رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
ذا تايمز: هل يبقى جونسون صامتاً حيال مذبحة جديدة للأرمن؟
حذر الكاتب دومينيك لاوسون في صحيفة “ذا تايمز” البريطانية من أن لعبة الرئيس التــــركي رجب طيب أردوغـــــان قاتــــــلة، لافتاً إلى أن رئيس الـــــوزراء البريطاني بوؤيس جونسون يـــــدرك ذلك.
وعرض لاوسون في مســتهل مقالـــــه سيناريو افتراضيــــاً، قائلاً:
“حاول أن تتخيل، إن أمكن، أن ألمانيا تتدخل عسكرياً في نزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بإرسال مرتزقة لمحاربة الدولة اليهودية، واستخدام طائراتها المقاتلة لإسقاط الطائرات الإسرائيلية، وطائرات دون طيار لقصف مناطق مدنية”، معتبراً أنه من المستحيل تخيّل ذلك، لأن ألمانيا الحديثة تدرك تماماً سجلّها التاريخي والمسؤولية الأخلاقية المرتبطة به:
إنكار الهولوكوست هو جريمة جنائية، وفي برلين ينتشر العديد من النصب التذكارية للضحايا اليهود.
ويشـــــير الكاتب إلـــــى أن ما يحصل في تركيــــا مغايـــــر تمامـــــاً، إذ تجــــــرّم المـــــــادة 301 من قانــــــون العقوبات الإشارة إلى القتل الجماعي المخطط له لسكانها الأرمن في عام 1915 على أنه “إبادة جماعية”، كما يتعرض الروائيون الكبار مثل أورهان باموك وإليف شفق للملاحقة القضائية لسماحهما لشخصياتهما الروائية بالتحدث بمثل هذه المصطلحات.
مكاسب سياسية
كذلك، يرى أردوغان مكاسب سياسية في إرسال الآلاف من الإرهابيين الموالين لتركيا من الحرب الأهلية السورية للقتال إلى جانب الجيش الأذري ضد القوات الأرمينية في جيب ناغورنو قره باخ المتنازع عليه، واستخدام طائرات دون طيار لاستهداف السكان في عاصمتها، إضافة إلى مقاتلاته لقصف المدنيين.
ويقول الكاتب إن هذه المنطقة، التي كان سكانها دائماً من الأرمن، خصصها ستالين لما كان يعرف آنذاك بجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. ومع تفكك الاتحاد السوفياتي، صوّت شعبها لصالح الاستقلال، الأمر الذي أدى إلى حرب قُتل فيها الآلاف وشرّد عدد أكبر، لكن سلاماً توسطت فيه روسيا ساد لاحقاً، إلى أن أعادت أذربيجان قبل أسبوعين تحريك الأعمال العدائية.
والجديد، كما يقول الكاتب، هو التدخل المباشر لقوة خارجية، تركيا، في ما كان في السابق صراعاً محلياً صرفاً.
فرنسا
ويرى الكاتب أن هذا أحدث مثال على تصميم أردوغان على الوقوف كراعٍ عسكري رئيسي للإسلاموية في أي صراع في جزء سابق من الإمبراطورية العثمانية. لقد فعل ذلك في سوريا وليبيا والآن في القوقاز. من المدهش أن يقوم بذلك أحد أعضاء الناتو. ومع ذلك، تبدو الحكومة الفرنسية الوحيدة المستعدة للإشارة إلى ذلك. وكان عجز الناتو عن قول “ناهيك عن فعل” أي شيء بشأن هذه الاستراتيجية التركية هو الذي استفز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نوفمبر “تشرين الثاني” الماضي، لإعلان أن المنظمة “ميتة دماغياً».
وكان ماكرون هو الذي أشار الأسبوع الماضي علنًا إلى إرسال أنقرة آلافاً من مرتزقتها الإرهابيين إلى نزاع ناغورنو قره باخ، معتبراً أن”هذه حقيقة جديدة خطيرة للغاية».
وفي المقابل، يصف الكاتب صمت الحكومة البريطانية بأنه أمر مخز، وخصوصاً أن الأمة الأرمينية، الأولى المسيحية رسمياً، قبل وقت طويل من الإمبراطورية الرومانية، كانت دائماً مفتونة بنوع معين من الإنغليز.
