سلطان بن أحمد القاسمي يشهد فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024‏

سلطان بن أحمد القاسمي يشهد فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024‏


شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، صباح أمس ‏فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ 13، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة ‏الشارقة في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "حكومات مرنة … اتصال مبتكر"، وبمشاركة أكثر من 250 متحدثاً من ‏مختلف أنحاء العالم‎.‎

وانطلقت فعاليات اليوم الثاني للمنتدى بكلمة افتتاحية قدمها طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ‏إلى جانب عدد من الخطابات المُلهمة التي ألقاها مجموعة من المؤثرين والمسؤولين وأصحاب التجارب الفريدة، هم: الدكتور ‏أحمد العوضي، نائب أول للشؤون المجتمعية والحكومية ومدير برنامج الجينوم الإماراتي، ومايا غزال، سفيرة النوايا الحسنة ‏وأول لاجئة سورية تحصل على رخصة لقيادة الطائرات، بالإضافة إلى صانع المحتوى العالمي زاكري ديرينوسكي‎.‎

وفي كلمته الافتتاحية، أكد طارق سعيد علاي، أن إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ‏عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تعمل وفق استراتيجية واضحة وهي أن الإنسان هو عماد نهضة البلدان وأساس ‏تطويرها، وأن توفير المناخ والبيئة المناسبين، إلى جانب أدوات الاتصال والتواصل الفعّال هما المؤشر الحاسم نحو التطور ‏وتوجيه بوصلة الإنسان نحو المستقبل‎.‎

وقال مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة متناولاً أهمية شعار المنتدى لهذا العام انطلاقاً من يقيننا بأن المشاريع ‏الحضارية الناجحة تحتاج إلى مناخ عام وبيئة متكاملة لتجني ثمارها، وترتقي بواقع مجتمعاتها، وهذا لا يتحقق إلا بتبادل ‏التجارب والخبرات، وفتح آفاق التعاون مع المشاريع الرائدة، فإننا نفتح فصلاً جديداً من مشروع متكامل يتطلع لرفع مساهمة ‏الاتصال في خطط التنمية في المنطقة والعالم، وما اختيار شعار (حكومات مرنة ... اتصال مبتكر) إلا استجابة لجملة من ‏المتغيرات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية.‎

وأشار علاي إلى أن ما كان يمثل نموذجاً مثالياً للاتصال قبل أعوام قليلة لم يعد سوى درس وتجربة لشكل جديد من ‏الاتصال، يضع في الاعتبار الكم الهائل من المعلومات التي تتشاركها مجتمعات العالم، كما ويتوقف ملياً عند سلوك الفرد في ‏حياته اليومية، والوقت الذي يمضيه في التواصل وفي متابعة مجريات العالم‎.‎

واختتم مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة كلمته لافتاً إلى أهمية عمل خبراء الاتصال الحكومي ومسؤوليه ووسائله ‏وأدواته قائلاً: إن مهمتنا المركزية اليوم كعاملين في الاتصال الحكومي ليست صناعة رسالة مرئية أو مسموعة أو مكتوبة، ‏بقدر ما تتمثل في التخلي عن القوالب التي لم تعد مجدية في الاتصال، وابتكار قوالب جديدة تتناسب مع مجتمعات اليوم، ‏ليس ذلك وحسب، وإنما مهمتنا أيضاً أن نكون قادرين على التنبؤ بأثر كل عملية اتصال، كما علينا أن نكون مساهمين في ‏توجيه دفة التغيير في منظومة الاتصال؛ فما يحدث من ثورة في التكنولوجيا أو في علم الاجتماع أو في أسواق المال أو ‏غيرها من القطاعات، له انعكاسات مباشرة على الاتصال واستراتيجياته‎  .‎

ووّجهت مايا غزال، سفيرة النوايا الحسنة، وأول لاجئة سورية تحصل على رخصة لقيادة الطائرات، خلال كلمتها الملهمة ‏التي ألقتها وحملت عنوان: "آمال اللاجئين وإرث ديانا"، شكرها وتقديرها إلى سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة ‏مؤسسة القلب الكبير، على جهودها اللامحدودة في دعم اللاجئين حول العالم والذي يعكس التزاماً حقيقياً من سموها بتحسين ‏حياة اللاجئين وتوفير فرص التعليم لهم، الأمر الذي يُسهم في تمكينهم من تحقيق أحلامهم وتطوير إمكاناتهم، حيث أن ‏الجهود الإنسانية تعزّز الأمل وتفتح آفاقاً جديدة أمام اللاجئين‎.‎
واستعرضت غزال تجربتها مع سنوات اللجوء وعدم الالتحاق بالتعليم موضحةً أن اللاجئ هو إنسان عادي يملك الطموح ‏ويحتاج إلى من يأخذ بيده ويساعده على تحقيق أحلامه، حيث أنها خلال رحلاتها المتعددة إلى مخيمات اللاجئين التقت ‏بالعديد من اللاجئات من ذوات الطموح العالي، مؤكدةً أن التعليم يحوّل الطلبة إلى قادة ومبتكرين لصالح كل المجتمعات في ‏العالم‎.‎

