رئيس الدولة ورئيس أذربيجان يؤكدان العمل لترسيخ أسس السلام والاستقرار والأمن العالمي
دراسة لـ «تريندز» تحلل علاقة نيوزيلندا بالصين في ضوء التوترات بين بكين وواشنطن بالمحيط الهادي
أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة باللغة الإنجليزية، بعنوان "هل ستصمد العلاقات الصينية النيوزيلندية أمام اختبار الزمن؟" The “maturity” of the Sino-New Zealand relationship: Will it stand the test of time?، تناولت بالعرض والتحليل علاقة نيوزيلندا بالصين في ضوء التوترات الجيوسياسية الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة في المحيط الهادي.
وسلطت الدراسة التي أعدها د. نيكولاس روس سميث، زميل مساعد في المركز الوطني للأبحاث في أوروبا التابع لجامعة كانتربري بنيوزيلندا، الضوء على تطور العلاقة بين نيوزيلندا والصين بشكل ملحوظ منذ توقيع اتفاقية التجارة، موضحة أن استراتيجية نيوزيلندا حتى الآن للتعامل مع الصين تتبع ما سماه الكاتب التحوط غير المتكافئ.
وبينت الدراسة أن استراتيجية نيوزيلندا مع الصين تتعرض لضغوط كبيرة، لكنها تستمر في استخدام موقعها الجيوسياسي المفيد نسبياً لمحاولة إيجاد حل وسط إيجابي بين الصين والولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأوضحت الدراسة أن الولايات المتحدة عملت على تنشيط الحوار الأمني الرباعي للدول الأعضاء في اتفاقية "أوكوس" الأمنية التي تم تشكيلها حديثاً بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن مثل هذه التطورات تستحضر ذكريات الحرب الباردة الأصلية، وخاصة استراتيجية الاحتواء الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي.
وبينت أنه على الرغم من وجود اختلافات مادية وأيديولوجية كبيرة بين الحرب الباردة الأصلية والتوتر الحالي المتصاعد بين الولايات المتحدة مع حلفائها ضد الصين، فمن الواضح أن تصورات التهديد في واشنطن وكانبيرا أصبحت "حرباً باردة"؛ ما يخلق إطاراً نفسياً متشائماً يمكن من خلاله توجيه السياسة. ولتحقيق هذه الغاية، يبدو أن الولايات المتحدة تتصور تشكيل "تحالف الراغبين" كخطوة ضرورية في مكافحة صعود الصين. وأشارت الدراسة إلى أنه على الجانب الآخر، سعت الصين أيضاً إلى تعظيم نفوذها الإقليمي على مدى العقد الماضي، ولاسيما من خلال مبادرة الحزام والطريق الرائدة (BRI) بالتزامن مع تبني الصين موقفاً أكثر جرأة تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، الذي تخلى عن عقيدة "الصعود السلمي" الأكثر ضآلة إلى التركيز على تجديد قوة الصين العظمى.
وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من أن نيوزيلندا بعيدة عن بؤر التوتر الرئيسية بالنسبة للصين - مثل بحر الصين الجنوبي والمواقع على طول الحدود مع الهند - فإن اتفاقية الصين الأخيرة مع جزر سليمان وسعيها إلى إبرام اتفاقية على نطاق المحيط الهادي لم تسبّب الذعر لواشنطن وكانبيرا فحسب، وإنما في ولينغتون أيضاً. وخلصت الدراسة إلى أن نيوزيلندا قد تضطر في النهاية إلى اختيار الولايات المتحدة على حساب الصين، ولكن يمكن القول إن لديها "مجالاً للمناورة الاستراتيجية" أكثر من أي دولة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وأشارت الدراسة إلى أن نيوزيلندا تتمتع بعدد من المزايا التي تجعل اتباعها سياسة خارجية أكثر استقلالية أمراً ممكناً.