ويذكر أن اللورد بايرون قال إن “اللغة الأرمينية هي لغة التحدث مع الله” (وحاول تعلمها لهذا الغرض). قال ويليام غلادستون إن “خدمة أرمينيا هي خدمة للحضارة».
وكان رئيس الوزراء الراحل ونستون تشرشل واضحاً بشأن ما حل بهذا الشعب عندما قال: “عام 1915، نفذت الحكومة التركية بلا رحمة المذبحة الشائنة ورحلت الأرمن في آسيا الصغرى ... لا شك في أن هذه الجريمة تم التخطيط لها وتنفيذها لأسباب سياسية».
حروب البلقان
حقاً، يقول الكاتب، مني العثمانيون بهزيمة كارثية في حروب البلقان بين 1912 و 1913، وهجّر الملايين من مواطنيهم المسلمين، وفروا إلى الشرق. ووضعت خطة لاستخدام مقاطعات الأناضول كـ “وطن” جديد، وإخلاء الوطن التاريخي لما كان ذات يوم مملكة أرمينية (قبل أن يتم استيعابها في الإمبراطورية العثمانية) من الأرمن.
وهكذا تم ذبح حوالي 1.5 مليون أرميني في المكان الذي يعيشون فيه أو (في حالة النساء والأطفال) هجروا في مسيرات الموت في الصحراء. ووزعت مقتنياتهم وممتلكاتهم المرغوبة، الأرمن كانوا تجاراً بامتياز،على منظمي عمليات القتل.
واستشهد الكاتب ببعض التهديدات التركية ضد الأرمن في حينه، مذكراً بتصريح محمد رزيد، محافظ ديار بكر بـ”أننا سوف نصفيهم قبل أن يصفونا... قطاع الطرق الأرمن هم حمولة من الجراثيم الضارة التي أصابت جسد الوطن الأم. أليس من واجب الطبيب قتل الميكروبات؟».
عائلة جونسون
ويلفت الكاتب إلى أن عائلة رئيس الوزراء البريطاني ترتبط ارتباطًا وثيقاً بهذه الحلقة.
وكان الجد الأكبر لوالد بوريس جونسون، علي كمال بك، صحافياً ومحرراً دخل السياسة وأصبح وزير الداخلية العثماني. لقد كان، ربما أكثر من أي شخصية عامة عثمانية أخرى، مصمماً على تقديم الآلاف من مرتكبي مجازر الأرمن إلى العدالة – وواضحاً في ذلك. وعام 1919 كتب: “لا تدعونا نحاول إلقاء اللوم على الأرمن... لقد نهبنا ممتلكات الرجال الذين قمنا بترحيلهم وذبحهم ... لقد تم ارتكاب جريمة فريدة من نوعها تاريخياً، وهي جريمة هزت العالم».
كانت تلك الكلمات هي التي أدت إلى خطف كمال من صالون حلاقة في اسطنبول ثم رجمه وجلده. وتصف إحدى الروايات كيف “تم بعد ذلك شنق جسده المغطى بالدماء مع خربشات على صدره كُتب فيها: أرتين كمال”، علماً أن “أرتين” اسم أرميني.فخور بجد
فخور بأصوله
ويُقال، وفقاً للكاتب، إن بوريس جونسون فخور بأصوله التركية، وعندما أصبح رئيساً للوزراء، وصفته الصحافة التركية بأنه “حفيد عثماني”، إلا أنه لم يتحدث علناً عن مقتل أسلافه، أو أسباب ذلك. ويشكك الكاتب في جونسون تطرق إلى الأمر خلال مكالمته الهاتفية مع أردوغان في 28 سبتمبر (أيلول)، والتي، على ما يبدو، تناول فيها الأحداث في ناغورنو قره باخ. فقد أصدر مكتب أردوغان بياناً مفاده أن “الزعيمين ناقشا الخطوات الاقتصادية للوصول إلى حجم تجارة 20 مليار دولار بين البلدين ، فضلاً عن التحركات لمزيد من التعاون في صناعة الدفاع».
