البقاء حتى عام 2036 ممكن:

روسيا: بوتين يعيد عدّاده الرئاسي إلى الصفر...!

روسيا: بوتين يعيد عدّاده الرئاسي إلى الصفر...!

-- الخضوع للإرادة الشعبية، وطرح التعديلات على الاستفتاء في 22 أبريل
-- بوتين: البديل مطلوب في أي انتخابات، لكن الاستقرار أكثر أهمية ويجب أن يكون أولوية


دخلت ثورة القصر الخط المستقيم. وافق فلاديمير بوتين الثلاثاء على إعادة العدادات التي تقصر المدة الرئاسية على فترتين الى الصفر، والترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024، بما انه يُطلب منه ذلك بإلحاح.

لكن بشرط: إذا خلصت المحكمة الدستورية الروسية رسمياً الى أن هذا التعديل لا يتعارض مع القانون الأساسي ، قال رئيس الكرملين أمام مجلس الدوما، الغرفة الثانية للبرلمان، الذي زاره الثلاثاء، لمناقشة مقترحات نواب الحزب الحاكم روسيا المتحدة: حل مجلس الدوما المذكور بعد تبني الإصلاح الدستوري الوشيك، ولكن خاصة منحه هو، إمكانية عدم مغادرة الكرملين في نهاية ولايته، كما يفرض النص الحالي.
في مسرحية معدة إعدادًا جيدًا، حتى وان كان أداء اللاعبين ضعيفا وتلقائيتهم معدومة، دعا رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، رائدة الفضاء السابقة فالنتينا تيريشكوفا إلى التحدث أمام الحضور:
 لماذا نلفّ وندور حول الموضوع، ونقيم بناءات مصطنعة، يجب رســــم كل شـــــيء بأمانـــة وصراحة:  إما أن نحذف بالكامل القيود المفروضة على عدد الولايات الرئاسية في الدستور، ... أو، إذا قرر الناس ذلك، نكرس في القانون إمكانية ترشح الرئيس الحالي الى هذا المنصب ، سألت البرلمانية، التي اكدت إنها سمعت مرات عديدة، خلال اتصالاتها بالناخبين، أن بوتين يجب أن يبقى .
إذن، تم ايصال صوت الشعب بسهولة من قبل أول امرأة صعدت للفضاء، وهي شخصية غير سـياسية، يحظى انجــازها الفــــذ باحترام المجتمع الروســي، وبالتالـــي فــــوق كـــل الشـــبهات ... إلى جانب ذلك، ينـــوي بوتــــين نفسه -الخضوع إلى الإرادة الشعبية، حيث سيــــتم تقديــــم جميع التعديلات على اقتراع وطنـــــي في 22 أبريل.
كما اعتمد مجلس النواب، الطيّع دائما، في نفس الوقت، وفي قراءة ثانية يوم الثلاثاء، بأغلبية 382 صوتًا، وامتناع 44 عن التصويت، ودون اعتراض، التعديلات التي أدخلت على الدستور التي أرادها الرئيس.
إشارات
عندما أعلن بوتين في يناير وبشكل غير متوقع عن إصلاح قادم لدستور عام 1993، قرأ المراقبون في ذلك إعادة تنظيم للحكم تمكّن الزعيم الروسي، الذي لم يعد يتسنّى إعادة انتخابه، من الاحتفاظ بزمام الأمور في البلاد بعد عام 2024 دون البقاء في الكرملين، وفي شكل يستدعي التحديد.
 لقد غفونا جميعا ، تقول بحسرة استاذة العلوم السياسية تاتيانا ستانوفايا، التي اكتشفت تصريحا صادرًا عن بوتين يعود إلى عام 2008 يتحدث فيه عن إعادة ضبط عدّاد الفترات الرئاسية، إذا تم الغاء التنصيص في الدستور على سقف الفترتين المتتاليتين. في ذلك الوقت، انتهيت بالاصطفاف وراء راي رجال القانون الدستوري الذين استشرتهم، والذي يقول إنّ مثل هذا القرار متفجر جدًا، لأنه غير دســـــتوري، وأن بوتين لن يجرؤ ... .
لقد قام بوتين بنفسه تقطير إشارات ضعيفة في الأسابيع الأخيرة يمكن ان تُفهم على انها اعلان عن رحيل محتمل من خلال الحديث عن التناوب، والتغيير ... وفي الاثناء، انتقل النقاش حول الإصلاح الدستوري الى مواضيع مثل الأطفال، والله، ومجلس الدولة، وتحرر من الثقل المميت لمسألة ما إذا كان بوتين سيبقى أم لا تقول ستانوفايا.

الاستقرار
وخصوصا، قام الرئيس الروسي بسحب البساط من تحت أقدام المعارضة، التي لم تستنفر قواها خارج الاحتجاجات الساخطة على الشبكات الاجتماعية. كان من الممكن أن تكون نعمة من السماء لأليكسي نافالني حتى يحتلّ الساحات والشوارع لأسابيع احتجاجا على مثل هذا الإصلاح. لكن الان طويت الصفحة، والاستفتاء قريب جدا، ولم يعد هناك وقت لتعبئة حقيقية .
وبالضبط، هكذا جاء تفسير المعارض لإعلان الثلاثاء: من السهل جدًا تخمين القرار التالي بعد التعديل الذي سيتيح لبوتين أن يبقى رئيسًا طيلة اثني عشر عامًا أخرى. حظر تنظيم أي تظاهرة عامة بشكل مؤقت طيلة ستة أشهر، لا أكثر، بسبب فيروس كورونا ، كان رد فعل نافالني على فيسبوك.
اما بالنسبة للنواب، كرر بوتين قناعته العميقة بأن نظاما رئاسيا قويا هو ضرورة لروسيا. ... والوضع الاقتصادي والأمني الراهن يذكرنا مرة أخرى بذلك . وخلص إلى أنه بالطبع يجب أن يكون للروس بديل في أي انتخابات ، لكن الاستقرار ربما يكون أكثر أهمية، ويجب أن يكون أولوية .
 يعتقد بوتين أن الوقت لم يحن له بعد حتى يعلن رحيله ، تواصل ستانوفايا، لأنه إذا غادر الكرملين عام 2024، سيصبح على الفور رئيسًا منتهية ولايته، وستركز البلاد على ما بعده.
حقيقة، انه لا يعرف ما إذا كان يريد المغادرة عام 2024، أو إذا كانت الظروف ستسمح بذلك... انه لا يتخذ أبدًا قرارات على المدى الطويل، ولهذا السبب يحتاج إلى ان يبقى النظام مرنا قدر الإمكان، حتى يتمكن من التكيف مع الظرف. وهذا لا يعني أنه سيبقى بالضرورة في السلطة حتى عام 2036 . وهذا يطمئن.