دعت إلى تقصي المعلومات من المصادر الرسمية لتجنب التضليل
دراسة حديثة لـ «تريندز » توصي بتمكين الإعلاميين رقمياً لتعزيز ثقافة التعايش والتسامح
أوصت دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تحت عنوان: "فرص التعايش والتسامح وتحدياتهما في ظل الإعلام الرقمي"، بتدريب الصحفيين والإعلاميين والناشطين في الإعلام الرقمي وتأهيلهم بما يمكنهم من استخدام تقنيات الإعلام ودعمهم بورش، ودورات لتأهيلهم وتمكينهم من التعامل مع الإعلام الجديد من أجل تعظيم فرص التعايش والتسامح ومجابهة التحديات التي يمثلها الإعلام الرقمي لقيم التعايش والتسامح.
وأكدت الدراسة التي أعدتها نوف يعقوب السعدي، مساعدة باحث في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أهمية نشر ثقافتي التعايش والتسامح في منصات الإعلام الرقمي من قِبل المؤسسات الدينية، والتربوية، والتعليمية من خلال دعم الثقافة وتنظيم مبادرات وفعاليات تدعمها إلى جانب تعميق الجوانب الإيجابية التي ظهرت في الدراسات حول الموضوع، والتي تحث على الجانب الإنساني، وثقافة الحوار، والتعايش، والتسامح.
ودعت الدراسة إلى ضرورة الحفاظ على وحدة المجتمعات وتماسكها، والحفاظ على الهوية الوطنية في ظل تحديات الإعلام الرقمي، إضافة إلى تثقيف مستخدمي منصات الإعلام الرقمي، وتوعيتهم بأهمية مجابهة تحديات التعايش والتسامح وكيفية تعزيز ثقافة التعايش السلمي وتقبل الآخر، فضلاً عن غرس ثقافة تقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية من خلال وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة.
سلاح ذو حدين
وشددت الدراسة على ضرورة نبذ المحاصصة الطائفية، والعرقية والتخلص منها تدريجياً، وتقوية نشاط الإعلام الوطني الرقمي ودوره عبر المنصات الرقمية، والعمل على توعية أفراد المجتمع بأهمية تقصي المعلومات من المصادر الرسمية لتجنب التضليل الإعلامي والأخبار المفبركة، ما من شأنه تعزيز قيم التعايش والتسامح والسلام ونشر ثقافة تقبل الآخر ونبذ العنف والكراهية عبر منصات الإعلام الرقمي.
وبينت الدراسة أن الإعلام الرقمي سلاح ذو حدين، لأنه على الرغم من إتاحته الفرصة لتعزيز ثقافتي التعايش والتسامح فإنه يستدعي الكثير من التحديات التي من الممكن لها أن تعوق عملية تفعيل ثقافتي التسامح والتعايش وترسيخهما، ورغم ذلك فإن الإعلام الرقمي يسهم بشكل كبير في نبذ الطائفية والتعصب القومي والتطرف الديني، وتبادل الثقافات المتنوعة ونشر ثقافة الاختلاف والتنوع، وعرض ثقافات الشعوب الأخرى وخبراتها في التسامح والتعايش.
نشر السلام والوئام
ورأت الدراسة أن نبذ الطائفية والتطرف ونشر ثقافة الاختلاف من أهم الفرص التي من الممكن أن يوفرها الإعلام الرقمي، فمن الممكن أن يكون الإعلام الرقمي ومنصاته حبل وصل يربط بين معتنقي مختلف الديانات والجنسيات والأعراق، ونافذة للحوار السلمي بين مكونات المجتمع الواحد والشعوب بعضها مع بعض. كما يمكن أن يكون وسيلة ناجعة لتفكيك الخطابات المتطرفة والأفكار التي لا تتفق مع قيم التعايش والتسامح، ونشر قيم السلام والوئام، فيما يمثل عرض ثقافات الشعوب الأخرى وخبراتها في التسامح والتعايش واحداً من أهم الفرص التي من الممكن أن يوفرها الإعلام الرقمي.
عولمة التطرف
واستعرضت الدراسة أيضاً بعض التحديات التي تحول دون نشر ثقافتي التعايش والتسامح عبر منصات الإعلام الرقمي، ومنها استخدام هذه المنصات الإعلامية من قِبل محاربي قيم التعايش والتسامح من جماعات متطرفة لبث الكراهية والعنف عبر الخطابات التأجيجية التي تثير القلاقل بين مختلف الأديان والجنسيات والأعراق، مبينة أن الإعلام الرقمي أسهم بدرجة كبيرة في عولمة التطرف. كما أن تصاعد أنشطة الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية في الفترة الأخيرة كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالإعلام الرقمي، حيث نجحت هذه الجماعات في استغلال المنصات بفعالية في عمليات التجنيد والدعاية لأيديولوجياتها والتنسيق فيما بينها مما كان مصدراً مهماً يتغذى عليه الاحتقان الطائفي والمذهبي. وأشارت الدراسة إلى أن انفتاح العالم على بعضه رقمياً، وظهور ما يسمى حروب الجيلين الرابع والخامس، فاقما من التحديات التي تقف عقبة أمام تشكل رأس المال الاجتماعي ومتانته، كما أثرا في مفهوم الأمن القومي للدول، مضيفة أن العلاقات الاجتماعية الافتراضية جعلت الفضاء العام لبعض الدول مستباحاً وتثار فيه النزاعات الطائفية والعرقية، لدرجة كان من الصعب معها الحفاظ على متانة رأس المال الاجتماعي في بعض الدول.