منظمة الصحة العالمية:

سحب الدعم المالي الأمريكي، مناورة سياسية خطيرة...!

سحب الدعم المالي الأمريكي، مناورة سياسية خطيرة...!

-- الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للوكالة الأممية، ومساهمتها عشرة أضعاف مساهمة الصين
-- تضم منظمة الصحة العالمية في الوقت الراهن 194 دولة عضو، أي أكثر من الأمم المتحدة
-- تتلقى المنظمة معظم تمويلها من مصدرين رئيسيين، مســاهمات البلدان والتبرعـات
-- في سبعين عاما من عمل المنظمة، لم يدفع عدد من البلدان مساهماتهم في الوقت المحدد
-- تجاهلت انتقادات ترامب سيادة الصين، وأنه لا سلطة لمنظمة الصحة العالمية على الدول الأعضاء


في الرابع عشر من أبريل، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن بلاده ستعلق مساهمتها في تمويل منظمة الصحة العالمية -قرار ستكون له آثار كبيرة على مقاومة المجموعة الدولية لوباء كوفيد-19.
    تساهم الولايات المتحدة بأكثر من 400 مليون دولار سنويًا لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن لديها 200 مليون دولار من المتأخرات. وهي أكبر جهة مانحة لوكالة الأمم المتحدة، ومساهمتها السنوية حوالي عشرة أضعاف مساهمة الصين.
   وألقى ترامب باللوم على المنظمة في سوء إدارة وإخفاء الانتشار الأولي لفيروس كورونا في الصين، وعدم اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين.
من ينتمي إلى منظمة الصحة العالمية؟
   تم إنشاء منظمة الصحة العالمية عام 1948 لتكون بمثابة السلطة التوجيهية والتنسيقية للصحة الدولية. وتتمثل مهمتها في تحسين صحة سكان العالم، التي تعرّفها بأنها “حالة من الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي الكامل، وليس فقط غياب المرض أو العجز».     وإذا يتسنى لمختلف منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والمنظمات الدينية، حضور اجتماعات منظمة الصحة العالمية، فانه الحصول على العضوية يشمل الدول فقط.  

  في شهر مايو من كل عام، تحضر الدول الأعضاء جمعية الصحة العالمية في جنيف، التي تحدد توجّهات سياسة منظمة الصحة العالمية، وتوافق على الميزانية، وتراجع عمل المنظمة.
   وتضم منظمة الصحة العالمية في الوقت الراهن 194 دولة عضو، أي أكثر من الأمم المتحدة.

كيف يتم تمويل
 منظمة الصحة العالمية؟
   تتلقى منظمة الصحة العالمية معظم تمويلها من مصدرين رئيسيين. الأول يتكون من مساهمات البلدان، وتسمى المساهمات الإلزامية.
   ويتم احتساب هذه على أساس الناتج المحلي الإجمالي وحجم السكان، ولكنها لم تزدد بالقيمة الحقيقية منذ تجميد مستوى المدفوعات في الثمانينات.
   المصدر الثاني للتمويل هو التبرعات. وهي تأتي من الحكومات أو المنظمات الخيرية أو التبرعات الخاصة، ويتم تخصيصها بشكل عام لمشاريع أو مبادرات محددة، مما يعني أن منظمة الصحة العالمية لديها إمكانيات أقل لإعادة توزيعها في حالات الطوارئ، مثل وباء كوفيد-19.

هل سبق ان قامت أي
 دولة بسحب دعمها
 المالي في الماضي؟
   في أكثر من سبعين عاما من عمل منظمة الصحة العالمية، لم يدفع عدد من البلدان مساهماتهم في الوقت المحدد.
   عام 1949، أعلن الاتحاد السوفياتي السابق انسحابه من منظمة الصحة العالمية ورفض دفع مستحقاته لعدة سنوات. وعندما عاد إلى منظمة الصحة العالمية عام 1955، طلب تخفيض متأخراته -وتحصل على ذلك.     وبسبب عدم دفع الاشتراكات، وجدت منظمة الصحة العالمية نفسها مراراً على حافة الإفلاس. ولحسن الحظ، تصرفت الحكومات بشكل عام بمسؤولية، وانتهت بدفع مستحقاتها في وقت متأخر.

