رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
عمليّة من كتب التجسس الكلاسيكية:
رائحة حرب باردة بين روما وموسكو...!
-- أثارت القضية جدلاً سياسيًا في إيطاليا المتهمة بأنها خاصرة أوروبا الرخوة
-- «أخطر قضية منذ الحرب الباردة»، و«عمل عدائي شديد الخطورة»
بالنسبة للسفير الروسي في إيطاليا سيرغي رازوف، هذه ليست سوى “حلقة مؤسفة”، ويأمل أن “لا تؤثر سلباً على العلاقات البناءة بشكل عام” بين البلدين. لكن إلقاء القبض على قبطان فرقاطة إيطالية، والتر بيوت، متلبّسا في نهاية شهر مارس..
أثناء تواجده في سيارة في مأوى سيارات سوبر ماركت مع الملحق العسكري الروسي ديميتري أوستروخوف، أضعف العلاقات الثنائية بشكل خطير.
طردت روما على الفور عميل موسكو بالإضافة إلى مسؤول كبير آخر بالسفارة أليكسي نمودروف، الملحق العسكري المسؤول عن البحرية والطيران. “هذه هي أخطر قضية منذ الحرب الباردة”، اعتبرت صحيفة لا ستامبا، بينما ندد وزير الخارجية لويجي دي مايو، بـ “عمل عدائي شديد الخطورة».
لقد مرت سنوات على اكتشاف اجهزة مكافحة التجسس الغربية النقاب عن تبادل عيني لوثائق سرية، كما هو الحال في رواية قديمة لـ “جون لو كاريه”. ففي عصر المعلومات السيبرانية، يبدو أن التبادل بين والتر بيوت والجواسيس الروس مستوحى من كتيّبات التجسس الكلاسيكية.
وبحسب عناصر التحقيق الأولى، فقد تم الاتصال بقبطان الفرقاطة الإيطالية قبل عدة أشهر خلال حفل استقبال في السفارة الروسية، وبدأ التعاون مع عملاء الشرق الخريف الماضي، مما أثار شكوك السلطات الإيطالية. ووضعت هذه الاخيرة الكاميرات في مكتب والتر بيوت، وراقبت ديميتري أوستروخوف عن كثب.
شريحة جوال والكولسترول
يبلغ من العمر 56 عامًا، متزوج وله أربعة أطفال، عمل الضابط الإيطالي في هيئة أركان الدفاع، مكتب السياسة والتخطيط العسكري. وبالنسبة للقضاة الذين احالوه الى سجن ريجينا كويلي الروماني، يُزعم أنه صوّر شاشة كمبيوتره في ثلاث مناسبات على الأقل لتقديم معلومات إلى جهة الاتصال الروسية. ويبدو أن التبادل كان راسخًا.
بمجرد التقاط الصور، يقوم والتر بيوت، الذي لديه أربعة هواتف محمولة، بإزالة شريحة الجوال من جهازه ووضعها في علبة دواء للكوليسترول، ثم يقود سيارته إلى الحي الروماني في سبيناسيتو.
هناك، ينتظر ديميتري أوستروخوف، الذي يغادر السفارة ويركب المترو إلى حي موسوليني في يورو، ومن هناك يستقل حافلة متوجهة إلى سبيناسيتو، ويقوم بالطواف سيرا على الاقدام عدة مرات للتأكد من عدم ملاحقته، ثم يركب سيارة والتر بيوت، ليتجه الرجلان إلى مأوى سيارات السوبر ماركت.
عندما تدخّل اعوان مكافحة التجسس الإيطالي، في 30 مارس، استولوا على مفتاح اليواس بي مع 181 وثيقة مخترقة، منها 47 مصنفة على أنها “سرية للناتو”، ومكافأة قدرها 5 الاف يورو وضعت في مظروف. واعترف القبطان، الذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة التجسس وإفشاء معلومات لقوة أجنبية، بأنه تصرف “من أجل المال”. وقال “لم يكن لدي أي مصلحة سياسية أو أيديولوجية».
