غابت عن الساحة لأسباب صحية وعادتْ بـ«تعلمت»
دينـــا حايـــك: لا يوجـــد فنـــان قـــادر علـــى إرضـــاء كـــل الأذواق
«تعلمت» هو عنوان الأغنية الجديدة التي طرحتْها الفنانة دينا حايك بعدما غابت منذ العام 2020 بشكل قسري عن الساحة الفنية بسبب المرض.
لكن حايك متحمسة جداً للمرحلة المقبلة وهي وضعت إستراتيجبتها الفنية كما قالت في هذا الحوار.
حايك، تطرقت أيضاً إلى أهمية وجود الفنان القادر على العطاء، و«لكن من الأفضل أن يخفف من حضوره على المسرح، عندما تتراجع قدراته الصوتية».
• كم من الوقت استغرق منك التحضير للأغنية الجديدة، خصوصاً أنها جاءت بعد خمس سنوات من الغياب فَرَضَه عليك ظرفك الصحي؟
- سمعتُ الكثير من الأغنيات وسجّلتُ عدداً كبيراً منها، بعضها سريع وبعضها شعبي وبعضُها الآخَر شبابي، ولكنني كنت أرغب في أن تكون عودتي باللون الرومانسي، لأن الناس يعرفونني بهذا اللون ويتوقعون أن أعود به. وأنا لحقتُ إحساسي وعندما سمعتُ «تعلمت» تبيّن أنها من هذا اللون الذي يشبهني، ولذلك اخترتُها واشتغلتُ عليها واستغرق التحضيرُ لها الكثير من الوقت.
• تتمسكين بلونك الغنائي، في حين سعى البعض إلى التغيير من أجل إرضاء الجيل الجديد؟
- وأنا أيضاً أتوجه إلى هذا الجيل بلوني، وأعتقد أنه جيل ذواق ويحبّ هذا اللون، ولكن الدنيا أذواق ومَن لا يحبه فلا يمكننا أن نفرضه عليه. ولا يوجد فنان قادر على إرضاء كل الأذواق. كما بالإمكان تقديم أغنيات تكون قريبة من الجيل الجديد ولكنها تشبه الفنان في الوقت نفسه، لأن شخصيته تفرض نفسها وكذلك مسيرته وصوته وشكله، ويفترض به أن يحدد مكانه على الساحة، لا أن يطرح عملاً لا يشبهه لمجرّد أن يتبع الموجة السائدة.
• وما يثبت صحة كلامك هو أن بعض الفنانين طرحوا أغنيات خاصة بتطبيق «تيك توك»، ولكنها لم تحقق ما كان متوقَّعاً منها؟
- كل فنان لديه طريقة تفكير خاصة به، ولكنني منذ بداياتي أحرص على تقديم الأغنيات التي أقتنع بها، والتوفيق من رب العالمين. صحيح أنني طرحتُ خلال مسيرتي الفنية أغنيات سريعة ولكن التركيز الأكبر كان على الأعمال الرومانسية.
• ما الإستراتيجية التي ستعتمدينها في المرحلة المقبلة للتعويض عن الفترة الماضية؟
- أخطط كي لا أغيب مرة أخرى، خصوصاً أن غيابي خلال الأعوام الماضية كان قسرياً ولأسباب صحية الكل يعرفها، كما أخطط لطرح أكبر عدد ممكن من الإنتاجات ولكن بتروٍ، لأنني أنتج على حسابي الخاص، وهذا الأمر يتطلب مني أن أكون متأنية. وسأعتمد إستراتيجية معينة في الفترة التي تلي أغنية «تعلمت»، على مستوى الأعمال التي سأقدمها وكذلك على طريقة التسويق لها. فأنا لا أحب أن أعمل بسرعة بل بشكل مدروس وأن أفرح بنجاح كل عمل جديد وأن أنتظر إلى أن ينال النجاح الذي يستحقّه.
• هل يحتاج العمل الرومانسي إلى بعض الوقت كي ينتشر ويصل إلى الناس؟
- بالطبع، على عكس الأغنيات السريعة التي تصل مباشرة إليهم. ولكن بمجرد أن تتنشر الأغنية الرومانسية فإنها تصل بشكل صحيح وتعيش أكثر، وهذا الكلام أقوله استناداً إلى خبرتي والأعمال الرومانسية التي طرحتُها في السابق.