واختتمت سفيرة النوايا الحسنة خطابها مشيرةً إلى أهم الدروس والنتائج من تجربتها الشخصية قائلةً: لن يكون المجتمع ‏الدولي قادراً على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ما لم يتم ردم الفجوة بين الحكومات والمؤسسات الخاصة والعامة وتسهيل ‏الوصول إلى اللاجئين ومساعدتهم، وأنا من خلال قصتي ووجودي في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أريد أن أُبيّن أن ‏قوة التعليم يمكن أن تغير حياة الناس‎  .‎

وتناول الدكتور أحمد العوضي، في خطاب مُلهم بعنوان "الجينوم الإماراتي... رحلة لاكتشاف مستقبل صحي أفضل"، أهمية ‏مشروع برنامج الجينوم الإماراتي الرائد عالمياً، مشيراً إلى أنه مشروع بحثي وطني طموح يهدف إلى وضع خارطة جينية ‏شاملة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تسريع وتيرة تطوير حلول الرعاية الصحية والوقائية والمخصصة، ‏وذلك باستخدام أحدث تقنيات التسلسل الجيني والذكاء الاصطناعي‎.‎ وتحدث العوضي عن ماهية الجينوم وتعريفه، مُوضحاً أنه يمثل كامل المادة الوراثية الموجودة في خلايا الكائن الحي، ‏والمعروفة بالحمض النووي "دي إن إيه"، وقال: عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على نشر التوعية ببرنامج الجينوم ‏من خلال التواصل مع أكثر من 700 جهة حكومية وخاصة، وعقد أكثر من 725 ورشة تعريفية بالبرنامج، بالإضافة إلى ‏زيارة أكثر من 1000 مؤسسة ومكان عمل‎  .‎
وأكد مدير برنامج الجينوم الإماراتي على أهمية الاتصال في نجاح المشروع من حيث تفاعل المشاركين وتوعيتهم بأهمية ‏البرنامج إلى جانب التحديات التي واجهت فريق عمله المنتشر في كافة أنحاء الدولة، حيث أن البرنامج يهدف إلى البحث ‏عن مسببات الأمراض الوراثية، مما يتيح للباحثين والأطباء دراسة هذه المسببات بشكل متعمق لوضع خطط علاجية فعالة، ‏بهدف بناء مجتمع إماراتي أكثر صحة‎.‎

واختتم صانع المحتوى العالمي زاكري ديرينوسكي الكلمات المُلهمة بخطاب بعنوان: "صورة الإنسانية تتجلى بالاتصال ‏العاطفي"، مؤكداً أن التواصل بين الشخص والآخرين يمكن أن يكون له تأثير عميق على حياتنا ويعمل على تغيير الحياة إلى ‏درجة كبيرة، مشيراً إلى ضرورة أن تعمل وسائل التواصل الاجتماعي لبناء مجتمعاتٍ تدعو للخير والتعاطف بين الناس‎.‎
وشارك ديرينوسكي تجربته الشخصية عندما بدأ دراسته في كلية الطب مركزا على فكرة التواصل العاطفي البسيط موضحا ‏أن فكرة التواصل العاطفي والتعاطف مع الآخرين أصبحت مؤثرة بشكلٍ كبير‎ .‎ وقال إن هذا الاتصال العاطفي مع الغرباء ألهمه لتغيير مسار حياته حيث قرر ترك دراسة الطب واتجه إلى صناعة ‏المحتوى الذي يمكنه من التواصل مع الغرباء ومشاركة قصصهم وتجاربهم ومساعدتهم‎ .‎
واختتم ديرينوسكي حديثه باستعراض عددٍ من القصص الحقيقية التي برزت فيها الإنسانية ودور وأهمية التواصل في تعزيز ‏حياتنا الإنسانية والشعور بأننا جزء من مجتمع أكبر‎.‎

وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "عندما تتحول المغامرة إلى قوة ناعمة" ‏تحدث فيها كل من: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وأحمد الهنداوي، مبعوث ‏الأمم المتحدة السابق للشباب، والأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، وأنيلي بومبي، الُمغامِرة والرياضية السويدية‎.‎
وأشار الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي إلى أنّ اقتصاد المغامرة يتمتع بالعديد من الفرص الواعدة في دولة الإمارات العربية ‏المتحدة، وفي إمارة الشارقة على وجه التحديد، حيث أن هناك إمكانات كبيرة للُمغامرة بفضل ما تتميّز به الدولة من بيئة ‏مستقرّة وأمن وظيفي وغيرها، وقال: المغامرة في ريادة الأعمال تتطلب توفّر عناصر مهمة على رأسها الفرص، وقد ‏نجحت إمارة الشارقة في الاستثمار في التعليم والثقافة وريادة الأعمال، كما لدينا مشروع تحت مسمى "شراع" يعمل على ‏تمكين الشباب لتأسيس أعمالهم الخاصة والناشئة‎  .‎ ولفت رئيس دائرة العلاقات الحكومية إلى دور المغامرة في رفع الوعي والتعلّم، قائلاً :المغامرة تمنح الأشخاص مجالاً ‏لتطوير تجاربهم وخبراتهم، ورفع الوعي لدى الأفراد، وقد تابعنا ذلك من خلال سياحة المغامرة هنا في إمارة الشارقة، حيث ‏أن الجيل الجديد يركّز بشكل أساسي على الحصول على تجارب جديدة تُسهم في صقل شخصياتهم بشكل أكبر‎ .‎

وتناول أحمد الهنداوي في مشاركته، أهمية التعليم القائم على المغامرة في دعم اقتصاد المستقبل وتوفير بيئة محفزة للإبداع، ‏إلى جانب العلاقة التفاعلية بين اقتصاد المغامرة والقوة الناعمة، وكيف يمكن للدول أن تستخدم هذه المجالات لتعزيز جودة ‏الحياة والرفاهية‎.‎
وقال المبعوث السابق للأمم المتحدة للشباب: لابد من توفير بيئة تفاعلية تُحفز على تبادل الأفكار والخبرات خارج إطار ‏التعليم التقليدي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال التواصل المستمر والدعم المؤسساتي لكافة مكونات المجتمع. والحركة الكشفية ‏اليوم باتت تمثّل امتداداً وتاريخاً كبيراً وحضوراً واسعاً حول العالم، وهي تعتمد برامج تقوم بشكل أساسي على المغامرة عبر ‏دمج الأنشطة البدنية مع العمل وروح الفريق والقدرة على معالجة التحديات. ومن هنا أدعو الشباب إلى عدم الاكتفاء بالتعليم ‏التقليدي بل لا بدّ من الخروج عن هذا النمط لأنّ معظم الخبرات التي تكتسبها أجيال اليوم مصدرها يكمن في النشاطات ‏الخارجية والكشفية‎  .‎

من جانبها قالت أنيلي بومبي أن القوة الناعمة عبر المغامرة تكمن في إيصال رسالة الإلهام إلى الآخرين، وتشجيع الآخرين ‏على التواصل المستمر مع الطبيعة ومع الآخرين، وقالت:حُظيت بفرصة السفر لـ 7 قارات وتسلّق أعلى القمم الجبلية في ‏كلّ قارة، وهذا الأمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً باقتصاد المغامرة من خلال دعم السياحة والترويج بقوة لتلك البلدان، وبالتأكيد فإنّ ‏المغامرة بحدّ ذاتها تشكّل اليوم مصدر دخل أيضاً من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وباعتقادي لا بدّ أن يكون هناك ‏شكل مستدام من أنشطة سياحة المغامرة والأنشطة الكشفية لنشر ثقافتنا وطبيعة بلداننا‎  .‎

وتمثل الدورة الـ 13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي منصة معرفية تهدف إلى مناقشة وتحليل مستقبل الاتصال ‏المبتكر وأثره على الحكومات في تحقيق الأهداف التنموية، ويتضمن مجموعة متنوعة من الجلسات والخطابات والحوارات ‏وورش العمل، التي تناقش أهمية الاتصال المبتكر في ظل توجه حكومات العالم نحو تبني مفهوم الحكومات المرنة لتعزيز ‏الابتكار وتطوير الفرص المستقبلية، للمساهمة في تعزيز الجهود العالمية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية ‏المستدامة الشاملة‎.‎