دراسة لتريندز ترصد عوامل ومؤشرات التحوُّل المكاني لمركز ثقل تنظيم الإخوان من معاقله التقليدية

دراسة لتريندز ترصد عوامل ومؤشرات التحوُّل المكاني لمركز ثقل تنظيم الإخوان من معاقله التقليدية

ضمن البرامج البحثية حول دراسات الإسلام السياسي، أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة تحت عنوان «النفير إلى بلجيكا.. هل تصبح بروكسل قاعدة خلفية للإسلاموية؟» تسعى إلى تحليل طبيعة هذا التحوّل المكاني لمركز ثقل تنظيم الاخوان المسلمين من معاقله التقليدية، باريس ولندن، نحو بروكسل، من خلال رصد مؤشراته والكشف عن دوافعه ومحاولة تحليل آفاقه المستقبلية وحدوده.
 
وذكرت الدراسة التي أعدها أحمد نظيف، الباحث التونسي المتخصص في دراسات الإسلام السياسي، أنه منذ عام 2017 يعيش الفرع الأوروبي لجماعة الإخوان المسلمين عددًا من التحوّلات الهيكلية والسوسيولوجية، التي طالت طبيعة التنظيم المركزي وسياسته تجاه الحكومات، والسديم الواسع من الشتات المسلم في القارة الأوروبية، ومن بينها حالة التحوّل التنظيمي نحو بلجيكا، بوصفها المعقل الجديد للثقل الحركي للتنظيم وقاعدة أساسية لإدارة الفرع، الذي أصبح أقل مركزية وأكثر أفقية من ذي قبل، وأقل تديُّنًا وأكثر تسيُّسًا.
 
وأوضحت أنه بموازاة ذلك تشهد أوروبا صحوة سياسية مضادة للإسلام السياسي، ولاسيما فرنسا والنمسا، وتشهد أيضًا صعودًا للأحزاب اليمينية إلى السلطة، الأمر الذي دفع الفرع الأوروبي للجماعة إلى إعادة انتشاره وفقًا للتحوّلات السياسية الجارية. ذلك أن بلجيكا مازالت بعيدةً عن هذه التغيرات المضادة للإسلاموية، كما أنها تشكّل المركز السياسي والبيروقراطي للاتحاد الأوروبي، حيث يمكن للجماعة ومنظماتها العمل على نطاق واسع مع مختلف المؤسسات الأوروبية دون أن يكون لها حضور مركزي في جميع دول الاتحاد.
 
وبينت الدراسة أن توجه الجماعة إلى بروكسل له مؤشرات عديدة، أهمها تركيز مقر رسمي للتنظيم في بروكسل تحت اسم “مجلس مسلمي أوروبا”. كما كان الدافع الأمني هاجسًا من هواجس الهجرة الإخوانية التنظيمية نحو بروكسل، حيث يتمتع التنظيم بهوامش حركة ونشاط وحرية لم تعد موجودة في دول مثل فرنسا أو إيطاليا.
 
وأشارت الدراسة إلى أن الهدف الاستراتيجي، وهو الأهم ضمن هذا التحول، هو عملية طويلة المدى لخلق “مجموعات ضغط - لوبي” موالية للجماعة، وذلك عبر نهج متعدد الطرق لخلق نخب إخوانية جديدة لديها موقع داخل النسيج الأوروبي وكذلك استمالة نخب أوروبية والتأثير على مجموعات حزبية داخل البرلمان الأوروبي، وربط علاقات سياسية وشخصية وجمعياتية مع فاعلين في المؤسسات الأوروبية. لكن هذه الاستراتيجية تواجهها العديد من العوائق أوروبيًّا وبلجيكيًّا، أبرزها صعود قُوى اليمين، وكذلك الوعي السياسي والمدني والأمني محليًّا بخطورة تنامي وجود الجماعة.