حاضرة في كل الأزمات تقريبا

روسيا بوتين، قوة عظمى بتكلفة منخفضة...!

روسيا بوتين، قوة عظمى بتكلفة منخفضة...!

-- قدرة روسيا المتجددة على التأثير في السياسة الدولية ليست فقط ثمرة إتقانها لتكنولوجيا المعلومات والاتصال
-- رغم كل نقاط ضعفها، أصبحت روسيا بوتين لاعبا رئيسيا في معظم الصراعات الأكثر حدة في هذا القرن
-- لقد أثبت فلاديمير بوتين أنه خبير في فن بسط قوته على دول أخرى بميزانية محدودة
-- التأثير العالمي لروسيا لا يتناسب مع هشاشة وضعها الاقتصادي والاجتماعي
-- أخطأ أوباما حين تحدث عن روسيا باعتبارها قوة إقليميــة تهـدد جيرانهـــا المباشـرين فقط


القوة العظمى، هي دولة قادرة على بسط قواتها العسكرية على مسافات طويلة، وإذا لزم الأمر، تخوض أكثر من حرب في وقت واحد -وفي قارات مختلفة. وهذا يكلف الكثير من المال: قواعد عسكرية وسفن وطائرات ودبابات وصواريخ واتصالات ونقل البنية التحتية، ولا شيء من هذا رخيص.
كما يتطلب وجود قوة محمولة قوية من عدة آلاف من الجنود على استعداد للذهاب إلى الحرب في أي مكــــان على هــذا الكوكب. وبالطبــع أسلحة نووية.

تعريف قديم
   ورغم أن هذا التعريف الكلاسيكي لا يزال ساري المفعول إلى حد ما، إلا أنه توجد اليوم اختصارات تسمح لحكومة ما بالتدخل في بلد آخر أو عدة بلدان أخرى وإضعاف خصومها الدوليين أو السيطرة عليهم، دون ان تجبر للقيام بهذه الاستثمارات الثقيلة. وروسيا هي أفضل مثال على هذه الظاهرة. لقد أثبت فلاديمير بوتين أنه خبير في فن بسط قوته على دول أخرى بميزانية محدودة.   إنه يدرك أن بلاده لا تستطيع التنافس عسكريًا مع خصومها الكبار، الولايات المتحدة والصين.
 ويعرف أيضًا أن الاقتصاد الروسي وتقنيته ليســـــا بنفس مستوى منافسيه. ورغم امتلاكه لأسلحة نووية، فهو يعلم أنه لا يمكن استخدامها إلا في الحالات القصوى.
 انها ليست مفيدة، على سبيل المثال، في أي من النزاعات المسلحة التي تشارك فيها روسيا حاليًا، سواء في سوريا أو أوكرانيا أو ليبيا.

الحرب السيبرانية الروسية
   لم يكن فلاديمير بوتين الزعيم الوحيد الذي شخّص نقاط ضعف الدولة الروسية. عام 2014، تحدث الرئيس باراك أوباما عن روسيا باعتبارها “قوة إقليمية تهدد جيرانها المباشرين”، كما اعتقد أن هجمات روسيا على الدول الأخرى “لا تُفسّر بقوتها، بل بضعفها».
    لقد كان مخطئا. بعد ذلك بعامين، هذه “القوة الإقليمية” التي كانت مبادراتها الدولية، وفقًا لهذا الرئيس الأمريكي، علامات ضعف، تمكنت بطريقة ما من التدخل في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، مما أثر على السياسة الأمريكية بطريقة عميقة وغير مسبوقة. والأكثر من ذلك، أن كل شيء يوحي بأن روسيا ستحاول القيام بذلك مرة أخرى هذا العام.