هل كانت منظمة الصحة العالمية موضوع نقد
سياسي من قبل؟
   عام 2009، اتُهمت منظمة الصحة العالمية بالتسرّع في إعلان أن أنفلونزا الخنازير جائحة؛ وعلى وجه الخصوص، اشتبه في أن المنظمة قد اتخذت ذاك القرار تحت ضغط شركات الأدوية.    بعد خمس سنوات، اتُهمت هذه المرة بالتصرف متأخرا جدًا بإعلانها أن وباء الإيبولا في غرب إفريقيا كان حالة طوارئ صحية عامة.    وألقى ترامب باللوم على منظمة الصحة العالمية لعدم إرسال خبرائها بسرعة كافية لتقييم جهود الصين لاحتواء كوفيد-19، وعدم إدانتها لافتقار بكين للشفافية في إدارتها المرحلة الأولية للأزمة.    لكن هذا النقد يتجاهل سيادة الصين. وان منظمة الصحة العالمية لا تملك سلطة لإجبار الدول الأعضاء على السماح لعلمائها بدخول أراضيها لإجراء تقييم. ولكي يكون هذا التدخل ممكناً، يجب على البلد المعني أن يطلب بالضرورة مساعدة منظمة الصحة العالمية.    ولا تستطيع المنظمة أيضًا أن تأمر بلدًا بتقاسم المعلومات؛ ويمكنها فقط أن تسأله.
   تتجاهل تعليقات دونالد ترامب أيضًا حقيقة أن منظمة الصحة العالمية أرسلت أخيرًا فريقًا من المتخصصين لإجراء تقييم في الصين في منتصف فبراير، بعد موافقة السلطات الصينية. وقد وفرت نتائج هذا التحقيق معلومات مهمة حول فيروس كورونا وجهود الدولة الصينية لكبح انتشاره.
هل للصين تأثير متزايد على منظمة الصحة العالمية؟
   من المفهوم أن الصين اكتسبت قوة ونفوذًا اقتصاديًا منذ عام 2003، عندما انتقدها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، جرو هارلم بروندتلاند، علنًا لمحاولتها إخفاء انتشار فيروس السارس.
   كما تعرضت الصين لانتقادات لعرقلة ترشيح تايوان للمنظمة. وكانت هذه الدولة الجزيرة الصغيرة واحدة من انجب التلاميذ وأكثر الردود فعالية على أزمة كوفيد-19.
  ولكن في النهاية، الصين ليست سوى دولة واحدة من 194 دولة عضو في منظمة الصحة العالمية، ومن المفارقة تمامًا أن دونالد ترامب يشجب ارتهان المنظمة لبكين بينما على امتداد عقود، زعمت العديد من الدول الأعضاء فيها، أنها ... تحت هيمنة الولايات المتحدة.

ماذا سيحدث إذا قطعت الولايات المتحدة التمويل؟
  إذا تم تنفيذ الإجراء الذي أعلن عنه دونالد ترامب، فقد يؤدي ذلك إلى إفلاس منظمة الصحة العالمية في وقت تنتشر فيه جائحة عالمية. وقد يعني هذا أن الوكالة ستضطر إلى تسريح الموظفين في وقت تحاول فيه مساعدة البلدان الضعيفة والمتوسطة الدخل على إنقاذ الأرواح.
  كما ستكون منظمة الصحة العالمية أقل قدرة على تنسيق الجهود الدولية بشأن قضايا مثل العثور على لقاح، وشراء معدات الوقاية الشخصية للمهنيين الصحيين، وتقديم المساعدة التقنية والخبرة لمساعدة الدول على مكافحة الوباء.
   بشكل أعم، إذا مددت الولايات المتحدة تقليص تمويلها هذا إلى مبادرات صحية عالمية أخرى تنسقها منظمة الصحة العالمية، فمن المحتمل أن يفقد الناس في البلدان الفقيرة إمكانية الحصول على الأدوية وخدمات الصحة الأساسية... وستضيع الأرواح.
   ستكون هناك أيضًا تكلفة للمصالح الاستراتيجية طويلة المدى للولايات المتحدة، فطيلة عقود، انتظر العالم كله أن تلعب دورًا رائدًا في قضايا الصحة العالمية.
   وفي سعيه لتحميل الآخرين عدم قدرة إدارته على إعداد بلاده لاجتياح كوفيد-19، أرسل دونالد ترامب إشارة واضحة: لم تعد الولايات المتحدة مستعدة لتولي دور الزعامة هذا... وشيء واحد مؤكد: إذا كانت الطبيعة تمقت الفراغ، فإن السياسة تكرهه أكثر.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot