زلزال تركيا : هل سيضاعف حظوظ أردوغان بالفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟

زلزال تركيا : هل سيضاعف حظوظ أردوغان بالفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟


تعيش تركيا منذ أربعينات القرن الماضي على وقع سلسلة من الزلازل المُتواترة ربما كان أشدها زلزال أرزينجان الذي أوقع عام 1939 ، في حصيلة رسمية ، أكثر من  33 ألف قتيل ، ثم زلزال عام 1999 الذي ضرب منطقة ازميت جنوب شرقي استانبول الذي قدرت آثاره الكارثية بحوالي 50 ألف قتيل و توالت حوادث الزلازل في بداية العقد الأول من القرن الواحد و العشرين ثم في العقد الثاني من هذا القرن  كان آخرها زلزال صبيحة الاثنين الماضي، بحيث يمكن القول إن تركيا معتادة على المعاناة الشديدة من آثار مثل هذه الحوادث الطبيعية التي يتسبب فيها اصطدام الصفائح الأوراسية و الأفريقية تحت قارة آسيا الصغرى .لكن حجم الدمار هذه المرة يتجاوز ما هو معتاد ، فالمناطق المتضررة شاسعة ، و الوصول إليها صعب بسبب تساقط الثلوج و الأمطار،  والضرر هائل لفقدان آلاف المواطنين وتدمير عشرات المنازل،  لذلك ما هو مهم الآن هو كسب مزيد من الوقت لإنقاذ الأشخاص المدفونين من الأحياء من تحت الانقاض . 

   في مثل هذه الحالة المُتازمة ما هو عاجل هو التنظيم الجيد و السرعة و أن تُسأل الدولة ما مدى حشد فرق البحث ؟ و ما مدى فاعلية انتشارها في المحافظات المتضررة في تركيا و في شمال سورُيا المُجاور ؟  و ما مدى سرعة تقدم المساعدة للأشخاص الذين لم يكونوا قادرين ، ربما ، إلا على ارتداء الملابس التي اُلقيت لهم للاتقاء من الثلوج و الأمطار المتجمدة و العواصف التي تجعل الأوضاع  أكثر صعوبة بالنسبة للمتضررين .

يأتي هذا الزلزال المُدمر في بداية الحملة الانتخابية التي ستنتهي في شهر مايو القادم عندما سيتم انتخاب رئيس جديد و برلمان جديد في انقرة , و بالرغم من أن الكارثة مأسوية بالنسبة للمنطقة المُتضررة و للبلد بأسره إلا أنها يمكن أن تغير كل شيء سياسيا .

لقد تسببت الأزمة الاقتصادية في تركيا في تدهور شعبية الرئيس رجب طيب أردوغان ، إلا أنه بإمكانه استدراك هذا الأمر إذا تمكن من بذل جهود مُقنعة للاغاثة من هذه الكارثة و تأمين حياة آمنة للمتضررين و بالتالي يمكن له إفشال أصوات المعارضة و تأمين إعادة انتخابه . في المانيا يتذكر الجميع  المستشار غير هارد شرودر الذي أُعيد انتخابه بشكل مفاجئ لجهوده في مكافحة الفيضانات بنهر إِلبه بألمانيا .

و كذلك عندما تولى أردوغان السلطة في عام 2002 استفاد أيضا من أن النظام الحاكم آنذاك لم يكن قادرا على منح المواطنين الأتراك أملا جديدا بعد الزلزال المُدمر المُماثل عام 1999 فكان توليه السلطة فرصة لفتح صفحة جديدة مع مواطنيه .لذلك يمكن أن توفر له إدارته للأزمة بشكل يُرضي مواطنيه فرصة تسجيل نقاط لصالحه .
كما يمكن أن تكون هذه الأزمة فرصة لظهور بصيص أمل في السياسة الخارجية إذ كانت اليونان أول دول الجوار التي أعلنت إرسال مساعدات عاجلة إلى تركيا ، و هو ما من شأنه أن يخفض من حدة التوتر بين البلدين .