«خاصرة أوروبا الرخوة»
في دفاعه، قلل والتر بيوت من أهمية الوثائق المرسلة إلى الروس: “لم أعرّض أمن الدولة أو دول أخرى للخطر “...” صحيح أن الوثائق مصنفة على أنها محفوظة أو محفوظة للغاية، لكنني لم أوفر مستندات لا يمكن العثور عليها على الإنترنت. “...” لم أخن الوطن قط».
وردا على سؤال من عدة صحف، بررت زوجته تصرفات زوجها على النحو التالي:
“لم يعد راتبه البالغ 3 الاف يورو كافيا لإعالة أسرة مكونة من أربعة أطفال مع أربعة كلاب و268 ألف يورو كقروض عقارية لسدادها».
وفي كل الاحوال، أثارت هذه القضية جدلاً سياسيًا في إيطاليا. شبه الجزيرة التي تستضيف العديد من قواعد الناتو، متهمة من قبل جزء من الصحافة بأنها “الخاصرة الرخوة في أوروبا”. وأظهرت حركة الخمس نجوم، بل وأكثر من ذلك، رابطة ماتيو سالفيني اليمينية المتطرفة، قربها من الكرملين في السنوات الأخيرة.
الربيع الماضي، استقبل رئيس الحكومة جوزيبي كونتي في إيطاليا، في إطار عملية تسمى “من روسيا مع الحب”، فرقة من 132 جنديًا من موسكو، مكونة جزئيًا من خبراء كيميائيين، لمساعدته في مكافحة فيروس كورونا. ومن الواضح أن وصول ماريو دراغي إلى السلطة في فبراير أدى إلى إعادة توجيه السياسة الخارجية الإيطالية. وفي عدة مناسبات، أعاد هذا الاخير التأكيد على التزام بلاده الأطلسي. ويبدو أن التغطية الإعلامية لاعتقال والتر بيوت، تشير إلى أن العلاقات مع موسكو ستكون الآن أقل تهاونًا ومجاملة.
-- «أخطر قضية منذ الحرب الباردة»، و«عمل عدائي شديد الخطورة»
بالنسبة للسفير الروسي في إيطاليا سيرغي رازوف، هذه ليست سوى “حلقة مؤسفة”، ويأمل أن “لا تؤثر سلباً على العلاقات البناءة بشكل عام” بين البلدين. لكن إلقاء القبض على قبطان فرقاطة إيطالية، والتر بيوت، متلبّسا في نهاية شهر مارس..
أثناء تواجده في سيارة في مأوى سيارات سوبر ماركت مع الملحق العسكري الروسي ديميتري أوستروخوف، أضعف العلاقات الثنائية بشكل خطير.
طردت روما على الفور عميل موسكو بالإضافة إلى مسؤول كبير آخر بالسفارة أليكسي نمودروف، الملحق العسكري المسؤول عن البحرية والطيران. “هذه هي أخطر قضية منذ الحرب الباردة”، اعتبرت صحيفة لا ستامبا، بينما ندد وزير الخارجية لويجي دي مايو، بـ “عمل عدائي شديد الخطورة».
لقد مرت سنوات على اكتشاف اجهزة مكافحة التجسس الغربية النقاب عن تبادل عيني لوثائق سرية، كما هو الحال في رواية قديمة لـ “جون لو كاريه”. ففي عصر المعلومات السيبرانية، يبدو أن التبادل بين والتر بيوت والجواسيس الروس مستوحى من كتيّبات التجسس الكلاسيكية.
وبحسب عناصر التحقيق الأولى، فقد تم الاتصال بقبطان الفرقاطة الإيطالية قبل عدة أشهر خلال حفل استقبال في السفارة الروسية، وبدأ التعاون مع عملاء الشرق الخريف الماضي، مما أثار شكوك السلطات الإيطالية. ووضعت هذه الاخيرة الكاميرات في مكتب والتر بيوت، وراقبت ديميتري أوستروخوف عن كثب.
