الحريق الأوكراني:

شبح روسيا مدعومة من الصين يؤرق الغرب...!

شبح روسيا مدعومة من الصين يؤرق الغرب...!

-- إذا قبلت الصين تسليح روسيا، ستتغيّر أبعاد الصراع، وســتصبح أوكرانيـــا مســـرحا لحرب بــاردة جـديـدة

   تثير الحركات “التكتونية” الجارية حاليًا سؤالاً مذهلاً: إلى أي مدى ستذهب الشراكة بين موسكو وبكين؟
   وصل العالم إلى نقطة تحول... فبينما تتساقط القنابل على كييف، لا أحد يعرف إلى أي مدى سيذهب فلاديمير بوتين، أو ما إذا كان هجومه العسكري سيتوقف عند الحدود الأوكرانية. هذه الأخطار جسيمة، لكن هناك مخاطر أخرى تبرز بنفس القدر من القلق منها أنّ تحالف بكين مع موسكو، بات واضحا نوعا ما.

   لا تعارض الصين العقوبات المفروضة على موسكو فحسب، بل ترفض أن تُعاقب بهذه الإجراءات الانتقامية، وبالتالي يمكن أن تساعد جارتها في الالتفاف عليها. أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أولمبياد بكين، أن الشراكة “غير المحدودة” بين العملاقين لم تتأثر بالغزو الروسي، الذي بدأ بعد أربعة أيام، من نهاية المنافسة.
   وبحسب تسريبات الإدارة الأمريكية، فإن موسكو كانت ستطلب مساعدة عسكرية من العملاق الشيوعي. وإذا قبلت الصين، فإن الصراع ستتغيّر أبعاده، وستصبح أوكرانيا مسرحا لحرب باردة جديدة بين دولة مدعومة من الغرب ضد ثنائي سلطوي.

«الصين مستعدة لدفع الثمن»
   وحذرت واشنطن: أي شكل من أشكال المساعدة سيعرّض الصين لعقوبات. بالتأكيد، ليس لبكين مصلحة في ان تستمرّ الحرب -التي تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي ومصالحها في المنطقة -؛ ولا لمزيد من الأعمال الانتقامية، إلا أن الرهان قد يتجاوز ذلك.
   إن “الصين مستعدة لدفع الثمن، لأن ما هو على المحك ليس فقط التنافس على المركز الاقتصادي الاول في العالم، بل هو توازن قوى سياسي وجيوستراتيجي مع الولايات المتحدة والغرب تريد موسكو وبكين الفوز به في نهاية المطاف”، تقترح أليس إيكمان، الباحثة المسؤولة عن آسيا والصين في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية.
   بالتوازي، الجهود اليائسة التي يبذلها إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز لإقناع فلاديمير بوتين، تجد صعوبة في إخفاء عدم فعالية الدبلوماسية العالمية. “هذه هي أشد اللحظات حزنًا في فترة ولايتي كأمين عام للأمم المتحدة”، قال أنطونيو غوتيريش.
  اعتراف محزن بالعجز، غير أن ضعف الأمم المتحدة هو قبل كل شيء ضعف أمريكا. متورطًا في أزمات اقتصادية وسياسية ودولية، لم يُظهر جو بايدن بعد، أنه في مستوى الرهان والتحدي.