راكز تختتم سلسلة من اللقاءات الاستراتيجية في الصين بهدف تعزيز التعاون الثنائي

راكز تختتم سلسلة من اللقاءات الاستراتيجية في الصين بهدف تعزيز التعاون الثنائي


اختتمت هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) بعثة عمل ناجحة مؤخراً شملت عدداً من المدن في الصين، مؤكدةً دورها المتنامي في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين. تضمنت الزيارة سلسلة من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى، والمشاركة في ملتقى «الإمارات – الصين (سيتشوان) لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري» الذي استضافته سفارة دولة الإمارات في بكين، إلى جانب مشاركة راكز الفاعلة ضمن حملة «استثمر في الإمارات» الترويجية التي نظمتها وزارة الاستثمار في دولة الإمارات بمدينة قوانغتشو.
وشهدت هذه الفعاليات حضوراً لافتاً لعدد من كبار المسؤولين وصُنّاع القرار وقادة الأعمال والمستثمرين، حيث تم بحث فرص التعاون في قطاعات متعددة تشمل الطاقة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا، والرعاية الصحية والطاقة النظيفة وغيرها. كما شكّلت هذه اللقاءات منصة مهمة لراكز لتعزيز شراكاتها مع أصحاب المصلحة والترويج لمزايا إمارة رأس الخيمة كمركز جاذب للأعمال وترسيخ علاقاتها الاقتصادية مع أحد أبرز أسواقها الدولية.
وأكد رامي جلاد، الرئيس التنفيذي لمجموعة راكز، على أهمية هذه الزيارة قائلاً: «تُعد الصين سوقاً ذات أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لنا، ومشاركاتنا المستمرة في مختلف المقاطعات الصينية تأتي ضمن رؤيتنا لبناء شراكات قوية ومستدامة تستشرف المستقبل. وبصفتها منصة تمكينية لمبادرة الحزام والطريق، تُمثل راكز وجهة موثوقة تتيح للشركات الصينية التأسيس، والابتكار، والتوسع عالمياً. نحن ملتزمون بتقديم الدعم الكامل لهذه الشركات في كل مرحلة من رحلتها نحو النمو والتوسع.
كما شارك أنس حجاوي، رئيس القطاع التجاري في راكز، في ندوة نقاشية بعنوان «الإمارات كمركز صناعي للشركات الصينية الساعية للتوسع عالمياً»، وذلك ضمن فعاليات حملة «استثمر في الإمارات» الترويجية التي أُقيمت في مدينة قوانغتشو.وخلال مداخلته، استعرض الحجاوي الاستراتيجية الصناعية ذات المسارين التي تتبناها راكز، مشيراً إلى البنية الصناعية الراسخة التي تتمتع بها الهيئة في قطاعات تقليدية مثل معالجة المعادن، ومواد البناء، والكيماويات، والتي شكّلت على مدى سنوات ركائز أساسية في المشهد الصناعي لإمارة رأس الخيمة.
وسلط حجاوي الضوء على الرؤية التطويرية المتجددة لراكز، والتي تتجسد في مبادرات مثل تك فليكس، الهادفة إلى استقطاب الشركات المعتمدة على التكنولوجيا من خلال تعزيز التكامل مع القاعدة الصناعية الحالية. وأشار إلى عدد من المشاريع النوعية التي تعكس هذا التوجه، مثل المجمع الصناعي عالي التقنية التابع لشركة تي إتش آي باستثمارات تبلغ 300 مليون دولار، ومجمع زونغ آ شاندونغ الصناعي الذي تبلغ قيمة استثماراته 360 مليون دولار. وتسهم هذه المشاريع في استقطاب شركات رائدة في مجالات الصناعات المتقدمة، ومعالجة الأخشاب، وتصنيع المواد الغذائية.
ويلعب هذا التوجه دوراً بارزاً في مواصلة راكز لاستقطاب اهتمام الشركات الصينية من خلال نهجها التعاوني والمرن، حيث تعمل على تطوير البنية التحتية والخدمات بما يتناسب مع متطلبات كل مشروع على حدة عوضاً عن تقديم حلول موحدة. وساهم هذا النموذج في بناء شراكات طويلة الأمد مع أكثر من 200 شركة صينية في مجالات متنوعة مثل أنظمة الإضاءة من نوعية «إل إي دي» والتغليف وإعادة التدوير والهندسة. ومن بين أبرز الشركات التي اتخذت من راكز مقراً لعملياتها الإقليمية شركة البناء الحكومية الصينية وشركة ميتالي إندستريز وماكسترون شو لايتينغ وزايوي كونستركشن وشركة تي إتش آي. وتحظى جميع هذه الشركات بدعم متكامل يشمل إجراءات ترخيص ميسّرة ومستودعات ومساحات صناعية قابلة للتوسع وتسهيلات في إصدار تأشيرات الإقامة مما يُسرّع تأسيس الأعمال ويدعم نموها على المدى الطويل.
وتأتي جهود راكز في سياق الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات كشريك تجاري رئيسي لجمهورية الصين الشعبية، حيث تُعد الإمارات أكبر شريك تجاري للصين في العالم العربي، وتشكل مركزاً محورياً لإعادة التصدير، إذ تمر عبرها نحو 60% من تجارة الصين إلى أكثر من 400 مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتستند شراكات راكز إلى تعاون فعّال مع كيانات صناعية وتنموية صينية رائدة، مثل منطقة تيانجين التجريبية للتجارة الحرة، ومنطقة لياوتشينغ الاقتصادية والتكنولوجية، ومجمع زونغ آ شاندونغ الصناعي، ومكتب التجارة في مدينة فوشان، ما يعكس التزامها ببناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد. كما تعزز راكز هذا التعاون من خلال حملات ترويجية وزيارات دورية إلى مدن صينية رئيسية مثل شينزن، فوشان، دونغقوان، قوانغتشو، لياوتشينغ، وتيانجين. وتواصل راكز توسيع حضورها في القطاعات المستقبلية، بما في ذلك المركبات الكهربائية، والزراعة الذكية، وحلول الاقتصاد الدائري، والكيماويات المتخصصة، مدعومة ببنية تحتية متخصصة تلبي متطلبات كل قطاع على حدة، وسياسات استثمارية مرنة ومحفّزة. كل ذلك يجعل من راكز منصة مثالية للشركات الصينية التي تتطلع إلى التوسع عالمياً وتحقيق نمو مستدام وطويل الأمد في المنطقة.