دمّون اليمنية.. بلدة تُزوج معظم شبابها في يوم محدد سنويا

دمّون اليمنية.. بلدة تُزوج معظم شبابها في يوم محدد سنويا

في بلدة "دمّون" اليمنية يحرص الأهالي منذ أكثر من عقد على تنظيم حفل زفاف جماعي بيوم محدد بعد جمع المال اللازم لذلك. ويقام الزفاف الجماعي في البلدة التي تقع بالجزء الشمالي الشرقي من مديرية تريم التاريخية بمحافظة حضرموت، في العاشر من شهر شوال كل عام، في مهرجان جماهيري حاشد يحضره معظم أهالي البلدة وآلاف المدعوين. واختتمت مساء الأحد الماضي فعاليات "مهرجان الحياة" في نسخته الحادية عشرة، التي انطلقت السبت الماضي، بزفاف 154 عريسًا وعروسًا، من أبناء بلدة "دمّون"، عبر حفلين مستقلّين للذكور والإناث، بفعاليات فنية وثقافية وشعبية، تخللتها الولائم والعزائم في ساحة عامة، بحضور 15 ألف مدعو ونحو 10 آلاف مدعوّة، وسط أجواء من الفرح والتلاحم المجتمعي. وعلى مدى قرابة 15 عاما، تشهد مناطق مختلفة من محافظة حضرموت، أعراسًا جماعية على نحو غير معتاد. وتهدف حفلات الزفاف الجماعية إلى إعانة المتقدمين للزواج عبر تقديم مساعدات مالية وإقامة حفل جماعي للمئات منهم، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في بلد يشهد أزمة إنسانية. يقول رئيس لجنة العلاقات العامة في "مهرجان الحياة"، علي بكر لـ"إرم نيوز"، إن هذه الفكرة انطلقت من بعض شباب البلدة بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، وتلقفتها بعض الوجاهات الاجتماعية في "دمّون"، وباتت الآن حدثًا سنويًا لا يقتصر على الزواج واختصار تكاليفه وتبعاته المالية على الأهالي فحسب، بل يشمل إشراك المجتمع في تظاهرة اجتماعية كبرى. وأضاف أن ذلك يهدف إلى "المبادرة والتعاون بين الناس في عمليات الإعداد والتحضير، على نحو يكرّس التآخي والترابط، فضلًا عن دور المهرجان في اكتشاف المواهب والإبداعات في مختلف المجالات، وذلك من خلال الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة". وذكر بكر، أن المهرجان يقدم دورات تدريبية تُعقد في الأيام التي تسبق انطلاق فعالياته، بهدف تأهيل العرسان والعرائس للحياة الزوجية المقبلة، إضافة إلى دورات أخرى تستهدف أولياء أمورهم، ببرامج أسرية وتساعدهم على التعامل مع الوضع الجديد لأبنائهم وحلّ أي مشكلات بصورة عاجلة.
 
ولفت إلى أن البرامج التدريبية، "شملت ما يقارب 1150 عريسًا وعروسًا خلال 11 عاما، وبالتالي فإن الهدف الأهم هو أن نضع حدًا لحالات الطلاق، وهذا ما يتحقق الآن، إذ إن نسبة الطلاق بين هؤلاء العرسان تقترب من الصفر، وهذا ما نهدف إليه في تجسيد تماسك حقيقي وترابط داخل المجتمع".