خلال مشاركتها في جلسة خاصة نظمتها أكاديمية دبي للمستقبل
سارة الأميري تناقش دور العلوم والتكنولوجيا في مرحلة ما بعد كوفيد- 19
أكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة رئيس مجلس أمناء أكاديمية دبي للمستقبل، أن الرؤية المستقبلية لقيادة دولة الإمارات بالاستثمار في قدرات مواهبها الوطنية وتمكينهم بالمعرفة والعلوم وأدوات التكنولوجيا المتقدمة ساهمت في تعزيز جاهزية الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة فيروس كوفيد-19. جاء ذلك خلال مشاركة معاليها في جلسة خاصة بعنوان العلوم والتكنولوجيا: ما تعلمناه من فيروس كورونا المستجد لبناء مستقبل أفضل التي نظمتها أكاديمية دبي للمستقبل ضمن جلسات سلسلة الرواد الرمضانية، وأدارها الدكتور محمد قاسم الأستاذ المساعد في كلية الدراسات التكنولوجية في الكويت، بحضور أكثر من 300 شخص من دولة الإمارات والعالم. وركزت الجلسة التفاعلية على أهم الدروس المستفادة من الجائحة، وأبرز الفرص التي يجب استغلالها لبناء مستقبل أفضل للمجتمعات بالاعتماد على العلوم والتكنولوجيا استعداداً للتغيرات التي ستشهدها دولة الإمارات والعالم في مختلف المجالات والقطاعات.
مسبار الأمل
وتحدثت معالي سارة الأميري عن أهمية الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة الإمارات لحماية مجتمعها والتي ساهمت بإنجاز عملية نقل مسبار الأمل من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي لنقله إلى اليابان بنجاح كبير رغم تحديات الظروف الصحية العالمية وذلك بفضل البنية التحتية المتكاملة التي ساهمت بتقليل المخاطر وتسهيل التنقل والحركة لفريق العمل، ليبقى المشروع ضمن الخطة الزمنية المحددة مسبقاً لإطلاقه في شهر يوليو المقبل.
وأشارت إلى إن فريق مسبار الأمل بادر إلى إعداد سيناريوهات مختلفة للمشروع فور بدء تفشي فيروس كورونا في فبراير الماضي، من أجل ضمان الحفاظ على استمرارية العمل رغم ظروف منع السفر وتحديات القطاعات اللوجستية والصحية والحفاظ على صحة أفراد الفريق. واستعرض أمام المشاركين في الجلسة آليات تنفيذ خطة نقل المسبار وأهم الإجراءات التي تم اتخاذها للالتزام بأعلى معايير الأمان.
التعاون المشترك في مواجهة التحديات
وأشادت سارة الأميري بتعاون كافة الجهات الحكومية في دولة الإمارات لتنفيذ هذا المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة، والذي يحقق رؤية القيادة بتوظيف تكنولوجيا المستقبل في تعزيز المعرفة العلمية مجال الفضاء واستكشاف المريخ وإتاحة الفرصة أمام الشباب الإماراتي لإبراز مهاراتهم وخبراتهم العلمية وتحقيق إنجازات نوعية ترتقي بمكانة الدولة عالمياً.
وقالت: “نحن الآن أمام تغيرات شاملة في مختلف المجالات وسنواصل عملنا مع جميع الجهات الحكومية والخاصة لرسم ملامح مستقبل القطاعات الحيوية في مرحلة ما بعد “كوفيد-19”، وقد أثبتت هذه التحولات أن التعاون العالمي المشترك سيوفر فرصة أكبر لتبادل الخبرات والاكتشافات والممارسات الناجحة بشكل أكثر فعالية بين العلماء والخبراء والمؤسسات الدولية والجهات الحكومية بالاعتماد على تقنيات الاتصالات المتطورة”.
فرص جديدة
وأكدت وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة أن هذه المرحلة أتاحت الفرصة لتقييم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وفرضت على الجميع مراجعة الأولويات وآليات العمل وإعادة النظر بخطط العمل والأهداف الواجب تنفيذها بأفضل النتائج على المدى القصير والطويل، مشيرة إلى أن قطاعات العلوم والتكنولوجيا كانت وستبقى من أولويات حكومة الإمارات، وسيتم تطوير استراتيجياتها للتركيز على المجالات ذات الأولوية القصوى للمرحلة المقبلة.
وقالت إن تفشي فيروس كورونا أكد الحاجة للتركيز على الكثير من المجالات والاستثمار فيها مثل البنية التحتية لقطاعات الصحة والتعليم والزراعة والتجارة الإلكترونية وعلوم الأوبئة والنقل والقطاع اللوجستي وسلاسل التوريد والروبوتات والذكاء الاصطناعي من أجل تطوير حلول مبتكرة وفعالية تدعم استراتيجيات تصميم المستقبل.
رؤية استشرافية للمستقبل والاستعداد له
من جهته، قال خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل في مداخله له في نهاية الجلسة إن رؤية قيادة دولة الإمارات المرتكزة على استشراف المستقبل والاستعداد له وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات الاقتصادية والمعرفية والعلمية كانت الركيزة الرئيسية في نجاح جهود الدولة لمواجهة تحديات “كوفيد-19”، مشدداُ على أهمية مواصلة التعاون مع مختلف الجهات لضمان سلامة المجتمع وصحته.