الحرب في أوكرانيا:
دول البلطيق تطالب بمخالب أطول للناتو...!
• يريدون ردعا يقوم على وجود دائم ومعزز على الجانب الشرقي من الناتو
• تنظر دول البلطيق بعين الريبة لمفهوم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي والدفاع الأوروبي
قبل قمة الناتو في مدريد في يونيو المقبل، يواصل قادة دول البلطيق التنبيه إلى ضرورة تعزيز حماية بلدانهم بعد غزو أوكرانيا.
لم يتم الاستماع إليهم بما يكفي -رغم عمليات الضم المتتالية التي قامت بها روسيا لأراضي في جورجيا ودونباس وشبه جزيرة القرم –ومع ازدياد شعورهم بالهشاشة منذ غزو أوكرانيا، لم تتوقف دول البلطيق عن الدعوة إلى حماية أكبر من أعضاء الحلف الأطلسي الذي انضمت إليه عام 2004.
"لا بد أن يستعد الناتو للتهديدات المستقبلية"، وهناك إجابة واحدة ممكنة: "ردع موثوق به ومرئي وفعال"، يرى رئيس إستونيا، ألار كاريس، في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز يوم الثلاثاء. ومن وجهة نظره، يتطلب هذا وجودًا دائمًا ومعززًا على الجانب الشرقي من الناتو، والذي سيخلف الدورات الحالية، وسيضع بولندا ودول البلطيق على قدم المساواة مع ألمانيا أو إيطاليا أو المملكة المتحدة. خلال قمة وارسو في يوليو 2016، أنشأ الناتو تواجدًا أماميًا معززًا في دول البلطيق وبولندا مع كتائب متعددة الجنسيات. وأضافت فرنسا في الأيام الاخيرة 150 جنديًا إلى 300 جندي موجود في إستونيا، حيث يشكل البريطانيون الإطار العام. لكن هذا الجهاز لا يزال يعتبر غير كافٍ.
قاعدة أمامية
تطالب دول البلطيق بالمساعدة برّا وبحرا وجوّا للحصول على "القوة اللازمة لصد بوتين" الذي يسعى "لإعادة حدود الناتو لعام 1997 وخلق ستارة حديدية جديدة في أوروبا"، كما يؤكد ألار كاريس. مادة دسمة للدرس من قبل أعضاء الحلف الأطلسي الذين سيلتقون في شهر يونيو في مدريد.
"تشعر دول البلطيق بأنها القاعدة الامامية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في مواجهة روسيا. وفيما يتعلق بالمسألة الأوكرانية، فهم ملتزمون ومنخرطون ويواصلون القول إنه يتعين الذهاب إلى ما هو أبعد، وأن ما ينجز لا يكفي، وبشكل عام بالتنسيق مع بولندا"، تشرح سيلين بايو، الأستاذة في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية والمتخصصة في المنطقة.
السكان الناطقين بالروسية
إيمانتس ليزيس، وزير الدفاع السابق وسفير لاتفيا السابق في فرنسا، يروي كيف كان الوضع متوترًا للغاية في لاتفيا بعد غزو أوكرانيا. "كان الناس قلقين، وقد طمأنت زوجتي بالقول إننا جزء من الناتو. ردت بأن والديها غادرا البلاد عام 1944 بحقيبة سفر، وأنها لا تريد أن تجد نفسها في هذا الوضع".
لقد انتقلت دول البلطيق، منذ خروجها من حضن الاتحاد السوفياتي عام 1991، من التشاركية إلى اقتصاد السوق، من حزب واحد إلى التعددية. وكان عليها أيضًا بناء خطاب وطني، أكثر وضوحًا في ليتوانيا، الغنيّة بتاريخ عمره ألف عام، منه في إستونيا ولاتفيا. وبينما هناك أقل من 10 بالمائة من المتحدثين باللغة الروسية في دول البلطيق الثلاثة قبل عام 1939، يوجد الآن 30 بالمائة متحدثون بالروسية في لاتفيا، و25 بالمائة في إستونيا، و6 بالمائة في ليتوانيا.
