قدّرت شركة «مورغان ستانلي» أن «أمازون»، عملاق التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية، تستثمر حاليًا في أتمتة بما يُقارب 200 مليار دولار من تكاليفها اللوجستية — وهو مبلغ يعادل 35% من إيراداتها من التجارة الإلكترونية — ويشمل ذلك استخدام روبوتات بشرية تعمل بالذكاء الاصطناعي لتوصيل الطرود. ووفقًا لتقرير صادر عن «ذا إنفورميشن»، فإن الروبوتات الجديدة ستتجه مباشرة إلى أبواب العملاء انطلاقًا من شاحنات ريفيان الكهربائية، مما يساهم في تقليص أوقات التوصيل وتكاليف العمالة الخاصة بمليارات الطرود التي تشحنها «أمازون» سنويًا. ويُقال إن الشركة تختبر هذه الروبوتات في «مضمار روبوتات بشرية» بمدينة سان فرانسيسكو.
وقال المحللون إن تطوير «أمازون» لبرمجيات تمكّن الروبوتات الشبيهة بالبشر من القيام بمهام التوصيل يمثل فصلًا جديدًا في استراتيجية الشركة المربحة للأتمتة. وأضافوا، في مذكرة للعملاء مساء الخميس، أن روبوتات التوصيل البشرية تُعد محركًا رئيسيًا لتحقيق «مكاسب مستدامة في الحصة السوقية» لشبكة أمازون اللوجستية، والتي تمتلك بالفعل حصة 30% من سوق توصيل الطرود في الولايات المتحدة، متجاوزةً UPS وFedEx، وفقا لتقرير نشرته شبكة «CNBC». وتتوقع «مورغان ستانلي» أن يؤدي اعتماد الروبوتات في 10% من الوحدات التي تمر عبر المستودعات المؤتمتة في الولايات المتحدة إلى تحقيق وفورات سنوية تتراوح بين 2 إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2030. ورغم أن طرح الروبوتات البشرية لا يزال بعيد المدى، فإن المحللين أكدوا أن «أمازون» تُعد «من بين أفضل الشركات المؤهلة لتحقيق عوائد مالية ملموسة من روبوتات الذكاء الاصطناعي الفيزيائية خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة».
كما يرى المحللون أن قطاع التجزئة لدى «أمازون» هو «الأكثر تقليلًا من شأنه» بين المستفيدين من الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع التكنولوجيا، مشيرين إلى قدرته على «توصيل المزيد من المنتجات إلى المزيد من الأشخاص بسرعة أكبر... وبطريقة تحقق تدفقات نقدية أعلى» خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
وارتفعت أسهم الشركة بنسبة وصلت إلى 2% يوم الجمعة، ليصل سعر السهم إلى نحو 212 دولارًا، رغم أنها لا تزال منخفضة بنسبة 3.7% منذ بداية العام.
ويعزز سجل «أمازون» هذه التوقعات المتفائلة. ففي عام 2024، نجحت الشركة في خفض «تكلفة الخدمة لكل وحدة» عالميًا للعام الثاني على التوالي، بعد أن خفّضتها بأكثر من 45 سنتًا لكل وحدة في عام 2023. وقد ساهمت هذه الكفاءة المتزايدة في رفع الدخل التشغيلي العالمي بنسبة 61% على أساس سنوي، ليصل إلى رقم قياسي قدره 21.2 مليار دولار في العام الماضي.
وتمكنت الشركة من تحقيق ذلك من خلال إقليمية شبكتها اللوجستية، مما قلّل من مسافات التوصيل وأتاح لها تسليم أكثر من 9 مليارات منتج لأعضاء خدمة «برايم» حول العالم في 2024 خلال نفس اليوم أو اليوم التالي — وهو رقم قياسي جديد لـ»أمازون». كما بدأت الشركة بالاعتماد على الروبوتات لتخزين المنتجات داخل المستودعات، وهي مهمة كانت تُؤدى سابقًا بواسطة البشر، وتستخدم تقنيات تعلم الآلة لتحسين توزيع المخزون وتوقّع الطلب.