سجن طهران الكبير... إنه الجحيم!

سجن طهران الكبير... إنه الجحيم!


تناول موقع “إيران انترناشيونال” الأوضاع الكارثية التي يُعاني منها نزلاء سجن طهران الكبير وتفاصيل انتهاكات حقوق الإنسان والأوضاع الكارثية التي تتعلق بظروف احتجاز السجناء. وقال أراش، السجين السابق في سجن طهران والمعروف باسم “فشافويه” جنوب العاصمة الإيرانية: “الوضع مُروّع. المياه غير صالحة للشرب، المرافق الصحية مزرية. هناك ماء ساخن لمدة نصف ساعة في اليوم.

الأجنحة وسخة. كل ما نأكله هو مغرفة من العدس والحجارة والنقانق المتعفنة المجمّدة. هناك المزيد من البق والفئران أكثر من البشر. ببساطة، إنه الجانب الآخر من الجحيم». ويُطلق السجناء في “جناح الأحداث” على سجن “فشافويه” اسم “وادي شابارك”. لا يُسمح فيه بالترفيه، زجاجات المياه المعدنية التي تُستخدم كأثقال في أجزاء أخرى من السجن محظورة هنا. لقد حوّل الاكتظاظ الهائل النظافة الشخصية إلى مزحة. يُعاني العديد من النزلاء من أمراض جلدية، وتنتشر أمراض مثل التهاب الكبد والإيدز.

وشرح علي، سجين سابق آخر من وادي شبارك: “صحيح أن الكثيرين منا جاؤوا من الضواحي، لكننا كنا رياضيين. لا يُسمح لنزلاء سجن الأحداث بالمشي لمدة نصف ساعة في اليوم. نعاني جميعاً من آلام الظهر والساق. البعض أصبح مدمناً على المخدرات أو يتعرّض للضرب. أما الحرّاس فيُداعبون رؤوسنا وأجسادنا كلما سنحت لهم الفرصة». لكل وحدة أو قسم في سجن طهران الكبير، جناح مُخصّص للمُجرمين الأحداث، يضمّ في المتوسط 500 شخص، أو أكثر من ضعف طاقته الرسمية. في الواقع، وُلد العديد من السجناء في الثمانينيات، وينتمون عموماً إلى الطبقة الفقيرة. يتجنّب حرّاس السجن والمدراء تولّي أعمالهم في هذه الأجنحة لأنها من بين أسوأ الوظائف في السجن بأكمله.

بصرف النظر عن حجم العمل الهائل بسبب الإكتظاظ، فإن مستوى العنف والنزاعات وإيذاء النفس والإنتحار بين السجناء في وادي شابارك مرتفع للغاية، بحيث يُصبح من المستحيل تحمّل المسؤولية عنهم جميعاً. وبينما يتجنّب الحرّاس في وادي شبارك هذه الأقسام، فإن تجار المخدرات المُدانين لا يفعلون ذلك، بل يستخدمون صلاتهم مع موظّفي السجن حجّة للوصول إلى هذه الأقسام. القسم ليس مليئاً بالحبوب والأدوية فحسب، بل هو مكان جيد للبحث عن زبائن جدد. وروى رضا، سجين نُقل مؤخراً إلى وادي شبارك، العنف الذي ارتكبه حراس السجن، قائلاً: “حرّاس السجن - أو بالأحرى الحراس المسجونين- يضربون الجميع. يضربونهم بشدّة حتى يتعبوا.

كلما أرادوا نقل سجين أو إرساله إلى زنزانة الحبس الانفرادي، يضربونه خارج الزنزانة أولاً بالأنابيب والعصي». وأضاف: “سقطت عين شاب يبلغ من العمر 18 أو 19 عاماً من محجرها بسبب تعرّضه للضرب. وتمّ نقله إلى مستشفى الفارابي لاقتلاع عينيه». يبدو أن لا ملجأ لنزلاء وادي شابارك. من المفترض أن يلتزم الحراس بقواعد مؤسسة السجون، لكن لا يُمكن للسجناء اللجوء إلى آلية التظلّم ولا يُمكنهم طلب المساعدة. وهذا بدوره يؤدي إلى تفاقم الضغط النفسي الذي يعانون منه، ما يؤدي إلى زيادة خطر الانتحار وإيذاء النفس. يُصنّف نزلاء أجنحة الأحداث في سجن طهران بأنهم “فروع” أو “أشرار”.

“الفروع” هم المُتّهمون والمحكوم عليهم بجرائم صغيرة. أما “الأشرار” فهم من اعتُقلوا بتهمة الإخلال بالنظام المجتمعي، وتشمل هذه الفئة الشباب المُتّهمين بجرائم مالية وجرائم عبر الإنترنت وبالطبع “تهديد الأمن القومي”. في غضون ذلك، تمّ تسمية الزنازين بأسماء أحياء طهران: الإسلامشهرية، الأتاباكية، خاك سفيدبالا. وختم تقرير الموقع بأن “هذا الكابوس هو النتيجة الحتمية لما تفعله الجمهورية الإيرانية بشبابها ومراهقيها. كثير من هؤلاء الناس يشعرون بالإحباط، يفتقرون الخبز وأبسط حقوقهم. لا يُفكّرون بشكل حريتهم في المستقبل، ولا بكيفية البدء بترميم أجسادهم وأرواحهم الجريحة».