بهدف الوقوف على أهمية التغذية في البلدان العربية وعلاقتها بارتفاع معدلات سرطان الثدي  في العالم العربي، قامت الدكتورة فرح نجا، الأستاذ المشارك بتخصص علم الأوبئة التغذوي بكلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة بالتعاون مع مجموعات بحثية في الجامعة الأمريكية في بيروت بلبنان، وجامعة بوردو في الولايات المتحدة الأمريكية، بعمل دراسة حول طبيعة البحوث المتعلقة بالأنماط الغذائية في البلدان العربية للوصول لأدلة علمية مثبتة بهدف العمل على تعديل النظام الغذائي ومن ثم تطوير برامج فعالة في الصحة العامة لتعزيز أسلوب حياة صحي للوقاية من سرطان الثدي في البلاد العربية.

فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعاني الدول العربية من أعلى زيادة نسبية في معدلات سرطان الثدي في العالم، وربما يرجع ذلك إلى التحولات الحالية في الأنماط الحياتية ولا سيما الغذائية في هذه البلدان. لذلك ومن أجل تطوير برامج فعالة في الصحة العامة لتعزيز أسلوب حياة صحي وللوقاية من سرطان الثدي في هذه البلدان، عملت الدراسة على فحص مدى طبيعة البحوث المتعلقة بالتغذية في البلدان العربية حول سرطان الثدي وارتباطه بالأنماط الغذائية، حيث تمت الدراسة من خلال تحليل 14 قاعدة بيانات إلكترونية.

وانتهت الدراسة بتحديد عدد من الثغرات من أهمها التعاون الدولي المحدود بين البلدان العربية في هذا المجال، وغلبة البحوث المخبرية على حساب البحوث القائمة على دراسة الأفراد، والتركيز على المكملات الغذائية، عوضا عن استخدام الأنماط الغذائية الطبيعية، والاستخدام المحدود لأدوات التقييم الغذائي الصالحة والموثوقة.

كما أظهرت الدراسة العديد من الفرص منها: أن التعاون بين البلدان ذات مستوى الدخل المرتفع والمتوسط يمكن أن يخلق تناغما إيجابيًا للخبرة البحثية بينهما، كما أكدت الدراسة أن الزيادة المطردة في عدد المقالات المنشورة خلال العقدين الماضيين عكست زخمًا واعدًا في أبحاث سرطان الثدي وعلاقتها بالأنماط الغذائية في العالم العربي، وانتهت الدراسة بأهمية التركيز على أبحاث التغذية والأنماط الغذائية وعلاقتهما بسرطان الثدي لاكتشاف الأنماط الغذائية التي يكون لها تدخلات فعالة للوقاية من سرطان الثدي في البلدان العربية.