• وهل سيكون هناك تنويع بالألوان الغنائية في أعمالك المقبلة؟
- في جعبتي مجموعة أغنيات جاهزة وهي بلهجات مختلفة وقد انتهيتُ من تسجيلها.
• في رأيك، هل تشهد الساحة الفنية نوعاً من الغربلة في المرحلة الحالية؟
- لا أعرف ولا أحب أن أشغل نفسي في هذه المواضيع. كل فنان لديه جمهورٌ يحبه، والوقت كفيل بإثبات كل شيء ومَن هو الفنان القادر على الاستمرار، وماذا يمكنه أن يقدّم مجدداً، لأن الاستمرارية هي الأهمّ. فصحيح أن النجاحَ الأول مُهِمٌّ ومطلوب، ولكن الأهمّ يبقى ما الذي يقدّمه الفنان بعد هذا النجاح.
• ما رأيك بالجيل الجديد مِن الفنانين؟
- بعيداً عن الأسماء فإن البعض منهم مهضوم وناجح، ولكنني لا أريد أن أذكر أي اسم كي لا أظلم الآخَرين. كل فنان يقدّم نمطاً موسيقياً يشبهه ويشبه شخصيته. كما يجب ألا ننسى أن بعض مغني الجيل الجديد يملكون قدراتٍ صوتيةً لكنهم يقدمون موسيقى تشبههم وتشبه جيلهم. هم «مهضومين» ولا يسعني إلا أن أقدم التهنئة لأي عمل جميل ما دام أصحابه يحققون النجاح ولديهم جمهور يحبهم. وربما هم ينظرون إلى الموسيقى من مكان مختلف، وليس خطأ أن يكون هناك نمط موسيقي جديد.
• وهل هذا النمط الموسيقي الجديد يمكن أن يستمر أم أنه موقت ولا يلبث أن يزول؟
- لا يمكن لأحد أن يعرف، ولو كنا نعرف لكنا أدْركنا مسبقاً أن الأغنية التي نقدّمها ستكون «هيت». ربما هو يستمرّ وربما لا، وسبق أن ظهرتْ أنماط موسيقية، بعضها استمر وبعضها الآخر اختفى، وهذا رهن المستقبل وما الذي يمكن أن يقدّمه مَن يعتمدون هذا النمط من الموسيقى. وربما يتّجهون إلى تقديم أنماط أخرى أكثر غرابة وأكثر حداثة.
• وما رأيك بالفنانين الذين يبحثون عن النجاح من خلال تجديد الأغنيات؟
- لست ضد تجديد الأغنيات. وسبق أن قمتُ بخطوة مماثلة وجدّدتُ إحدى أعمال الفنان طوني حنا، كما أفكر في أن أكرر التجربة خلال الفترة المقبلة. وأرى في التجديد تقديراً للفنانين الذين نحبهم، شرط أن نعيد تقديمها بأسلوب جميل وبطريقة تليق بهم وتحافظ على قيمتهم وليس التقليل من شأنهم.
• وهل التوزيع هو العنصر الأهمّ في التجديد؟
- وأيضاً الصوت الذي يؤدي الأغنية. كل الأغنيات التي نجددها معروفة ومنتشرة وتربّينا عليها ولا ينقصها أن نضيف إليها، بل هي تقدير منا لأصحابها ولتعريف الجيل الجديد عليهم.
• ما رأيك بتراجع أصوات بعض النجوم خصوصاً أنه تبيّن أنه يخونهم ولم يعد مناسباً أن يغنوا «لايف» على المسرح، وهل أنتِ مع اعتزال الفنان في مرحلة معينة؟
- ما دام الفنان قادراً على العطاء فإن وجوده مهم، ولكن من الأفضل أن يخفف من حضوره على المسرح عندما تتراجع قدراته الصوتية، لأنه لا يمكن أن يكون غناء الفنان جيداً في الاستديو وأن «يقصّر» عندما يغنّي بشكل مباشر، فالناس يحبون أن يسمعوا الفنان «لايف» وأن يفرحوا به. لكن بعض الفنانين يمكن أن يخونهم صوتهم على المسرح مع أن قدراتهم الصوتية تكون جيدة، وهذا الأمر يمكن أن يحصل مع الجميع.