روسيا هاجمت أوكرانيا بعدد قياسي من المسيرات في يوليو

روسيا هاجمت أوكرانيا بعدد قياسي من المسيرات في يوليو


هاجمت روسيا أوكرانيا في تموز-يوليو الماضي بأكبر عدد من المسيرات في شهر واحد منذ بدء غزوها لهذا البلد في شباط-فبراير 2022، وفق تحليل لوكالة فرانس برس أظهر تكثيف عمليات القصف رغم التحذيرات الأميركية. وأدى القصف الروسي على كييف ليل الأربعاء الخميس إلى مقتل 31 شخصا بحسب حصيلة حدثتها السلطات الجمعة بشأن إحدى أسوأ الضربات التي شهدتها العاصمة الأوكرانية منذ بداية الحرب.
وكشف تحليل فرانس برس الذي يستند إلى أعداد نشرتها السلطات الأوكرانية، أن الجيش الروسي أطلق 6297 مسيرة بعيدة المدى على أوكرانيا في تموز-يوليو، ما يشير إلى زيادة هذا العدد للشهر الثالث على التوالي، وارتفاعه بنسبة 16% مقارنة بحزيران-يونيو. ويشمل هذا العدد نسبة كبيرة من المسيرات الوهمية التي تهدف خصوصا إلى إغراق أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية المجهدة. وأطلقت روسيا أيضا 198 صاروخا على أوكرانيا خلال تموز-يوليو، وهو عدد يفوق أي شهر آخر هذا العام باستثناء حزيران/يونيو، وفقا لبيانات حللتها وكالة فرانس برس.
وتشن روسيا غارات جوية كل ليلة على أوكرانيا، ما يدفع السكان إلى الاختباء في ملاجئ أو في ممرات مترو الأنفاق وسط دوي صفارات الإنذار.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بين قتلى ليلة الأربعاء الخميس خمسة أطفال «أصغرهم في الثانية من عمره». وصباح الجمعة انتشل عمال إنقاذ جثتين إضافيتين من تحت أنقاض أحد المباني المتضررة جراء الهجوم، بحسب مراسل فرانس برس.
أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن تصعيد الهجمات الروسية بالمسيرات والصواريخ على المدن الأوكرانية في حزيران-يونيو أسفر عن أكبر عدد من القتلى والجرحى المدنيين منذ ثلاث سنوات. ومنح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حزيران-يونيو، مهلة 50 يوما لإنهاء الحرب تحت طائلة مواجهة عقوبات، قبل أن يُقلصها هذا الأسبوع إلى عشرة أيام حتى الجمعة المقبل. وعقدت روسيا وأوكرانيا ثلاث جولات من المحادثات المباشرة، من دون إحراز أي تقدم حقيقي نحو اتفاق سلام. ورفض الكرملين وقف إطلاق النار الدائم في أوكرانيا، واعتبره هدية لقوات كييف، على الرغم من استياء ترامب المُعلن من هذا الرفض.
من جانبها، تُطالب أوكرانيا حلفاءها الأوروبيين بأنظمة دفاع جوي منذ أشهر، وتأمل تحديدا أن تتمكن من شراء بطاريات باتريوت حديثة من الولايات المتحدة سيتكفل الأوروبيون بدفع ثمنها. وأعلنت ألمانيا الجمعة أنها قد تُسلم بطاريتي باتروت إلى أوكرانيا «في الأيام المقبلة»، في إطار اتفاق تم التوصل إليه مع واشنطن.
تستطيع هذه الأنظمة باهظة الثمن اعتراض الصواريخ الروسية، لكنها غير فعّالة في مواجهة مئات الطائرات المُسيّرة، وتستخدم أوكرانيا مجموعات متنقلة من الجنود لإسقاطها.
منذ بداية الحرب، كثّفت موسكو إنتاجها من المسيرات.
وبالإضافة إلى الضربات الجوية، يتقدم الجيش الروسي أيضا على الجبهة في مواجهة القوات الأوكرانية التي تعاني من نقص في العديد والعتاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس سيطرة قواتها على مدينة تشاسيف يار وهي مركز مهم للجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، ووصفت أوكرانيا هذا الإعلان لاحقا بأنه «كذبة».