نجح فيروس كورونا في تجميد ثورة مدنية

رفع الإغلاق في إيران خطر مزدوج على الملالي

رفع الإغلاق في إيران خطر مزدوج على الملالي


قال زئيفي بارئيل، مراسل صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن قرار حكومة الملالي البدء في تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا لتجنب المزيد من الانهيار الاقتصادي، يُعد رهاناً خطيراً في بلد على حافة الهاوية، وربما يكون اندلاع ثورة شعبية، أكبر التحديات التي تلوح في وجهها.
 وسمحت الحكومة الإيرانية للشركات والعمال في المناطق النائية بالعودة إلى العمل يوم السبت الماضي. واليوم يفتح سكان طهران متاجرهم، ويعود الموظفون الحكوميون إلى مكاتبهم، وذلك رغم ارتفاع معدلات انتشار فيروس كورونا.

خسائر الاقتصاد الإيراني
ويُشير المراسل إلى أن البرلمان الإيراني رفض اقتراحاً لتمديد الإغلاق حتى 19 أبريل (نيسان) الجاري، بأغلبية كبيرة بعد إفادة وزير المالية والشؤون الاقتصادية فرهاد ديجبسند الذي قال إن الأضرار الناجمة عن كورونا كلفت الاقتصاد الإيراني بين 20 و 30 مليار دولار، أي حوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقبل أسبوعين، كان يبدو أن انتشار فيروس كورونا في إيران تحت السيطرة، وأشارت تقديرات الإحصاءات الرسمية، رغم قلة مصداقيتها، إلى إصابة أكثر من 65 ألف شخص، ووفاة 4500 آخرين، ولكن الأسبوع الماضي شهد ارتفاعاً جديداً ملحوظاً في عدد الإصابات نتيجة انتشار العدوى أثناء الاحتفالات برأس السنة الإيرانية التي انتهت في 4 أبريل (نيسان) الجاري.
ويعتبر المراسل أن الخوف من المزيد من الانهيار الاقتصادي يفوق الخوف من انتشار الوباء، وأن التمويل الحكومي بدأ في النفاد، إلى درجة أنه حتى لو تمت الموافقة على القرض الذي طلبته إيران من صندوق النقد الدولي، بـ5 مليارات دولار، فإنه لن يكون كافياً.  ويورد تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن الحكومة الإيرانية أعلنت إطلاق برنامج مساعدة اقتصادية لتوفير حوالي 60 دولاراً شهرياً لكل محتاج يحصل بالفعل على إعانات من الدولة، وسيكون متاحاً للشركات التي لم تسرح عمالاً في أزمة كورونا الحصول على قروض ميسرة بفائدة 12% تدفع الحكومة 8% منها والمقترضون 4% فقط.
كما رفع الحد الأدنى للأجور بـ 21%، ولكن كل هذه الإجراءات لن تكون كافية لملايين الإيرانيين العاطلين عن العمل، والذين سرحوا من وظائفهم أخيراً.

تسريح الأطباء والممرضات
وحسب التقرير، لم يقدم صندوق التنمية الوطني الإيراني، الذي يمول من عائدات صادرات النفط لضمان مستقبل إيران الاقتصادي، إلا مليار دولار فقط لشراء المعدات الطبية ومساعدة المرافق الصحية العامة.  وفي الوقت نفسه، تسرح مستشفيات خاصة، الأطباء والممرضات لعجزها عن دفع الرواتب بسبب تعذر حصولها على مدفوعات من شركات التأمين والضمان الوطني.  ويوضح المراسل أن مستشفى Atieh في طهران سرح حوالي نصف الموظفين البالغ عددهم 1200، وأن الباقين يتقاضون رواتب لمدة 20 يوم عمل فقط في الشهر.
وتحاول مستشفيات أخرى إقناع الموظفين بالتطوع فيها، أما وزارة الصحة فتعاقدت مع بعض العاملين الصحيين العاطلين عن العمل، بموجب عقود مدتها ثلاثة أشهر فقط.  ولكن الضرر الأكثر خطورة لحق نظام التعليم، والنقل العام، والسياحة، القطاعات التي تشغل نصف القوى العاملة في إيران، وسيكون من الصعب على ميزانية الدولة العادية التعامل مع ذلك.
ويرى المراسل أن استئناف العمل ليس سوى واحدة من المفارقات في حرب إيران ضد فيروس كورونا. فعلى سبيل المثال، فُرضت قيود صارمة على استخدام المركبات الخاصة في المدن الكبرى، ولكن هذه القيود أسفرت عن استخدام الناس لوسائل النقل العام، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
وبينما أغلق العديد من المساجد وألغيت صلاة الجماعة، فإن رجال الدين دعوا في الأسبوع الماضي إلى الاحتفال بعيد ميلاد الإمام الثاني عشر، الإمام المهدي الخفي، الذي يعتقدون أنه سيعود لإنقاذ العالم.
ويقول المراسل: “حتى قبل أن تتضح تداعيات استراتيجية خروج إيران من فيروس كورونا، فإنها تحتاج إلى قرابة 35 ألف سرير مستشفى، و15 ألف جهاز تنفس صناعي، وحوالي 7 آلاف وحدة للعناية المركزة، بيد أن العودة إلى العمل، وإعادة فتح مراكز التسوق، ورفع القيود على النقل، قد يقود إلى مضاعفة هذه الاحتياجات ثلاث مرات».

غضب الشعب الإيراني
وأشارت إيران إلى أنها بدأت في إنتاج أجهزة التنفس الصناعي، وإجراء تجارب على اللقاحات التي اشترتها من الصين، ومع ذلك يبدو واضحاً، على الأقل في الأمد القصير، أن طهران ستحتاج إلى مساعدة مالية وطبية ضخمة، ولكنها ستواجه صعوبة في الحصول عليها مع استمرار العقوبات ضدها.
ورغم أن الآلية الأوروبية للالتفاف على العقوبات الأمريكية لا تعمل بالكامل، إلا أن إيران رفضت عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال معدات طبية، وحتى مع المطالبات في الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات أو تخفيفها على الأقل لأسباب إنسانية، فإن الإدارة الأمريكية غير مستعدة لذلك، ويستمر الخلاف داخل الإدارة بين المؤيدين والمعارضين لرفع العقوبات الاقتصادية.
ويختتم المراسل قائلاً: “ستكون مراقبة تأثير رفع الإغلاق والعزل على الاحتجاج العام في إيران مثيرةً، فحتى الآن نجح فيروس كورونا في تجميد ثورة مدنية، وحبس غضب الشعب داخل المنازل، ولكن بعد ذلك يمكن أن تندلع الثورة بكامل قوتها».


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot