يحتل جناح بروناي موقعاً متميزاً في أكسبو 2020، حيث يقع في منطقة الفرص بالقرب من البواب الرئيسية، ويجذب الزوار بتصميمه المنفرد والملفت للنظر، فالتصميم أخذ من ماضي وحاضر ومستقبل بورناي وجسد شعارها في أكسبو الذي يعبر عن المرحلة الراهنة التى تسعى إلى بناء الجسور نحو المستقبل، وبالمعنى المعماري دخل ضمن التصميم الخارجي جسور متداخلة بشكل هندسي يعبر عن التطلع للأفق والتقدم والاستمرار في التنمية.

يدخل الزائر في رحلة افتراضية بين الخيال والامكانيات منذ دخوله جناح بروناي، فالممر الرئيسي غلفت جدرانه بشاشات عمالقة تستعرض التاريخ القديم والثقافة والتراث، مما يجعل الزائر ضمن الحالة العامة للعرض وأنه جزء أصيل من الحكاية، فنرى العمارة الإسلامية طاغية على التصميم وواضحة للجمهور، فالعرض يضم وجوه من الشعب وماضي الدولة وحاضرها وما تسعى لتحقيقه في المستقبل حيث أن خطتها الاستراتيجية ممتدة لعام 2035 م ، وهذا الممر الطويل الذي يحكي قصة التاريخ والثقافة والتراث، يصل إلى صالة كبيرة بها نماذج بشرية بالزي الرسمي والمحلي للدولة في مكان مخصص وبمسافات متساوية بين كل نموذج، كما عرض أهم المشغولات اليدوية والحرف التراثية للزوار.

بروناي أرض السلام جعلت من جناحها مزار فني يعبر عن العمارة الإسلامية، وينشر ثقافة التعايش السلمي قي ضوء جغرافيته التى تقع بين دول إسلامية، وقد تمكنت من أن تحتل المرتبة الرابعة في مؤشر التنمية البشرية بعد سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان من بين دول جنوب شرق أسيا وقد صنفت على أنها من الدول المتقدمة، وهذا التصنيف يشير إلى أنها اشتغلت على الاستثمار في الإنسان وتنمية قدراته، والاستفادة من الإبداع والابتكار المستمد من الإسلام، ولكونها واحدة من الجزر فهى تتمتع بخصوصية كبرى في مجال السياحة والزراعة والتعدين، وتعمل على التبادل التجاري بين دول العالم وتبين للزائرين رؤيتها المستقبلية تجاه التنمية المستدامة والتطور.

ومن أهدافها تجاه المشاركة في أكسبو هو سرد حكاية التحول السريع نحو التقدم، ومحاولة توقيع الاتفاقيات وابرام العقود الاستثمارية بين الدول المشاركة، بالإضتفة إلى بناء جسر متين بينها وبين المجتمع الدولي والتعريف بمناخها وقدراتها في التنمية والبنية التحتية التى تواكب العصر، وتمهد لوجود الصناعات والمشروعات الكبرى التى تسهم في دخلها القومي، مع عرض الأماكن والمعالم الأثرية الداعمة للسياحة وجذب السياح إليها، وضم الجناح أكثر من لوحة متداخلة للتعريف بالتاريخ والثقافة باللغة الإنجليزية التى استوقفت العديد من الزوار لمعرفة الكثير عن بروناي.

وخصص جناح بروناي مكان عند باب الخروج عبارة عن مجسم لغابة مصغرة، وبها الأشجار والحشائش ومجسم للحيوانات الموجودة فيها، وهذه المنطقة في الجناح حظيت باهتمامم كبير من الزوار والوقوف لالتقاط الصور التذكارية فيها، وقد علقت خلف الموظف المسؤول عن ختم جواز سفر أكسبو للزائرين اسم الدولة باللغتين العربية والإنجليزية دار السلام.