دانييل رزق، سورية حلمت منذ صغرها بأن تصبح كابتن طيار، ولم تتخل عن حلمها رغم كل العقبات التي اعترضتها وحافظت عليه وظلت متمسكة به وترعاه إلى أن حققته ووجدت مكانها في نهاية المطاف داخل قمرة قيادة طائرة. نشأت دانييل مع والدها، الذي كان طيارا، فكانت مولعة بالمهنة منذ نعومة أظفارها.

وعندما صرحت أول مرة لأبيها بحلمها وبأنها تريد أن تصبح كابتن طيار، فوجئت بأنه يرفض الفكرة أساسا. وعن ذلك قالت لتلفزيون رويترز "رحت عند البابا وقلت له بدي أعمل طيار، كان هو طيار، توقعت أن يوافق ويدعمني وفوجئت بأنه رفض الفكرة لعدة أسباب أولها أنه هو مر بصعوبات وما كان يريدني أمر فيها وكمان كان هناك هيمنة للمجتمع الذكوري بذلك الوقت على هذه المهنة، فهو كأب ما كان يريد هذه المهنة لابنته، كان خايف عليها". وعندئذ لم تيأس فقالت لأبيها إنها تريد أن تعمل أي مهنة لها علاقة بالطيران فقبل.

وأضافت "رحت قلت له أنا اريد ان أشتغل أي شي له علاقة بالطيران، عملت دورات حجز وقطع واشتغلت بشركة أجنبية بسوريا، بعدين أصبحت بالعمليات الأرضية، اشتغلت معهن كمان، كل ما كنت ادخل في مجال ما كنت أجد نفسي فيه، أقول أريد أكثر بعدين اشتغلت بالعمليات الجوية بهذا المكتب، بعدين جاءت الفرصة ورحت للطيران. هنا هو (والدي) عندما رأى عندي إصرار وعزيمة دعمني كتير وما وقف بوجه طموحي أبدا وكان معي خطوة بخطوة".

ودرست دانييل الطيران في الولايات المتحدة، الأمر الذي مثل عبئا ماليا ثقيلا عليها. وقالت لتلفزيون رويترز "كان عبئا ماديا كبيرا لكن على المدى البعيد كل هذا العبء اللي حطيته بيرجع إن شاء الله وأنا كنت أحبها كتير وكنت مستعدة أعمل أي شيء والواحد وقت بيكون يريد شيء لا يقف وبحاول يأخد أي فرصة، ياخد دعم أي شيء معنوي، مادي وأنا أهلي كتير كانوا جيدين معي ودعموني كتير بهذه القصة".

وقال الكابتن طيار أنس حجيج "الطيران لا يحتاج قوة عضلية، هو قوة ذهنية، مجموعة من اللوائح اللي نتبعها والذي يطبق هذه الإجراءات ذكر أو أنثى النتيجة واحدة ما دام خضع لتدريب واحد".وقامت دانييل رزق بأول رحلة لها كطيار عام 2021 إلى مسقط، وهي تعمل حاليا في شركة أجنحة الشام للطيران.