هذا يثير ثلاثة أسئلة، بحسب الكاتب: هل أردوغان هو الشخص الذي يجب أن تزيد الحكومة البريطانية من مبيعات الأسلحة له؟ كيف سيكون شعور رئيس الوزراء إذا دأبت تركيا على ذبح المزيد من الأرمن؟ وماذا ليكون رأي جده الأكبر؟.
وعرض لاوسون في مســتهل مقالـــــه سيناريو افتراضيــــاً، قائلاً:
“حاول أن تتخيل، إن أمكن، أن ألمانيا تتدخل عسكرياً في نزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بإرسال مرتزقة لمحاربة الدولة اليهودية، واستخدام طائراتها المقاتلة لإسقاط الطائرات الإسرائيلية، وطائرات دون طيار لقصف مناطق مدنية”، معتبراً أنه من المستحيل تخيّل ذلك، لأن ألمانيا الحديثة تدرك تماماً سجلّها التاريخي والمسؤولية الأخلاقية المرتبطة به:
إنكار الهولوكوست هو جريمة جنائية، وفي برلين ينتشر العديد من النصب التذكارية للضحايا اليهود.
ويشـــــير الكاتب إلـــــى أن ما يحصل في تركيــــا مغايـــــر تمامـــــاً، إذ تجــــــرّم المـــــــادة 301 من قانــــــون العقوبات الإشارة إلى القتل الجماعي المخطط له لسكانها الأرمن في عام 1915 على أنه “إبادة جماعية”، كما يتعرض الروائيون الكبار مثل أورهان باموك وإليف شفق للملاحقة القضائية لسماحهما لشخصياتهما الروائية بالتحدث بمثل هذه المصطلحات.
مكاسب سياسية
كذلك، يرى أردوغان مكاسب سياسية في إرسال الآلاف من الإرهابيين الموالين لتركيا من الحرب الأهلية السورية للقتال إلى جانب الجيش الأذري ضد القوات الأرمينية في جيب ناغورنو قره باخ المتنازع عليه، واستخدام طائرات دون طيار لاستهداف السكان في عاصمتها، إضافة إلى مقاتلاته لقصف المدنيين.
ويقول الكاتب إن هذه المنطقة، التي كان سكانها دائماً من الأرمن، خصصها ستالين لما كان يعرف آنذاك بجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. ومع تفكك الاتحاد السوفياتي، صوّت شعبها لصالح الاستقلال، الأمر الذي أدى إلى حرب قُتل فيها الآلاف وشرّد عدد أكبر، لكن سلاماً توسطت فيه روسيا ساد لاحقاً، إلى أن أعادت أذربيجان قبل أسبوعين تحريك الأعمال العدائية.
والجديد، كما يقول الكاتب، هو التدخل المباشر لقوة خارجية، تركيا، في ما كان في السابق صراعاً محلياً صرفاً.
فرنسا
ويرى الكاتب أن هذا أحدث مثال على تصميم أردوغان على الوقوف كراعٍ عسكري رئيسي للإسلاموية في أي صراع في جزء سابق من الإمبراطورية العثمانية. لقد فعل ذلك في سوريا وليبيا والآن في القوقاز. من المدهش أن يقوم بذلك أحد أعضاء الناتو. ومع ذلك، تبدو الحكومة الفرنسية الوحيدة المستعدة للإشارة إلى ذلك. وكان عجز الناتو عن قول “ناهيك عن فعل” أي شيء بشأن هذه الاستراتيجية التركية هو الذي استفز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نوفمبر “تشرين الثاني” الماضي، لإعلان أن المنظمة “ميتة دماغياً».
وكان ماكرون هو الذي أشار الأسبوع الماضي علنًا إلى إرسال أنقرة آلافاً من مرتزقتها الإرهابيين إلى نزاع ناغورنو قره باخ، معتبراً أن”هذه حقيقة جديدة خطيرة للغاية».
وفي المقابل، يصف الكاتب صمت الحكومة البريطانية بأنه أمر مخز، وخصوصاً أن الأمة الأرمينية، الأولى المسيحية رسمياً، قبل وقت طويل من الإمبراطورية الرومانية، كانت دائماً مفتونة بنوع معين من الإنغليز.
ويذكر أن اللورد بايرون قال إن “اللغة الأرمينية هي لغة التحدث مع الله” (وحاول تعلمها لهذا الغرض). قال ويليام غلادستون إن “خدمة أرمينيا هي خدمة للحضارة».
