة وتبادل الخبرات مع القطاعات المختلفة، مشيراً إلى أن مبادئ العمل الشرطي تظل ثابتة رغم تغير السياقات. وأضاف أن الجلسة التي أدارها ضمن أعمال القمة شهدت نقاشات غنية حول تطوير أداء أجهزة الشرطة من خلال نقل المعرفة والتجارب، خاصة من قبل قادة سابقين يعملون اليوم في مؤسسات مثل مايكروسوفت ودوري كرة القدم الأمريكية، مؤكداً أهمية الاستفادة من هذه النماذج في تصميم منظومات أمنية أكثر مرونة وفاعلية. وقال إنه يشارك في القمة الشرطية العالمية منذ انطلاقها التي شهدت تطورا لافتا عاماً بعد عام وإنه عضو في مجلس أمناء القمة . وأشار إلى أن القمة باتت منصة رائدة تجمع نخبة من القادة والخبراء العالميين لتبادل الحلول وتبني أحدث التقنيات، بما يعزز قدرات أجهزة إنفاذ القانون في مواجهة التحديات المتغيرة باحترافية وكفاءة.