رئيس الدولة ونائباه يعزون ملك الأردن في وفاة الأميرة ماجدة رعد
«لن يكون من المبالغة رؤية مئات القواعد العسكرية لأمريكا
دونالد ترامب يخطط لإمبراطورية أمريكية جديدة
على مدى الأسابيع الماضية، أثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب زوبعة، عندما قال أن على الولايات المتحدة يجب أن توسي ممتلكاتها الإقليمية بتشجيع كندا على الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي، لتكون الولاية 51، وشراء غرينلاند من الدانمارك، واستعادة السيطرة على قناة بناما.
ونقل جايمس بيكرتون في مجلة «نيوزويك» الأمريكية، عن أحد خبراء التاريخ الأمريكي أن سياسات ترامب كانت بمثابة «عودة إلى القرن التاسع عشر»، الذي شهد توسع الولايات المتحدة غرباً عبر أمريكا الشمالية، وحتى احتلال كوبا والفيليبين.
وقال أكاديمي ثان متخصص في الإمبريالية الأمريكية، إن ترامب كان يسعى إلى «شكل أقدم من استعراض القوة» الذي «يعود إلى الأيام الدموية لتيدي روزفلت». وبعد فوزه في الانتخابات على نائب الرئيس كامالا هاريس في نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن ترامب أنه يعتزم فرض رسوم جمركية جديدة بـ 25 % على كل البضائع، التي تدخل الولايات المتحدة من كندا، والمكسيك، حتى «يوقف» البلدان تهريب المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد.
وحملت هذه الخطوة، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على التوجه بسرعة إلى منتجع ترامب مار آ لاغو في فلوريدا لمناقشة هذه القضية، وبعد ذلك وصف الرئيس المنتخب الزعيم الكندي بسخرية بـ «الحاكم ترودو» على منصة «تروث سوشيال». وعندما طلبت «نيوزويك» تعليقاً، قالت آنا كيلي المتحدثة باسم إدارة ترامب الانتقالية: «يتدفق زعماء العالم إلى الطاولة، لأن الرئيس ترامب يفي بالفعل بوعده بجعل أمريكا قوية مرة أخرى. وعندما يتولى منصبه رسمياً، ستفكر الدول الأجنبية مرتين قبل تمزيق بلادنا. ستحظى أمريكا بالاحترام مرة أخرى، وسيكون العالم كله أكثر آماناً».
الاتحاد الأمريكي.. في 18 ديسمبر (كانون الأول)، دعا ترامب صراحة كندا إلى الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي. وفي 22 ديسمبر(كانون الأول)، كتب على «تروث سوشيال»: «من أجل الأمن القومي والحرية في أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية، بأن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة».
وفكرت الولايات المتحدة جدياً في تقديم عرض لشراء غرينلاند وأيسلندا أثناء رئاسة أندرو جونسون بي 1867و 1868. وفي 1946، عرض الرئيس هاري ترومان على الدانمارك 100 مليون دولار من سبائك الذهب مقابل الإقليم. ولم ينجح لا جونسون أو ترومان في ذلك. وفي 21 ديسمبر(كانون الأول)، قال ترامب أيضاً إنه قد يطالب بإعادة قناة بناما إلى السيادة الأمريكية، إذ مُولت القناة وبنيت بفضل الولايات المتحدة ولكنها أعيدت إلى بناما في 1999، بموجب اتفاق وقعه الرئيس جيمي كارتر في 1978.
وقال ترامب: «الرسوم التي تفرضها بناما سخيفة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي، الذي منحته الولايات المتحدة لبناما».
وفي حديثه لنيوزويك، قارن خبير التاريخ الأمريكي بجامعة فلوريدا البروفسور شون آدامز، مقترحات ترامب مع الإمبريالية الأمريكية في القرن التاسع عشر.
وقال إن «خطة الاستحواذ على غرينلاند تقدم بعض الشيء من الارتداد إلى القرن التاسع عشر عندما كان العديد من السياسيين الأمريكيين، خاصة الديموقراطيين، عدوانيين جداً في التوسع الإقليمي». وأضاف «لذلك، ومنذ أربعينيات وستينيات القرن التاسع عشر، شهدنا استحواذ الولايات المتحدة على مساحات شاسعة من المكسيك، وآلاسكا الروسية، ومحاولات فاشلة لضم سانتو دومينغو، جمهورية الدومينيكان، وشراء غرينلاند وأيسلندا من الدانمارك.
وكانت الفكرة أن الحكومة الجمهورية هي هدية أمريكا للعالم، وكانت في حاجة إلى توسيعها قدر الإمكان، وكانت الفرص الاقتصادية التي جاءت مع التوسع بمثابة مكافأة لطيفة أيضاً». وقارن آدامز طموحات ترامب مع طموحات جاكسون، الذي أشرف على شراء آلاسكا. ومع ذلك، قال إن الرئيس المقبل أقل اهتماماً بتوسيع الحكومة الجمهورية.
لويزيانا وفلوريدا.. طيلة تاريخها، توسعت الولايات المتحدة بشكل كبير بشراء الأراضي من بلدان أخرى، مثل لويزيانا من فرنسا في 1803، وفلوريدا من إسبانيا في 1819، وغادسدن من المكسيك في 1854، وآلاسكا من روسيا في 1867.
وفي حديثه لنيوزويك، رأى دانيال إميروار، الخبير في الإمبريالية الأمريكية الذي يدرس في جامعة نورث وسترن، أن مقترحات ترامب ستكون بمثابة «عودة إلى رؤية قديمة للقوة، حيث يتحقق الأمن بالمساحات المزروعة» بدل التحالفات والتجارة. ومع ذلك، شكك إيميروار في الاقتراح القائل إن سياسات ترامب ترقى إلى «العودة إلى عصر الإمبراطورية»، وذلك لأن العصر الحالي نفسه إمبريالي، حيث يشبه النفوذ الأمريكي العالمي، نفوذ الإمبراطورية.
وقال: «لن يكون من المبالغة أن في رؤية مئات القواعد العسكرية للولايات المتحدة خارج حدودها نوع من الإمبراطورية. لكن من الواضح أن ترامب يشعر براحة أكبر مع شكل قديم من أشكال استعراض القوة يعود إلى الأيام الدموية لتيدي روزفلت».
قاتل روزفلت في الحرب الإسبانية الأمريكية، حيث قاد وحدة من سلاح الفرسان. وشهد الانتصار الأمريكي في الصراع، تسليم إسبانيا بورتوريكو، وغوام، والفيلبين إلى الولايات المتحدة، وتخلت أيضاً عن السيادة على كوبا.
وأثناء رئاسته بين 1901 و1909، أشرف روزفلت على بداية تشييد قناة بناما، وأرسل «الأسطول الأبيض العظيم» الشهير في جولة حول العالم لاستعراض القوة العسكرية الأمريكية.