وكان رئيس الوزراء الراحل ونستون تشرشل واضحاً بشأن ما حل بهذا الشعب عندما قال: “عام 1915، نفذت الحكومة التركية بلا رحمة المذبحة الشائنة ورحلت الأرمن في آسيا الصغرى ... لا شك في أن هذه الجريمة تم التخطيط لها وتنفيذها لأسباب سياسية».
حروب البلقان
حقاً، يقول الكاتب، مني العثمانيون بهزيمة كارثية في حروب البلقان بين 1912 و 1913، وهجّر الملايين من مواطنيهم المسلمين، وفروا إلى الشرق. ووضعت خطة لاستخدام مقاطعات الأناضول كـ “وطن” جديد، وإخلاء الوطن التاريخي لما كان ذات يوم مملكة أرمينية (قبل أن يتم استيعابها في الإمبراطورية العثمانية) من الأرمن.
وهكذا تم ذبح حوالي 1.5 مليون أرميني في المكان الذي يعيشون فيه أو (في حالة النساء والأطفال) هجروا في مسيرات الموت في الصحراء. ووزعت مقتنياتهم وممتلكاتهم المرغوبة، الأرمن كانوا تجاراً بامتياز،على منظمي عمليات القتل.
واستشهد الكاتب ببعض التهديدات التركية ضد الأرمن في حينه، مذكراً بتصريح محمد رزيد، محافظ ديار بكر بـ”أننا سوف نصفيهم قبل أن يصفونا... قطاع الطرق الأرمن هم حمولة من الجراثيم الضارة التي أصابت جسد الوطن الأم. أليس من واجب الطبيب قتل الميكروبات؟».
عائلة جونسون
ويلفت الكاتب إلى أن عائلة رئيس الوزراء البريطاني ترتبط ارتباطًا وثيقاً بهذه الحلقة.
وكان الجد الأكبر لوالد بوريس جونسون، علي كمال بك، صحافياً ومحرراً دخل السياسة وأصبح وزير الداخلية العثماني. لقد كان، ربما أكثر من أي شخصية عامة عثمانية أخرى، مصمماً على تقديم الآلاف من مرتكبي مجازر الأرمن إلى العدالة – وواضحاً في ذلك. وعام 1919 كتب: “لا تدعونا نحاول إلقاء اللوم على الأرمن... لقد نهبنا ممتلكات الرجال الذين قمنا بترحيلهم وذبحهم ... لقد تم ارتكاب جريمة فريدة من نوعها تاريخياً، وهي جريمة هزت العالم».
كانت تلك الكلمات هي التي أدت إلى خطف كمال من صالون حلاقة في اسطنبول ثم رجمه وجلده. وتصف إحدى الروايات كيف “تم بعد ذلك شنق جسده المغطى بالدماء مع خربشات على صدره كُتب فيها: أرتين كمال”، علماً أن “أرتين” اسم أرميني.فخور بجد
فخور بأصوله
ويُقال، وفقاً للكاتب، إن بوريس جونسون فخور بأصوله التركية، وعندما أصبح رئيساً للوزراء، وصفته الصحافة التركية بأنه “حفيد عثماني”، إلا أنه لم يتحدث علناً عن مقتل أسلافه، أو أسباب ذلك. ويشكك الكاتب في جونسون تطرق إلى الأمر خلال مكالمته الهاتفية مع أردوغان في 28 سبتمبر (أيلول)، والتي، على ما يبدو، تناول فيها الأحداث في ناغورنو قره باخ. فقد أصدر مكتب أردوغان بياناً مفاده أن “الزعيمين ناقشا الخطوات الاقتصادية للوصول إلى حجم تجارة 20 مليار دولار بين البلدين ، فضلاً عن التحركات لمزيد من التعاون في صناعة الدفاع».
هذا يثير ثلاثة أسئلة، بحسب الكاتب: هل أردوغان هو الشخص الذي يجب أن تزيد الحكومة البريطانية من مبيعات الأسلحة له؟ كيف سيكون شعور رئيس الوزراء إذا دأبت تركيا على ذبح المزيد من الأرمن؟ وماذا ليكون رأي جده الأكبر؟.