شريحة جوال والكولسترول
يبلغ من العمر 56 عامًا، متزوج وله أربعة أطفال، عمل الضابط الإيطالي في هيئة أركان الدفاع، مكتب السياسة والتخطيط العسكري. وبالنسبة للقضاة الذين احالوه الى سجن ريجينا كويلي الروماني، يُزعم أنه صوّر شاشة كمبيوتره في ثلاث مناسبات على الأقل لتقديم معلومات إلى جهة الاتصال الروسية. ويبدو أن التبادل كان راسخًا.
بمجرد التقاط الصور، يقوم والتر بيوت، الذي لديه أربعة هواتف محمولة، بإزالة شريحة الجوال من جهازه ووضعها في علبة دواء للكوليسترول، ثم يقود سيارته إلى الحي الروماني في سبيناسيتو.
هناك، ينتظر ديميتري أوستروخوف، الذي يغادر السفارة ويركب المترو إلى حي موسوليني في يورو، ومن هناك يستقل حافلة متوجهة إلى سبيناسيتو، ويقوم بالطواف سيرا على الاقدام عدة مرات للتأكد من عدم ملاحقته، ثم يركب سيارة والتر بيوت، ليتجه الرجلان إلى مأوى سيارات السوبر ماركت.
عندما تدخّل اعوان مكافحة التجسس الإيطالي، في 30 مارس، استولوا على مفتاح اليواس بي مع 181 وثيقة مخترقة، منها 47 مصنفة على أنها “سرية للناتو”، ومكافأة قدرها 5 الاف يورو وضعت في مظروف. واعترف القبطان، الذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة التجسس وإفشاء معلومات لقوة أجنبية، بأنه تصرف “من أجل المال”. وقال “لم يكن لدي أي مصلحة سياسية أو أيديولوجية».
«خاصرة أوروبا الرخوة»
في دفاعه، قلل والتر بيوت من أهمية الوثائق المرسلة إلى الروس: “لم أعرّض أمن الدولة أو دول أخرى للخطر “...” صحيح أن الوثائق مصنفة على أنها محفوظة أو محفوظة للغاية، لكنني لم أوفر مستندات لا يمكن العثور عليها على الإنترنت. “...” لم أخن الوطن قط».
وردا على سؤال من عدة صحف، بررت زوجته تصرفات زوجها على النحو التالي:
“لم يعد راتبه البالغ 3 الاف يورو كافيا لإعالة أسرة مكونة من أربعة أطفال مع أربعة كلاب و268 ألف يورو كقروض عقارية لسدادها».
وفي كل الاحوال، أثارت هذه القضية جدلاً سياسيًا في إيطاليا. شبه الجزيرة التي تستضيف العديد من قواعد الناتو، متهمة من قبل جزء من الصحافة بأنها “الخاصرة الرخوة في أوروبا”. وأظهرت حركة الخمس نجوم، بل وأكثر من ذلك، رابطة ماتيو سالفيني اليمينية المتطرفة، قربها من الكرملين في السنوات الأخيرة.
الربيع الماضي، استقبل رئيس الحكومة جوزيبي كونتي في إيطاليا، في إطار عملية تسمى “من روسيا مع الحب”، فرقة من 132 جنديًا من موسكو، مكونة جزئيًا من خبراء كيميائيين، لمساعدته في مكافحة فيروس كورونا. ومن الواضح أن وصول ماريو دراغي إلى السلطة في فبراير أدى إلى إعادة توجيه السياسة الخارجية الإيطالية. وفي عدة مناسبات، أعاد هذا الاخير التأكيد على التزام بلاده الأطلسي. ويبدو أن التغطية الإعلامية لاعتقال والتر بيوت، تشير إلى أن العلاقات مع موسكو ستكون الآن أقل تهاونًا ومجاملة.