رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
ردّ هستيري على احتجاجات جامعة بوغازيتشي...أردوغان سيدفع الثمن
رأى الكاتب السياسي بوبي غوش أن قمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتظاهرات التي انطلقت في جامعة بوغازيتشي، هو جزء من اعتداء مستمر على الجامعات التركية إذ أقال آلاف الأكاديميين ولم يواجه سوى معارضة قليلة في الداخل والخارج.
وهذا ما يفسر رد فعل الحكومة المتهور، والهستيري أحياناً، ضد أول مقاومة حقيقية يواجهها الرئيس منذ سنة 2016. لكن رد الفعل هذا لم ينتج الكثير من الفرق وفقاً لما أوضحه غوش في شبكة بلومبرغ.
لا يبشر بالخير
رغم الاعتقالات الكثيرة وتكتيكات الشرطة القاسية، دخلت التظاهرات الكثيفة لطلاب جامعة بوغازيتشي في اسطنبول شهرها الثاني. وانطلقت تلك التظاهرات احتجاجاً على تعيين أردوغان رجل أعمال معروفاً بصلاته مع الحزب الحاكم مديراً للجامعة.
بوغازيتشي هي واحدة من أفضل الجامعات التركية وتتمتع بمكانة بارزة خارج البلاد. ولذلك، جذبت الاحتجاجات الانتباه الدولي. هذا التدقيق لا يبشر بالخير لطموحات أردوغان المتطلع لجذب المزيد من الطلاب إلى تركيا. فالتدخل في أمور جامعة معروفة ببرامجها في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لا يتناسب مع هدف الرئيس في جعل بلاده “مركز جذب لجميع العلماء حول العالم».
سرقة أدبية
يوضح غوش أن هذه هي المرة الثانية التي كانت فيه تلك الجامعة محور إشكالية بسبب تعيينات أردوغان.
كانت هنالك صيحات استياء في 2016 حين سمى الرئيس التركي محمد أوزكان لمنصب رئيس الجامعة. وكانت شقيقة أوزكان عضواً عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي. حينها، كان أردوغان قد تولى حديثاً سلطات غير مقيدة على الأكاديميا وصمم على تطهير صفوفها من النقاد الذين يشتبه بأنهم متواطئون أو متعاطفون مع انقلاب فاشل. لكن أوزكان كان بروفسوراً حقيقياً في بوغازيتشي. أما الرجل الجديد، مليح بولو، فهو من خارج الجامعة وقد وُوجه باتهامات تتعلق بالسرقة الأدبية في دراساته وأطروحة الدكتوراة. أنكر بولو ذلك وقال إنه نسي استخدام علامات الاقتباس.
الحكومة باتت أكثر يأساً
كتب غوش أن الطلاب المتظاهرين يخشون من أن يفرض بولو أفكار حزب العدالة والتنمية على ثقافة الجامعة الليبيرالية. ويقلقون أيضاً من تأثير هذا التعيين على المكانة الدولية للجامعة. وقف جميع الطلاب بحزم ضد تعيين بولو كرئيس للجامعة في الأول من يناير -كانون الثاني الماضي. وهذا ما دفع الحزب الحاكم وحلفاءه إلى أن يصبحوا أكثر يأساً.
كان أول خط للهجوم هو تصوير المحتجين على أنهم أطفال أثرياء مدللون مصممون على حماية امتيازاتهم النخبوية. لكن هذه الحجة غير مقنعة لأن الطلاب مُختارون بناء على اختبار وطني عام وهم لا يدفعون أي رسوم.
الاتهامات المعتادة
بالنسبة إلى كثر، تشكل الجامعة سلماً للهرب من البيئة المحرومة بما أنها توفر نقطة انطلاق مهمة نحو سوق العمل. واتهم رئيس دائرة الاتصال في مكتب أردوغان فخر الدين ألتون المتظاهرين بأنهم يروجون للانقلاب.
وزعم أردوغان نفسه أن “الإرهابيين” كانوا متورطين في التظاهرات، وتعهد أن تقوم الحكومة “بكل ما هو ضروري” لإنهاء الاضطراب.
شعبيته تتضاءل..
حتى بين المحافظين
يتوقع الكاتب ألا يبالي الشبان الأتراك عموماً والمتظاهرون خصوصاً بالاستجابة المحمومة للحكومة التركية. لقد كان أردوغان الشخصية السياسية المهيمنة طوال حياتهم والرجل الذي يتحمل المسؤولية الكبرى عن التدهور الاقتصادي الذي أدى، بجانب جائحة كورونا، إلى رفع نسبة البطالة لدى الشباب إلى 24%. لقد كانت شعبية الرئيس مع الناخبين الشبان تتضاءل طوال سنوات، حتى بين أولئك الذين يصنفون نفسهم بأنهم محافظون.
استغلال ذعر الحكومة
سيتحدد المنعطف التالي في قضية بوغازيتشي بما يقوم به الشبان الأتراك في أماكن أخرى رداً على هجمات الحكومة ضد مجمّع بوغازيتشي. على الرغم من أن المتظاهرين أطلقوا حملات ناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكونوا قادرين على تحفيز الهيئات الطلابية في كليات أخرى للانضمام بشكل جماعي إلى التظاهرات. كانت أحزاب المعارضة داعمة للتحرك لكن بحذر.
بحسب توقع غوش، قد يتغير هذا الأمر إذا استمر طلاب بوغازيتشي وأعضاء هيئة التدريس في تحديهم مستغلين الاستجابة المذعورة للحكومة.
فأردوغان هو الذي يواجه التحدي الأكبر:
كيفية إنهاء الأزمة من دون إلحاق المزيد من الضرر بسمعة تركيا الأكاديمية و دون تهميش الشبان الأتراك. بما أنه ليس رجلاً يتراجع بسلاسة، قد يتسبب أردوغان بالضرر لنفسه ولحزبه ولبلاده.