نافذة مشرعة

ستحمل الأزمة بصمة دونالد ترامب...!

ستحمل الأزمة بصمة دونالد ترامب...!


   لم يعد المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي ينفصل اليوم عن أزمة فيروس كورونا، التي سيُحاسب على عواقبها.
   والأمريكيون، وفقًا لشعار يُنسب أحيانًا إلى تشرشل، ينتهي بهم الأمر دائمًا الى فعل الشيء الصحيح ... بعد استنفاد جميع البدائل.
   وهذا ما يبدو أنه يحدث في أزمة فيروس كورونا، حيث يبدو أن توصيات الخبراء تفوقت في النهاية على تقاعس إدارة ترامب ومراوغاتها في الأسابيع الأولى.

إنكار مأساوي
   من خلال منح نفسه الفضل في هذا المنعطف، يقوم الرئيس ترامب، كالمعتاد، ببناء واقع بديل يؤمن به مؤيدوه بنفس القوة التي يؤمن بها، كما أنه يبذل جهدا حتى يبتلع الطعم عدد آخر من أجل أن يبقى في السلطة.
   وهذا ما دفعه، في وقت مبكر من هذه الأزمة، إلى رفض اتخاذ الإجراءات الصعبة وغير الشعبية التي كانت ضرورية، حسب رأي خبرائه.
   واليوم، هذا الاتجاه نفسه لإنكار الواقع، هو الذي يدفعه إلى رفض أي مسؤولية عن هذا التقاعس الذي ستكون له عواقب مأساوية.

سيد الأوهام
   في هذه الأيام، نشهد إعادة كتابة التاريخ من قبل رئيس يصرّ على القول بأن جميع أفعاله السابقة كانت خالية من العيوب، ويجعل من الخطة الاتصالية لحكومته في الأزمة، أداة لتضخيم أناه والدعاية الانتخابية.
   ويزعم أنصاره المخلصون، الذين يتعدّى ولاءهم لـ “القائد العزيز” أحيانًا الكاريكاتور، أن الديمقراطيين وراء البلية وما واكبها، لأنهم “صرفوا انتباه” الرئيس بمحاولتهم عزله.
   ويدفع دونالد ترامب فنّ الوهم السياسي إلى حد الإعلان عن أنه إذا تحققت توقعات 100 ألف إلى 200 ألف حالة وفاة، فيجب اعتبار ذلك دليلاً على نجاحه الاستثنائي، لأن الحجر الشامل وغياب العمل تماما سيؤدي في أسوأ الأحوال إلى وفاة مليونين أو أكثر.
   نحن ندرك أسلوبه السياسي -يقول البعض عبقريته السياسية -من خلال قدرته على تركيز كل الانتباه على شخصه وإجبار السياسيين على مدحه وتمجيده للحصول على المساعدة الفيدرالية التي يحتاجونها بشدة.

ومع ذلك في صعود!
   المحزن أكثر، هو أن هذه المناورة تبدو تؤتي ثمارها بالنسبة لترامب، رغم إن الزيادة المتواضعة في معدل شعبيته، ليست سوى رد فعل طبيعي في الأزمات، وهي مرجحة بأن تتلاشى مع تراكم العواقب.
   لن يسير كل شيء، بالضرورة، بشكل سيء في الولايات المتحدة. لم يقض دونالد ترامب تمامًا على قدرة الحكومة الفيدرالية على الحركة، وفي هذا البلد الكبير هناك الكثير من المواهب والموارد والارادة، بحيث لن تؤدي هذه الأزمة إلى أكثر السيناريوهات كارثية التي يمكن أن تخيّلها.
   ومع ذلك، من الواضح أن هذا الوباء سيضرب الولايات المتحدة بشدة تفوق العديد من البلدان الأخرى، وأنه كان بالإمكان تجنب عدد لا يحصى من الوفيات لو تم التدخّل في الوقت المناسب.
   ومن الواضح أيضًا، أنّ هذه الأزمة ستحمل بصمة الرئيس الحالي، الذي سيستمر حتى النهاية، في منح نفسه البطولة في كل ما سيتحقق بشكل جيد، وعبر لوم الآخرين على كل عيب وضرر.    ولا يُستبعد حتى إعادة انتخابه في نوفمبر.
   وكما يقول الأمريكيون، “انتخبوا مهرجًا، توقعوا سيركا”. لقد انتخبوا دونالد ترامب، لذلك لا ينبغي أن يستغربوا أن تدار أسوأ محنة واجهوها منذ الحرب العالمية الثانية على شاكلته وصورته.           

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot