رياضات البحر والصيد بالصقور.. موروث شعبي يعزز الهوية الوطنية
تحظى الرياضات التراثية في دولة الإمارات بدعم خاص من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي والشعبي للآباء والأجداد وتعزيز الهوية الوطنية، وعلى الرغم من تنوعها إلا أن كل رياضة لها مكانتها الخاصة وبطولاتها المستقلة، ومن أبرزها بجانب الخيول وسباقات الهجن كل من الرياضات البحرية والصيد بالصقور.
ويبرز اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في دعم وتطوير مختلف الرياضات التراثية والوقوف على كل تفاصيل دعمها من أجل الحفاظ على هذا الموروث المهم ليبقى ويتسع ويستقر في الوجدان جيلا بعد جيل، حيث كانت توجيهاته بإنشاء الاتحادات والأندية المتخصصة لهذه الرياضات بداية مرحلة جديدة للحفاظ عليها.
ومن بين أهم وأبرز الرياضات البحرية التراثية في الإمارات، سباق القفال الذي انطلق عام 1991 بتوجيه ودعم من المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، الذي وضع بصمات مضيئة في تاريخ الرياضات البحرية مثل مهرجان القفال وسباقات السفن والقوارب المحلية التراثية بمختلف فئاتها وغيرها الكثير.
ويقيم اتحاد الإمارات للرياضات البحرية العديد من الفعاليات طوال العام وقد أعلن الموسم الحالي عن تنظيم أكثر من 50 حدثا بالتعاون مع الأندية البحرية في الدولة وهي نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، ونادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، ونادي دبي الدولي للرياضات البحرية ونادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية، ونادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية، ونادي رأس الخيمة الدولي للرياضات البحرية.
وتأخذ السباقات البحرية التراثية نصيب الأسد في حصة سباقات الموسم الرياضي البحري بفضل الدعم الكبير الذي تجده من القيادة الرشيدة والمسؤولين من أجل إحياء ماضي الآباء والأجداد في فئات السفن والقوارب الشراعية المحلية 60 و43 و22 قدما، وقوارب التجديف المحلية 40 و30 قدم والبوانيش الشراعية، وغيرها.
وبحسب اتحاد الإمارات للرياضات البحرية يبرز برنامج الموسم الحالي العديد من المحطات في بطولات السفن الشراعية المحلية 60 قدما، ومنها الحدثين الكبيرين في الموسم الحالي سباق النسخة 30 من حدث سباق القفال للمسافات الطويلة من جزيرة صير بونعير، وحتى شواطئ دبي في شهر مايو المقبل وسباق مهرجان دلما للمحامل الشراعية المحلية 60 قدما نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر القادمين.
و يشهد الموسم الرياضي البحري إقامة عدد من الفعاليات الدولية عبر ثلاث جولات ضمن منافسات بطولة الإمارات الدولية للدراجات المائية والتي أقيمت بالفعل في 6 فبراير الحالي بتنظيم نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، على أن تقام الجولات الثانية والثالثة في 5 مارس و18 ديسمبر المقبلين بتنظيم نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية.
ومن بين أبرز الرياضات التراثية أيضا رياضة الصيد بالصقور إحدى أبرز الرياضات التراثية التي تحظى بشهرة واسعة في دولة الإمارات، كما انها اكتسبت خلال السنوات الماضية حضورا كبيرا في مختلف المحافل.
وأصبحت هذه الرياضة هواية ورياضة جنبا إلى جنب، حيث ترتبط بالقيم النبيلة التي يفخر بها العرب وهي إحدى أهم الرياضات التي ترتبط بالحفاظ على الطبيعة البيئية.
ومن المعروف أن أهل الإمارات قد أبدعوا في مختلف فنون الصيد لترويد الصقور حتى يصبحوا ماهرين ومرافقين جيدين في أيام قليلة، وتقام سنويا داخل الإمارات وخارجها العديد من البطولات المخصصة لهذه الرياضة من بينها مهرجان الشيخ زايد التراثي وكأس صاحب السمو رئيس الدولة للصيد بالصقور وبطولة فزاع للصيد بالصقور وغيرها.
وتعتبر الصِقارة أو "البيرزة" الأكثر تشويقاً، إذ كان البدو أول الأشخاص الذين استخدموا الصقور لصيد قوت يومهم من الأرانب والطيور، حتى تطورت بعد ذلك إلى رياضة الصيد بالصقور لتصبح أشهر رياضة في الإمارات تتبع ضوابط صارمة للحفاظ على الحياة البرية.
ويقام عدد كبير من السباقات والتي تسمى بالتلواح، حيث تبلغ المسابقة 400 متر، ومن أشهرها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي يهدف إلى إعادة تأهيل الطيور الجارحة وتوظيفها في المسابقات، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات التي تخص الصِقارة بما فيها كأس صاحب السمو رئيس الدولة للصيد بالصقور التي تشمل التلواح وتدريب الصقور بالبالون وبالطيران اللاسلكي، وغيرها.