خطة ترامب لتسليح أوكرانيا تفاقم الخلافات الأوروبية داخل «الناتو»
كشف اتفاق يتضمن تسليح الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» عن خلافات داخل الحلف حول الصناعة الدفاعية، مع إعلان كل من إيطاليا وفرنسا عدم انضمامهما إلى الخطة الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن يوم الاثنين أن الولايات المتحدة سترسل معدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى أعضاء الناتو، لتسليمها إلى القوات الأوكرانية لمواجهة روسيا.
وقبل ذلك كان ترامب قد أشار في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن الناتو سيدفع «كامل» ثمن الأسلحة الأمريكية التي ستُرسل إلى أوكرانيا، وفقا لمجلة «نيوزويك» الأمريكية.
وقال الأمين العام لـ»الناتو» مارك روته إن ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا وكندا ستشارك في الاتفاق، بالإضافة إلى دول شمال أوروبا، فنلندا والدنمارك والسويد والنرويج.
وكان الاتفاق مؤشرًا جديدًا على تنامي غضب ترامب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعرقلة التقدم نحو وقف إطلاق النار الذي تعهد ترامب بتأمينه في أوروبا الشرقية.
كما كان مؤشرًا على التوترات الكامنة التي لم تُحل بعد في أوروبا، حيث يحاول التحالف تصوير نفسه على أنه أكثر وحدة من أي وقت مضى.
وأفادت صحيفة بوليتيكو يوم الثلاثاء نقلاً عن مسؤولين فرنسيين أن باريس لن تنضم إلى المبادرة نظرًا لتركيزها على تجميع قاعدة الصناعات الدفاعية الأوروبية. كما ستمتنع إيطاليا عن المشاركة، وفقًا لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية اليومية.
وكانت باريس في طليعة المطالبين بالاستثمار في صناعة الدفاع الأوروبية، وخاصةً في الصناعات الفرنسية، وفقًا لما صرّح به إد أرنولد، الباحث البارز في الأمن الأوروبي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، وهو مركز أبحاث دفاعي بارز مقره المملكة المتحدة، للمجلة. وأضاف أنه في الوقت نفسه، لا تشعر إيطاليا بالقلق من روسيا بقدر دول «الناتو» الأخرى، وهي «ببساطة لا تختار شراء الأسلحة الأوروبية أو الأمريكية بكميات كبيرة». ووفقًا لمصدر في الصناعة الدفاعية الفرنسية، كانت فرنسا وإيطاليا تأملان في إبرام صفقة مماثلة لتلك التي أشاد بها المكتب البيضاوي، والتي كانت ستشمل طلبات شراء نظام الدفاع الجوي الأرضي الفرنسي الإيطالي «SAMP-T» بدلاً من صواريخ باتريوت.
لكن القدرة على إنتاج أعداد كبيرة من صواريخ «SAMP-T» بسرعة لم تتحقق بعد، ويريد سلاح الجو الفرنسي ضمان امتلاكه ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي لحماية رادعه النووي المحمول جوًا، وفقًا لما ذكره المصدر للمجلة.
وقال مسؤول في حلف «الناتو» من إحدى دول البلطيق للمجلة، إن هذه القضية «بالغة الحساسية»، لكن هناك إدراكا بأن هناك بعض القدرات التي لا تستطيع صناعة الدفاع الأوروبية إنتاجها حاليا.
ولفتت المجلة إلى أن أوروبا وكندا تسيران على حبل مشدود بين الرغبة في إبقاء الولايات المتحدة منخرطة في أمن القارة و»فطام» الدول غير الأعضاء في الناتو عن الاعتماد على معداتها.
وبينما يتفق الناتو بشكل عام على أن أوروبا بحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، فإن الاستراتيجية الصناعية أقل وضوحًا، ولا تزال الاختلافات بين أولويات كل دولة واضحة.
وأكد أرنولد للمجلة أنه لا تزال هناك أسئلة ملحة بحاجة إلى إجابة حول مدى سرعة نمو صناعة الدفاع الأوروبية، لا سيما خلال العام المقبل أو نحو ذلك.
وقال إن أوروبا ستواجه صعوبة في إنتاج المعدات على المديين القصير والمتوسط، مما يعني أن الحكومات ستضطر إلى الاعتماد على الولايات المتحدة ودول أخرى، مثل كوريا الجنوبية، لتلبية احتياجاتها العاجلة.
وأضاف: «لا تزال صناعة الدفاع تمثل الجزء الأكثر صعوبة في وحدة حلف شمال الأطلسي».
وصرح روته بأن الصفقة ستضع «أعدادًا هائلة» من الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الدفاع الجوي، في أيدي أوكرانيا. وصرح ترامب بأن أوكرانيا ستتسلم عددًا غير محدد من أنظمة باتريوت «خلال أيام».
وتُعدّ أنظمة باتريوت، التي تصنعها شركة رايثيون الأمريكية للدفاع، من أكثر أنظمة الدفاع الجوي طلبًا، وهي قادرة على اعتراض الأسلحة الروسية المتطورة والصواريخ الباليستية.
وقد طالبت أوكرانيا مرارًا بمزيد من بطاريات باتريوت، التي تتكون من عدة مكونات، بما في ذلك الرادارات ومنصات الإطلاق والصواريخ الاعتراضية، بالإضافة إلى مركز قيادة وتحكم.