"أخيرًا، استمعوا إلينا "
"ظلت دول البلطيق تقول لسنوات إن روسيا تشكل تهديدًا، لكن غالبًا ما كان يُنظر إليها على أنها روسوفوبيا داخل الاتحاد الأوروبي. واليوم، يقول قادة الرأي والنخب السياسية في هذه البلدان لأنفسهم: أخيرًا، تم الاستماع إلينا، وأخيراً فهمت أوروبا"، تشرح كاترينا كيسا، الإستونية والأستاذة في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية.
في مواجهة التهديد الروسي، تتعدد المخاطر: الارتهان للطاقة، والحرب الإلكترونية، وحملات التضليل، والهجمات الهجينة، مع إرسال المهاجرين.
وقد اتخذت دول البلطيق خيارات استراتيجية لأمنها: الاندماج في الناتو، وحماية المظلة الأمريكية، والعضوية في الاتحاد الأوروبي. "نريد أن يعمل الأمريكيون والأوروبيون معًا لأن الديمقراطيات هي التي تتعرض للتحديات"، يشرح مستشار دبلوماسي يعتبر الدعم الأمريكي بالنسبة له "مسألة حياة أو موت".
عالقون بين روسيا وبيلاروسيا وكالينينغراد
في المقابل، تنظر دول البلطيق بعين الشك والريبة لمفهوم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي والدفاع الأوروبي. "ما هي الأهداف وما هي الخطوط الحمراء؟"، يتساءل دبلوماسي من دول البلطيق. لا يمكن لأي هيكل أمني إلا أن يتوافق مع الحلف الأطلسي، لأن الاتحاد الأوروبي بعيد جدًا عن أن يكون قوة عسكرية.
عالقون بين روسيا وبيلاروسيا وممر كالينينغراد، تبدو مخاطر النزاعات التقليدية وحتى النووية بالنسبة لهم أكثر واقعية من أي وقت مضى.
• تنظر دول البلطيق بعين الريبة لمفهوم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي والدفاع الأوروبي
قبل قمة الناتو في مدريد في يونيو المقبل، يواصل قادة دول البلطيق التنبيه إلى ضرورة تعزيز حماية بلدانهم بعد غزو أوكرانيا.
لم يتم الاستماع إليهم بما يكفي -رغم عمليات الضم المتتالية التي قامت بها روسيا لأراضي في جورجيا ودونباس وشبه جزيرة القرم –ومع ازدياد شعورهم بالهشاشة منذ غزو أوكرانيا، لم تتوقف دول البلطيق عن الدعوة إلى حماية أكبر من أعضاء الحلف الأطلسي الذي انضمت إليه عام 2004.
"لا بد أن يستعد الناتو للتهديدات المستقبلية"، وهناك إجابة واحدة ممكنة: "ردع موثوق به ومرئي وفعال"، يرى رئيس إستونيا، ألار كاريس، في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز يوم الثلاثاء. ومن وجهة نظره، يتطلب هذا وجودًا دائمًا ومعززًا على الجانب الشرقي من الناتو، والذي سيخلف الدورات الحالية، وسيضع بولندا ودول البلطيق على قدم المساواة مع ألمانيا أو إيطاليا أو المملكة المتحدة. خلال قمة وارسو في يوليو 2016، أنشأ الناتو تواجدًا أماميًا معززًا في دول البلطيق وبولندا مع كتائب متعددة الجنسيات. وأضافت فرنسا في الأيام الاخيرة 150 جنديًا إلى 300 جندي موجود في إستونيا، حيث يشكل البريطانيون الإطار العام. لكن هذا الجهاز لا يزال يعتبر غير كافٍ.