«مزارع المتصيدين»
   لقد رأينا كيف تعلم القراصنة الروس -أو قراصنة ترعاهم روسيا -التشويش على نطاق واسع. ويلقون ظلالا من الشك على مصداقية أهدافهم، ويفاقمون الخلافات أو النزاعات القائمة أو يخلقونها من الصفر. إنهم بارعون للغاية في الترويج لبعض الجهات السياسية الفاعلة وتدمير سمعة الآخرين.
   إنهم قادرون على القيام بكل هذا –وعمليا يقومون بذلك -ليس فقط في الدول المجاورة، وانما في أي دولة. شارك القراصنة والروبوتات الروس في أزمة الانفصال في كاتالونيا، والبريكسيت في المملكة المتحدة، والانتخابات التي جرت في ألمانيا وفرنسا وإستونيا وجورجيا وأوكرانيا.
   بالإضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا، أن روسيا تقف وراء حملة ضخمة من التأثير والنفوذ في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية تهدف إلى زعزعة استقرار الدول التي تعارض حليفها الاستراتيجي في المنطقة، الفنزويلي نيكولاس مادورو. ووفقًا لهذا التقرير، يحاول الكرملين إثارة الخلافات والنعرات في تشيلي وبوليفيا وبيرو والإكوادور وكولومبيا.

 أسلحة روسية
 مختلفة ومتنوعة
  غير ان هذا ليس الابتكار الوحيد المستخدم لما تسميه الحكومة الروسية “التكنولوجيا السياسية”، اذ يمكنها أيضًا استخدام الأسلحة الإلكترونية لمهاجمة شبكة الكهرباء ونظام الاتصالات وشبكات النقل والبنية التحتية المالية، لبلد ما.  إن قدرة روسيا المتجددة على التأثير في السياسة الدولية ليست فقط ثمرة إتقانها لتكنولوجيات المعلومات والاتصال، فالكرملين لا يخاف استخدام الأسلحة التقليدية كذلك. لم يكتف فلاديمير بوتين بإرسال روبوتات إلى سوريا للتدخل على تويتر، بل قام أيضًا بإرسال جنود وطائرات وطيارين إلى سوريا
   في فنزويلا، أرسل صواريخ مضادة للطائرات ودعما ماليا. وتمارس روسيا على هاتين الدولتــــــين نفـــــــوذاً جديداً وهائلا.

 كما أن الكرملين لا يتردد في اللجوء الى مرتزقة محترفين، والى استخدام السموم المشعة، والقناصة، وطائرات بدون طيار مسلحة، وغيرها من التقنيات “التقليدية” للقضاء على أعدائه.    تعرف روسيا كيف تستخدم فيسبوك وتويتر وانســـتاغرام، لكنها تستخدم أيضًا الوحدة 29155 ومجموعة فاغنر ومركز أبحاث الإنترنت.   الوحدة 29155، هي اسم وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية السرية التي تهدف إلى زعزعة استقرار أوروبا عن طريق الاغتيالات وغيرها من الوسائل.  فاغنر، هي شركة عسكرية روسية خاصة توظف مرتزقة للتأثير على النزاعات العالمية على قائمة أولويات الكرملين.   ومركز أبحاث الإنترنت، هو مؤسسة روسية خاصة أخرى، متخصصة في عمليات الويب لدعم أهدافها العالمية.

الاقتصاد العالمي الحادي عشر، ولكنها قوة عظمى
   من الواضح أن التأثير العالمي لروسيا لا يتناسب مع هشاشة وضعها الاقتصادي والاجتماعي. وحتى ان كانت أراضيها هي الأكبر في العالم، فإن اقتصادها أقل أهمية من اقتصاد البرازيل أو إيطاليا.    ان نموها مصاب بفقر الدم، و10 بالمئة من اثرياء الروس يمتلكون 85 بالمائة من ثروة البلاد. كما ان عدد السكان الروس يتناقص، وبحلول عام 2050 سيبلغ عدد سكانها 332 مليون نسمة. وهذا أحد أعراض نقاط الضعف الخطيرة الأخرى، خاصة الحالة المزرية لنظام الرعاية الصحية.   هذه الصورة ليست لقوة عظمى... ومع ذلك، رغم كل نقاط ضعفها، أصبحت روسيا فلاديمير بوتين لاعبا رئيسيا في معظم الصراعات الأكثر حدة في هذا القرن. ولا يقتصر الأمر على ان فلاديمير بوتين يناور بكفاءة، بل إن ذلك يكلفه بعض الفرنكات وفلس.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot