رسالة ماجستير للمستشار القانوني للمجلس الوطني للإعلام‎ ‎تحذر من خطورة الوقف الاحتياطي عن العمل وآثاره على الموظف والإدارة

رسالة ماجستير للمستشار القانوني للمجلس الوطني للإعلام‎ ‎تحذر من خطورة الوقف الاحتياطي عن العمل وآثاره على الموظف والإدارة


حصل الباحث أيمن عاطف خصاونه -المستشار القانوني للمجلس الوطني للإعلام بأبوظبي- على درجة الماجستير نوقشت ‏عبر تقنية الاتصال المرئي في جامعة العين – فرع أبوظبي - بعنوان: “الوقف الاحتياطي للموظف العام عن العمل دراسة ‏مقارنة بين القانونين الاماراتي والأردني‎».‎
وقد تضمنت رسالة الماجستير استعراض وتحليل النصوص القانونية المتعلقة بالوقف الاحتياطي للموظف العام عن العمل ، ‏والتي وردت في التشريعات المتعلقة بالموارد البشرية والخدمة المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية ‏الهاشمية، وكذلك الاجتهادات القضائية في النظامين القانونيين محل الدراسة، كما تضمنت بيان نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف ‏بين القانونيين الإماراتي والأردني فيما يتعلق بموضوع الدراسة، ومدى استفادة كل منهما من الأخر
‎.‎
وقال الباحث أيمن خصاونه “ تأتي أهمية الدراسة نظرا لخطورة الوقف الاحتياطي عن العمل وما يترتب عليه من آثار على ‏الموظف وعلى الإدارة، بالإضافة إلى أهميته القصوى فيما يرتبه من آثار أخرى، وثانياً قلة الدراسات التي تناولت هذا ‏الموضوع بالتفصيل والتمحيص، وأشار الباحث أن معظم الدراسات السابقة قد تناولته ضمن موضوعات أخرى تتعلق ‏بالتأديب والوظيفة العامة. وأنه بالرغم من أن القوانين والتشريعات ذات العلاقة في كل الدول، قد أجازت وقف الموظف أو ‏منعه من ممارسة أعمال وظيفته في أحوال معينة، إلا أنها قد أغفلت تعريف الوقف الاحتياطي عن العمل، بالرغم من أنها ‏بيَّنت أحكامه وآثاره، وقد تصدى الفقه والقضاء لهذه المهمة‎».

وأضاف بأن الوقف الاحتياطي للموظف العام عن العمل، لا يعتبر عقوبة من العقوبات التأديبية – الواردة على سبيل الحصر ‏‏– وإن كان المشرع قد كفل العدالة وتفادي التأثيرات الشخصية عند إيقاع العقوبات التأديبية، إلا أنه لم يفعل ذلك بالنسبة ‏للوقف الاحتياطي، إذ ترك الأمر لسلطة الإدارة التقديرية، فقد ينطوي هذا القرار (الوقف الاحتياطي عن العمل) على عقوبة ‏مقنعة تلجأ إليها الإدارة لإبعاد الموظف العام عن الوظيفة لفترة قد تطول، مما يلحق الضرر المادي والنفسي بالموظف العام ‏باعتبار أن الموقوف احتياطياً عن العمل يكون بعيد عن الوظيفة ولا يتقاضى إلا جزءاً من راتبها‎.‎
وتبرز أهمية هذه الدراسة فيما تمثله من آثار للوقف الاحتياطي وما يترتب عليه من نتائج على مستقبل الموظف الوظيفي ‏وعلى أسرته ومجتمعه. سواء كانت هذه الآثار وظيفية او شخصية او أية اثار أخرى‎.

بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه بعض الجهات في تطبيق أحكامه بصورة صحيحة كما وردت في القانون، نتيجة عدم ‏الالمام بأنواعه وشروطه والآثار المترتبة عليه وإجراءات فرضه والسلطة المختصة بإصداره‎. ‎
وقد انتهت الدراسة الى مجموعة من النتائج والتوصيات منها أن الوقف الاحتياطي إجراء وقتي يتخذ بمواجهة الموظف ‏المخالف ويمنع اتصاله بالعمل وذلك لمصلحة التحقيق بشكل خاص، وكذلك لمصلحة الوظيفة العامة بشكل عام، وهذا ما أكده ‏المشرع الإماراتي في المادة (86) من قانون الموارد البشرية وقد تبين أن السلطة المختصة بالوقف الاحتياطي هي سلطة ‏تقديرية تملك أن توقف الموظف عن العمل دون تحديد للمدة  . وهذا يتفق مع موقف المشرع الأردني الذي لم يحدد مدة ‏الوقف الاحتياطي من خلال نظام الخدمة المدنية، وعليه تتمتع السلطة المختصة بصلاحية تقديرية واسعة في تحديد مدة ‏الوقف، ويرى الباحث ضرورة تحديد فترة زمنية للوقف الاحتياطي كأن يكون ستة أشهر كحد أقصى، لأن عدم تحديد فترة ‏زمنية للوقف قد يؤدي إلى اطالة مدة الوقف مما يلحق ضررا بالموظف الموقوف ويعود كذلك بنتائج سلبية على جهة الادارة ‏في المحصلة. كما انه يحفز جهة الادارة على الجدية في التحقيق وعدم التباطؤ في اجراءاته‎.‎

وأضاف الباحث أن من نتائج الدراسة أن المشرع الأردني قد نص على منح صلاحية لرئيس مجلس التأديب أن يطلب من ‏السلطات المختصة منع الموظف المحال إلى التأديب من مغادرة المملكة إلى حين انتهاء الدعوى المقامة عليه وصدور القرار ‏النهائي فيها وبذلك يضمن بقاء الموظف في البلاد ويحول دون هربه وافلاته من العقاب، بينما لم يتضمن المرسوم بقانون ‏اتحادي بشأن الموارد البشرية في الإمارات ما يمنع الموظف المحال إلى التأديب من مغادرة الدولة إلى حين انتهاء الدعوى ‏وصدور الحكم النهائي وذلك لضمان عدم هربه وافلاته من العقاب‎.‎
وقد قررت لجنة المناقشة التي تألفت من الأستاذ الدكتور عبدالسلام سالمي أستاذ القانون العام في جامعة عجمان رئيسا ‏والأستاذ الدكتور فيصل الشوابكة أستاذ مشارك القانون الإداري بجامعة العين مشرفا والدكتور أحمد  الضلاعين أستاذ ‏مشارك القانون الإداري بجامعة العين عضوا منح الباحث درجة الماجستير بتقدير امتياز‎.‎