رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
خليفة التربوية: العمل التطوعي آفاق واعدة في الخمسين المقبلة
أكدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية أن العمل التطوعي في دولة الإمارات العربية المتحدة شكل أحد ملامح النهضة الحضارية التي شهدتها الدولة منذ انطلاق مسيرة الاتحاد بما جعله منهجاً يومياً في حياة الفرد والمجتمع من خلال ممارسات مدروسة تستهدف تعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في الدولة . وذكرت أن العمل التطوعي بات نموذجاً يحتذى به محلياً واقليمياً ودولياً مما يجعله أحد ركائز أجندة مئوية الإمارات للخمسين المقبلة، وهو ما يضاعف من مسؤوليات مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الأسرة، والمدرسة، ومختلف الجهات ذات العلاقة في غرس قيم العمل التطوعي الواعي لدى النشء والشباب وتهيئة البيئة المحفزة على التميز في هذا المجال .
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها الجائزة بعنوان "العمل التطوعي .. الإمارات نموذجاً" بحضور أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، وتحدث فيها كل من أحمد الملا مدير إدارة نجاح ومشاركة الطلاب بكليات التقنية العليا في دبي، و وفاء آل علي رئيس إدارة التفاعل الشبابي بالمؤسسة الاتحادية للشباب، وراشد محمد الكعبي مدير إدارة المتطوعين بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والدكتورة ريم الكندي مدير إدارة مجلس الشباب بمؤسسة المباركة، وسالم بن بشر عضو برنامج المغاوير بمؤسسة المباركة، وأدارت الجلسة الدكتورة صبحاء الشامسي محكم مجال التعليم وخدمة المجتمع بجائزة خليفة التربوية .
وفي بداية الجلسة ..أكدت أمل العفيفي أهمية العمل التطوعي الذي يمثل أحد النماذج البارزة في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تقدم الجهات المعنية وكذلك الأفراد جهودا بارزة في هذا المجال تحظى بالتقدير على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ومن هنا فإن هذه الجلسة تسلط الضوء على أفضل الممارسات المحلية في هذا الصدد بما يوسع من قاعدة التوعية المجتمعية لدى النشء والشباب ومختلف فئات المجتمع، ويعزز من الأدوار المنشودة لكل منهم في دفع مسيرة العمل التطوعي في الخمسين المقبلة .
من جانبها قالت الدكتورة صبحاء الشامسي إن التطوّع هو من الأمور التي تعبر عن تميز المجتمع وسلامته وبنائه على أسس صحيحة، ودمج الفروقات المجتمعية فيه، وأيضا العمل التطوعي هو الجهد الذي يُقدّم دون مقابل أو عوض مادي بدافع تحمل مسؤولية معينة وتقديم خدمة إنسانية للمجتمع أو البيئة، والمتطوع هو الشخص الذي يسخّر نفسه عن طواعية ودون إكراه لمساعدة ومؤازرة الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد الجماعي في موضوع معيّن، مؤكدة أن العمل التطوعي يخلق روحا إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، إذ أن التطوع هو ممارسة تتطلب ثقافةً ووعياً بما يقدم لنا وللآخرين، وهو نابع عن خلق العطاء العظيم ويعتبر عملاً سامياً وجميلاً.
وأشار أحمد الملا إلى تجربة كليات التقنية العليا في العمل التطوعي، وسلط الضوء على برنامج كليات التقنية العليا للعمل التطوعي، والذي تم اعتماده في الكليات منذ ربيع العام 2016 ليصبح العمل التطوعي منذ ذلك الوقت متطلب تخرج لجميع الطلبة، والذين يتوجب عليهم إنجاز 100 ساعة تطوعية على مدى سنواتهم الدراسية، ليصبح العمل الخيري جزءاً من حياة الطلبة ويتخطى كونه متطلب تخرج لنجد الطلبة يبادرون بأنفسهم بابتكار الأفكار وتفعيل الأنشطة التطوعية، مؤكداً أن العمل التطوعي متأصل لدينا على مستوى المفهوم الإنساني ولكنه علينا أيضا تفعيل العمل التطوعي كقيمة اقتصادية، فهذه المشاركة المجتمعية
كما تعكس حضارة وتقدم ورقي المجتمعات، فهي اليوم تدعم اقتصاديات الدول . وتطرقت وفاء آل علي في كلمتها إلى دور الشباب في دعم العمل التطوعي، مشيرة إلى أن الاهتمام بتكريس ثقافة العمل التطوعي جزء لا يتجزأ من استراتيجية المؤسسة ونموذج عملها لبناء شخصية الشاب الإماراتي، وتعزيز مساهمته في بناء التنمية الوطنية وخدمة مجتمعه وتقدم وازدهار وطنه، كونه العنصر المساهم في غرس وتكريس مفاهيم الولاء والانتماء للوطن والتمسك بالهوية الوطنية، وذلك إلى جانب إلى اكتسابهم العديد من المهارات عبر العمل التطوعي على الصعيدين الشخصي والمهني .
وأكدت التركيز من خلال مبادراتهم ومشاريعهم على تعزيز مفهوم وتنمية ثقافة العمل التطوعي بين الشباب ليكون أسلوباً لحياتهم اليومية، وأداة لتطوير قدراتهم والتعبير عن حبهم وعطائهم لوطنه واستثمار طاقاتهم الايجابية، وتجسد مجالس الشباب الإماراتية نموذجاً عملياً على ذلك بما يعود بنفع أكبر على مجتمعنا ومسيرة التطور التي تشهدها الدولة في كافة المجالات لاسيما تطوير قدرات الفرد، وأكد شبابنا خلال أزمة كوفيد 19 أنهم نموذج مشرف ومثال يحتذى به في العمل لخدمة المجتمع عبر تمسكهم بالقيم الإنسانية وتحليهم بأعلى درجات المسؤولية، وتصدرهم الصفوف الإمامية، ليثبتوا للجميع أنهم صناع الأمل والمستقبل .
وقال راشد محمد الكعبي إن العمل التطوعي يحظى باهتمام القيادة الرشيدة، وأيضا الإدارة العليا في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وذلك ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، مشيرا إلى أن الهيئة حققت قفزات كبيره في هذا المجال، وتم تطوير اللوائح والنظم وإطلاق البوابة الإلكترونية للتطوع والمجال مفتوح لجميع أفراد المجتمع للانتساب للهيئة والمشاركة في برامجها ضمن ضوابط محدده لكل برنامج، والعمل جاري لخلق شراكات مجتمعيه مع المؤسسات فيما يصب في خدمت الفئات المحتاجة.
وتخلل الجلسة عرضا علميا لرسالة وأهداف مؤسسة المباركة ودورها في العمل التطوعي .