يقف زوار أكسبو 2020 أمام الخطاط عبد الفتاح ملحة ليقتنوا أسماءهم المكتوبة بالخط العربي، وذلك في جناح صميم الذي يضم العديد من الجوانب التراثية والعادات القديمة للحياة اليومية للإماراتي قديماً، ولأن الخط العربي جزء لا يتجزأ من الهوية العربية كان له حضور قوي في هذا الجناح المهم الذي يعكس بدوره أهمية الحفاظ على الهوية الإماراتية ونقل التراث من جيل إلى آخر والاهتمام بشتى القطاعات ذات الصلة بالإرث الثقافي للدولة.

يجلس الفنان التشكيلي الخطاط عبد الفتاح ملحة في ركن الخط العربي ليقدم نموذجاً حياً لمعنى التصالح والتسامح مع اللغات، من خلال كتابة أسماء الزوار العرب وغير الناطقين بالعربية بالخط العربي المميز والمتداخل بشكل إبداعي وفني يدهش الجمهور، وحول هذا الركن يؤكد الخطاط عبد الفتاح ملحة أن وجوده في اكسبو 2020 فرصة عظيمة وشرف كبير أن أضيف جزءاً بسيطاً من التراث ضمن مجموعة مختارة من المهتمين بالحفاظ على التاريخ والتراث الشعبي لدولة الإمارات التى عشت فيها قرابة الأربعين عاماً، وخلال هذه الفترة الطويلة تمكنت من نحت أسمي بين جهابذة فن الخط العربي وصقلت هذه الموهبة بالاطلاع والتدريب من خلال الدورات التدريبية وشاركت في العديد من المحافل المحلية والدولية، وذلك بالعبارات العربية المعروفة.

وأضاف الخطاط عبد الفتاح ملحة أن الخط العربي له رونق جميل وسحر لا يعرفه سوى متذوق الجمال، فمن الخط ممكن أن نرسم أشكالاً كثيرة لوجوه وطيور وحيوانات، بالإضافة إلى تشكيل نماذج من العبارات في منظور جمالي يعرض في الأماكن العامة والمساجد وغيرها من الأماكن التى يستوجب وجود هذا الفن، وأشار إلى أن وجوده منذ زمن طويل بالإمارات جعله ممن شاركوا في كتابة اللوحات الإرشادية للطرق، وعقد دورات وورش عمل للأطفال تحت رعاية هيئة الثقافة والفنون بدبي لتعليم الخط العربي ونشر هذه الثقافة التى تهدف لحب الأطفال لهذه الموهبة ونقل الخبرات للأجيال.

وكشف الخطاط عبد الفتاح ملحة بأنه نحت مجسم لجمل بالأبعاد الحقيقية، والغريب أنها كانت أول مرة ينحت فيها مجسم بهذا الحجم وبالشكل الطبيعي لينصب أمام البوابة الرئيسية لمقصب دبي، وبدأ العمل بدراسة التشريح من الكتب والاستعانة بالمواد الخام المساعدة من الورق والحديد والجبس بورد والأسمنت واللون ودهان عازل، وتم تنفيذه من رسم ونحت ودهان، وقد نال أعجاب الجميع واستحسان الجمهور لأن الجمل كان بالحجم الطبيعي. ومن جانبها أفادت الخطاطة رزان عبد الفتاح ملحة بأنها اكتسبت الموهبة بالوراثة واصقلتها من التعلم المستمر من والدها الذي أكتشف فيها الموهبة مبكراً ونمى فيها عشق الريشة والقلم واللألوان والتعامل مع الورق والرسم والنحت، مشيرة إلى أنها تطور من نفسها وتتعلم كل ما هو جديد في هذا الفن، وعبرت عن سعادتها بالمشاركة في أكسبو 2020 وتطمح في أن ينال عملها إعجاب الزوار وتظل كلماتها والأسماء التى كتبتها ضمن مقتنياتهم عند عودتهم لدولهم.