وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثامنة «سفينة خليفة الإنسانية» إلى ميناء العريش
طبول الحرب تدق في بحر اليابان
رسالة ردع مشتركة من موسكو وبكين إلى حلف الناتو
وجهت روسيا والصين مجموعة من الرسائل إلى الولايات المتحدة وحلفائها، سواء في آسيا أو حلف «الناتو»، من خلال المناورات العسكرية التي تُقام مؤخرا في بحر اليابان، والتي اعتبرها خبراء تدريبا على حرب بحرية شاملة لموسكو وبكين.
وبحسب خبراء في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية لـ»إرم نيوز»، فإن هذه المناورات تحمل رسائل سياسية ضمنية وأخرى تحذيرية إلى واشنطن وحلفائها، مفادها أن الصين وروسيا بلدان مترابطان بشكل وثيق، وبات ترابطهما يشكّل إشارة ردع مبطّنة ومشتركة ضد أي وجود أمريكي أو انتشار لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في المحيط الهادي أو قرب بحر الصين الجنوبي.
وأوضح الخبراء أن من بين رسائل هذه المناورات من موسكو وبكين إلى واشنطن وحلفائها، إدخال نوعيات جديدة من الأسلحة والغواصات، وأيضًا منصات للدفاع الجوي، ضمن مجال التعاون العسكري بينهما، وأنه قد تحدث مواجهة منسقة بين البلدين حال نشوب نزاع في آسيا أو المحيط الهادي، قرب بحر الصين الجنوبي، وذلك بعد أيام من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا.
وكان أسطول المحيط الهادي الروسي قد أعلن مؤخرًا عن مناورات بحرية روسية - صينية مشتركة، تحمل اسم «التفاعل البحري – 2025»، تُجرى في مياه بحر اليابان خلال هذا الأسبوع، موضحا في بيان أن مجموعة السفن الروسية تقودهــــا المدمّرة المضادة للغواصات «الأدميرال تريبوتس»، فيما تقود الجانب الصيني المدمّرة «شاوشينغ»، وتشارك في المناورات أيضًا غواصات ديزل-كهربائية وطيران بحري من البلدين.
ويقول الخبير في الشؤون الاستراتيجية الآسيوية، الدكتور محمد بايرام ، إن هذه المناورات بين روسيا والصين في بحر اليابان، التي أُطلقت مؤخرا قرب ميناء فلاديفوستوك لمدة خمسة أيام تحت اسم «البحر المشترك 2025»، تأتي ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتأخذ منحًى استراتيجيا متعدد الأهداف.
وأوضح بايرام لـ»إرم نيوز»، أن هذه الخطوة تأتي في إطار التقارب العسكري المتسارع منذ عام 2022، إثر توقيع البلدين على شراكة بلا حدود وتزايد التعاون في مجالات البحرية والطيران والدفاع الجوي، وقد شاركت في هذه المناورات أربع سفن حربية صينية، من بينها المدمرتان «شاوشينغ» و»أورن-تشي»، بالإضافة إلى سفينة إنقاذ وغواصات.
وأفاد بايرام بأن الجانب الروسي شارك بأبعاد استراتيجية متعددة في هذه المناورات، ومن خلال عدة أشكال، من بينها سفينة بحرية ضخمة مضادة للغواصات، إلى جانب غواصات تعمل بالديزل والكهرباء.
ولفت إلى أن طبيعة هذه المناورات تتضح من خلال العمليات التي تشمل تدريبات مضادة للغواصات، ودفاعًا جويًا ضد الصواريخ، وإطلاقًا مدفعيًا مشتركًا، ومهام بحث وإنقاذ؛ ما يدل على أن هذه المناورات تأتي في إطار التدريب على حرب بحرية شاملة.
وبيّن الخبير في الشؤون الاستراتيجية الآسيوية أن هذه المناورات تحمل رسائل سياسية ضمنية وأخرى تحذيرية إلى واشنطن وحلفائها، مفادها أن الصين وروسيا بلدان مترابطان بشكل وثيق، وبات ترابطهما يشكّل إشارة ردع مبطّنة ومشتركة ضد أي وجود أمريكي أو انتشار لحلف «الناتو» في المحيط الهادي أو قرب بحر الصين الجنوبي.
واستكمل بايرام بأن هذه المناورات تُظهر لواشنطن أنها قد تواجه تنسيقًا عسكريًا مشتركًا بين موسكو وبكين إذا نشب نزاع في آسيا أو المحيط الهادي، قرب بحر الصين الجنوبي، في وقت يأتي فيه هذا النشاط العسكري بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر غواصتين نوويتين، كإشارة تصعيدية ردًا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، بشأن خطر الحرب النووية؛ ما يعكس ارتفاع مستوى التوتر في المواجهة الاستراتيجية.
من جانبه، يرى الباحث في العلاقات الدولية، رامي درويش، أن بكين وموسكو تحاولان من الناحية الرمزية التأكيد من خلال هذه المناورات على أن أي ضغط أو مواجهة من الغرب لن تضعف شراكتهما المتنامية، بل ستعززها.
وسلّط درويش لـ»إرم نيوز» الضوء على ردود أفعال بعض الدول الآسيوية تجاه هذه المناورات، وفي مقدمتها اليابان التي أدرجت هذه المناورات في أحدث تقاريرها السنوية كمصدر تهديد استراتيجي، مشيرة إلى أن زيادة السفن الصينية قرب سواحلها تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، مما يعزز قلقها الأمني، كون هذه المناورات تجمع بين الصين وروسيا.
وأضاف أن كوريا الجنوبية واليابان كثّفتا تدريباتهما المشتركة مع واشنطن، بما في ذلك نشر قاذفات استراتيجية من طراز «بي-52»، في سياق تحسين الردع والمحافظة على جاهزية القوات الثلاثية، بينما جاء الرد الأمريكي الرسمي بمواصلة نشر قوات بحرية وجوية في المنطقة، وزيادة التنسيق مع كل من طوكيو وسيول؛ ما يعكس الرغبة الأمريكية في مواجهة أي تهديد مشترك بشكل موثّق ومتوازن، ومن ثم فإن هذه المناورات تمثّل امتدادًا لهذا التحالف الروسي - الصيني.
وبحسب درويش، فإن هذه الأنشطة العسكرية «المناورات» التي تم إطلاقها تدل على تنسيق شامل، وإدخال نوعيات جديدة من الأسلحة والغواصات، وأيضًا منصات للدفاع الجوي ضمن التعاون العسكري بين روسيا والصين، وهي رسائل موجهة إلى واشنطن وحلفائها في شرق آسيا بأنهم قد يواجهون قوة متكاملة إذا تصاعد التوتر.