رئيس الدولة ورئيس وزراء المجر يؤكدان على ترسيخ أسس الاستقرار والسلام في العالم
تؤثر على جودة العلاقات الاجتماعية
رائحة الفم الكريهة.. أبرز الأسباب المرتبطة بنمط الحياة
تشير التقارير الطبية إلى أن مشكلة رائحة الفم الكريهة تُعد من الظواهر الشائعة التي يعاني منها معظم الناس في فترات متقطعة، غير أن البعض يواجه هذه الحالة بشكل يومي، ما يجعلها مصدرًا دائمًا للانزعاج ويصعب عليهم إيجاد حلول فعالة للتخلص منها.
في كثير من الحالات، لا يكون الشخص على دراية بأن رائحة فمه غير مستحبة، وقد يتلقى تنبيهًا بذلك من أحد المقربين أو الزملاء، مما يسبب له حرجًا شديدًا. وفي الحالات الأكثر تعقيدًا، قد تؤثر هذه الرائحة، إلى جانب رائحة الجسم، على جودة العلاقات الاجتماعية وتنعكس سلبًا على نمط حياة الفرد.
وتُظهر الإحصاءات أن نحو ثلاثين في المئة من السكان يعانون من شكل من أشكال رائحة الفم الكريهة، والتي غالبًا ما تزداد وضوحًا بعد تناول أطعمة تحتوي على الثوم أو عند الاستيقاظ في الصباح، وفقًا لما ورد في تقرير صادر عن جامعة هارفارد الأميركية. وتُعزى هذه الظاهرة إلى مجموعة من الأسباب التي تتفاوت بين العوامل المؤقتة والعوامل المزمنة، وتشمل بعض المشروبات مثل القهوة والمشروبات الكحولية، بالإضافة إلى التدخين.
من أبرز الأسباب المؤدية إلى رائحة الفم الكريهة يأتي التدخين، الذي يُعرف بتأثيراته الضارة على الرئتين وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب، إلا أن تأثيره على رائحة الفم غالبًا ما يُغفل. فدخان التبغ يترك آثارًا على الأسنان واللسان، ما يخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، كما أن التدخين يقلل من إفراز اللعاب، وهو عنصر أساسي في تنظيف الفم والتخلص من بقايا الطعام والروائح. وتُسهم هذه العوامل مجتمعة في تفاقم رائحة الفم الكريهة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المواد الكيميائية الموجودة في منتجات التبغ، مثل النيكوتين، قد تُسبب أمراضًا في اللثة وتسوس الأسنان، بل وتزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الفم، كما أن المدخنين أكثر عرضة لجفاف الفم، مما يزيد من حدة المشكلة.
ويُعد إهمال تنظيف الأسنان من الأسباب الأخرى الشائعة لرائحة الفم الكريهة، إذ إن عدم استخدام الفرشاة والخيط الطبي بشكل يومي يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام داخل الفم، مما يُشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا. وتنتج هذه البكتيريا مركبات كيميائية ذات رائحة كريهة، أبرزها المركبات الكبريتية المتطايرة، التي تنشأ نتيجة تفكك البروتينات الموجودة في بقايا الطعام والخلايا الميتة أو في حالات الالتهابات والقروح. ويُعتبر الفم موطنًا لأكثر من 550 نوعًا من البكتيريا، تتكاثر بمليارات المستعمرات، وتتركز غالبًا على سطح اللسان، خاصة في المناطق الخلفية والشقوق الدقيقة التي يصعب تنظيفها. ورغم انتشار استخدام أدوات تنظيف اللسان، فإن الرابطة الأميركية لطب الأسنان تؤكد عدم وجود أدلة علمية كافية على فعاليتها في القضاء على الرائحة بشكل دائم، مما يجعل الوقاية عبر تنظيف الأسنان والعناية بصحة الفم الوسيلة الأهم للحد من هذه المشكلة. وتوصي الهيئة الصحية البريطانية بضرورة تنظيف الفم والأسنان، بما في ذلك استخدام الخيط الطبي مرة واحدة على الأقل يوميًا.
وتُشير الدراسات إلى أن رائحة الفم الكريهة قد تكون أيضًا مؤشرًا على وجود مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل اضطرابات الأمعاء أو فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. فالميكروبات الضارة التي تتكاثر بشكل غير طبيعي قد تُفرز مواد كيميائية تسبب رائحة غير مستحبة في الفم، وغالبًا ما ترتبط هذه الحالة بمشكلات مثل الارتجاع المريئي أو انسداد الأمعاء، مما يؤدي إلى تخمر الطعام وإنتاج غازات ذات رائحة كريهة، وقد تصاحبها أعراض أخرى مثل الانتفاخ وآلام المعدة، ويُفاقمها الإهمال في النظافة الفموية.
كما أن أمراض الجهاز التنفسي تُعد من الأسباب المحتملة لرائحة الفم الكريهة، إذ إن الحصوات اللوزية الصغيرة المغطاة بالبكتيريا تُطلق روائح غير مرغوبة، كما أن التهابات الأنف والجيوب الأنفية والحنجرة قد تؤدي إلى ما يُعرف بالرشح الأنفي الخلفي، وهو تدفق الإفرازات من الأنف إلى مؤخرة الحنجرة، مما يُسهم في ظهور رائحة غير مستحبة. ويمكن أن تتسبب العدوى أو التورم المزمن في هذه المناطق في تفاقم الحالة، خاصة إذا كان الشخص يستخدم أجهزة فموية مثل أطقم الأسنان أو تقويم الأسنان، التي إذا لم تُنظف بانتظام أو لم تكن مثبتة بإحكام، تُصبح بيئة لتراكم البكتيريا وجزيئات الطعام المسببة للروائح.