قاعدة أمامية
تطالب دول البلطيق بالمساعدة برّا وبحرا وجوّا للحصول على "القوة اللازمة لصد بوتين" الذي يسعى "لإعادة حدود الناتو لعام 1997 وخلق ستارة حديدية جديدة في أوروبا"، كما يؤكد ألار كاريس. مادة دسمة للدرس من قبل أعضاء الحلف الأطلسي الذين سيلتقون في شهر يونيو في مدريد.
"تشعر دول البلطيق بأنها القاعدة الامامية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في مواجهة روسيا. وفيما يتعلق بالمسألة الأوكرانية، فهم ملتزمون ومنخرطون ويواصلون القول إنه يتعين الذهاب إلى ما هو أبعد، وأن ما ينجز لا يكفي، وبشكل عام بالتنسيق مع بولندا"، تشرح سيلين بايو، الأستاذة في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية والمتخصصة في المنطقة.
السكان الناطقين بالروسية
إيمانتس ليزيس، وزير الدفاع السابق وسفير لاتفيا السابق في فرنسا، يروي كيف كان الوضع متوترًا للغاية في لاتفيا بعد غزو أوكرانيا. "كان الناس قلقين، وقد طمأنت زوجتي بالقول إننا جزء من الناتو. ردت بأن والديها غادرا البلاد عام 1944 بحقيبة سفر، وأنها لا تريد أن تجد نفسها في هذا الوضع".
لقد انتقلت دول البلطيق، منذ خروجها من حضن الاتحاد السوفياتي عام 1991، من التشاركية إلى اقتصاد السوق، من حزب واحد إلى التعددية. وكان عليها أيضًا بناء خطاب وطني، أكثر وضوحًا في ليتوانيا، الغنيّة بتاريخ عمره ألف عام، منه في إستونيا ولاتفيا. وبينما هناك أقل من 10 بالمائة من المتحدثين باللغة الروسية في دول البلطيق الثلاثة قبل عام 1939، يوجد الآن 30 بالمائة متحدثون بالروسية في لاتفيا، و25 بالمائة في إستونيا، و6 بالمائة في ليتوانيا.
"أخيرًا، استمعوا إلينا "
"ظلت دول البلطيق تقول لسنوات إن روسيا تشكل تهديدًا، لكن غالبًا ما كان يُنظر إليها على أنها روسوفوبيا داخل الاتحاد الأوروبي. واليوم، يقول قادة الرأي والنخب السياسية في هذه البلدان لأنفسهم: أخيرًا، تم الاستماع إلينا، وأخيراً فهمت أوروبا"، تشرح كاترينا كيسا، الإستونية والأستاذة في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية.
في مواجهة التهديد الروسي، تتعدد المخاطر: الارتهان للطاقة، والحرب الإلكترونية، وحملات التضليل، والهجمات الهجينة، مع إرسال المهاجرين.
وقد اتخذت دول البلطيق خيارات استراتيجية لأمنها: الاندماج في الناتو، وحماية المظلة الأمريكية، والعضوية في الاتحاد الأوروبي. "نريد أن يعمل الأمريكيون والأوروبيون معًا لأن الديمقراطيات هي التي تتعرض للتحديات"، يشرح مستشار دبلوماسي يعتبر الدعم الأمريكي بالنسبة له "مسألة حياة أو موت".
عالقون بين روسيا وبيلاروسيا وكالينينغراد
في المقابل، تنظر دول البلطيق بعين الشك والريبة لمفهوم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي والدفاع الأوروبي. "ما هي الأهداف وما هي الخطوط الحمراء؟"، يتساءل دبلوماسي من دول البلطيق. لا يمكن لأي هيكل أمني إلا أن يتوافق مع الحلف الأطلسي، لأن الاتحاد الأوروبي بعيد جدًا عن أن يكون قوة عسكرية.
عالقون بين روسيا وبيلاروسيا وممر كالينينغراد، تبدو مخاطر النزاعات التقليدية وحتى النووية بالنسبة لهم أكثر واقعية من أي وقت مضى.