وتُعد الأطعمة ذات الرائحة النفاذة، مثل الثوم، من الأسباب المؤقتة لرائحة الفم الكريهة، وقد تسبب إحراجًا كبيرًا في المواقف الاجتماعية. وفي هذا السياق، كشفت دراسة أميركية حديثة عن فائدة غير متوقعة للزبادي العادي كامل الدسم في التخلص من رائحة الثوم في الفم. ونُشرت نتائج هذه الدراسة في دورية “موليكيولز”، حيث قام الباحثون باختبار قدرة الزبادي ومكوناته من الماء والدهون والبروتين على إزالة الروائح الكريهة الناتجة عن الثوم. وفي التجارب، وُضعت كميات متساوية من الثوم الخام في عبوات زجاجية، وأُثبت أن المواد المتطايرة القائمة على الكبريت تنبعث بتركيزات يمكن اكتشافها بسهولة. واستخدم الفريق تقنية القياس الطيفي الكتلي لقياس مستويات هذه الجزيئات، وأظهرت النتائج أن الزبادي وحده يُقلل بنسبة تصل إلى 99 في المئة من المواد المتطايرة الرئيسية للثوم الخام، ويُعزى ذلك إلى قدرة الدهون والبروتين على احتجاز هذه الجزيئات قبل انبعاثها في الهواء.
وأظهرت الدراسة أن الدهون والبروتين كانا الأكثر فاعلية في احتجاز الروائح، مما دفع الباحثين إلى اقتراح إمكانية تصنيع أطعمة غنية بالبروتين خصيصًا لمحاربة رائحة الثوم. كما اختبر الفريق تأثير الزبادي ومكوناته المنفصلة على الثوم المقلي، ووجدوا أن قلي الثوم يُقلل من المركبات المتطايرة المسببة للرائحة بشكل كبير، وأن الزبادي يُعادل نسبة أقل من هذه المركبات في الثوم المقلي مقارنة بالثوم الخام، ربما بسبب انخفاض عدد الجزيئات المتطايرة القابلة للاحتجاز.
وصرّحت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة شيريل بارينغر، أستاذة علوم وتكنولوجيا الأغذية في جامعة ولاية أوهايو الأميركية، بأن الزبادي العادي كامل الدسم يمنع تقريبًا جميع المركبات المتطايرة المسؤولة عن رائحة الثوم من الانبعاث في الهواء. وأوضحت أن الفريق اختبر مكونات الزبادي بشكل منفصل لمعرفة مدى قدرتها على تحمل الرائحة، ووجد أن الدهون والبروتين كانا الأكثر فاعلية. ونصحت بتناول الزبادي مباشرة بعد تناول الثوم الخام لتحقيق أفضل نتيجة. وأشارت إلى أن هذه النتائج تُشكل أساسًا جيدًا لأبحاث مستقبلية تهدف إلى تطوير منتجات غذائية غنية بالبروتين يمكن أن تُستخدم خصيصًا للحد من رائحة الفم الكريهة الناتجة عن تناول الثوم، مع إمكانية التحقق من فعاليتها لدى الأشخاص في الحياة اليومية.
الأسباب الرئيسية لرائحة الفم الكريهة
تُعزى ظاهرة رائحة الفم الكريهة إلى مجموعة من الأسباب، وتقسم إلى مؤقتة ومزمنة، تشمل:
السبب وصف
• التدخين.. يؤدي إلى نقص إفراز اللعاب وتكاثر البكتيريا.
• إهمال تنظيف الأسنان.. تراكم بقايا الطعام وزيادة نمو البكتيريا
• المشروبات.. القهوة والمشروبات الكحولية تسهم في الرائحة
• مشاكل الجهاز الهضمي.. مثل اضطرابات الأمعاء والارتجاع المريئي
• الأمراض التنفسية.. مثل التهابات الأنف والجيوب الأنفية
أهم العوامل المساهمة في زيادة المشكلة
• التدخين: يُعرف بتأثيراته الضارة على الرئتين وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان.
ويترك تأثيرًا سلبيًا على رائحة الفم من خلال خلق بيئة لتكاثر البكتيريا.
• إهمال تنظيف الأسنان: عدم استخدام الفرشاة والخيط الطبي بشكل يومي يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام، مما يُشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا المُنتجة للمركبات الكبريتية المتطايرة.
ارتباط رائحة الفم بمشكلات صحية
تشير الدراسات إلى أن رائحة الفم الكريهة قد تكون أيضًا مؤشرًا على وجود مشكلات في الجهاز الهضمي.
فالميكروبات الضارة التي تتكاثر بشكل غير طبيعي في الأمعاء قد تُفرز مواد كيميائية تسبب رائحة غير مستحبة في الفم.
كما تُعتبر أمراض الجهاز التنفسي من الأسباب المحتملة لرائحة الفم الكريهة، حيث تُطلق البكتيريا المُتراكمة روائح غير مرغوبة،
ويمكن أن يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى ما يُعرف بالرشح الأنفي الخلفي.