شكوك حول شعار ترامب.. هل يتجه اليمين الأمريكي نحو التطرف والانقسام؟

شكوك حول شعار ترامب.. هل يتجه اليمين الأمريكي نحو التطرف والانقسام؟

رأت صحيفة “التلغراف” البريطانية، أن سلطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا - ماغا”، ليست راسخة كما كانت في السابق، مرجحة أن اليمين الأمريكي يتجه نحو التطرف والانقسام.
وعادت الصحيفة إلى شهر نوفمبر-تشرين الثاني من عام 2022، عندما أعلن مغني الراب غريب الأطوار، المعروف سابقًا باسم كانييه ويست، والملقب بـ”يي”، ترشحه للرئاسة، قبل أن يدعوه ترامب، الذي كان آنذاك في أسوأ أحواله القانونية والسياسية، لتناول العشاء في قصره في مار-أ-لاغو، وذلك برفقة ثلاثة أصدقاء.ومن بين الثلاثة كان نيك فوينتس، شاب قصير القامة كثيف الشعر، يبلغ من العمر 27 عامًا، الذي قال لاحقًا إنه كان يساعد “يي” في إعادة صياغة دستور الولايات المتحدة “ليشمل أشد سياسات هتلر صرامة».وآنذاك كان الصحفيون في حيرة من أمرهم من لقاء ترامب بـ”قوميّ أبيض ومعادٍ للسامية”، وهما وصفان ينفيهما فوينتس، الذي بدأ مسيرته المهنية في البث من قبو منزل والديه، واليوم تبين أن ذلك العشاء كان لحظة حاسمة في حياة حركة “ماغا».ومؤخرًا، اندلعت ضجة جديدة حول فوينتيس، تُمثّل حربًا بالوكالة للسيطرة على الحزب الجمهوري، وبالتالي على الولايات المتحدة، إنه صراعٌ قويٌّ يشكّله شيءٌ جديدٌ وقديمٌ، من خلال التطوّر التكنولوجي، والامتداد التاريخي الطويل للفاشية الأمريكية الشاملة، وفقًا للصحيفة.
وأثار فوينتس الضجة بظهوره مؤخرًا، على بودكاست تاكر كارلسون، حيث استمع الأخير إلى روايته عن لقاء ترامب بدهشة.
واستذكر فوينتس وجبته مع ترامب قائلاً: “كنت أحاول استعادة سحره. قلت له: أعتقد أنك من أعظم الأمريكيين الأحياء”، قبل أن يضيف أنه يعتقد أن ترامب قد تساهل وسمح لنخب المؤسسة الجمهورية باستعادة زمام الأمور. حثُ فوينتس ترامب على الرد، وقيل إن ترامب قال: “هذا الرجل شديد البأس. أنا معجب به».
ووصفت صحيفة “وول ستريت جورنال” سياسات فوينتيس بأنها “سم”، فيما قال السيناتور تيد كروز إن أي جمهوري لم يُندّد به هو “جبان ومتواطئ في الشر».وقليل من المحافظين يعتبرون الحادثة مجرد زوبعة في فنجان، لأن من لديهم أطفال، أو يُقدّرون ثقافة الإنترنت، يعرفون مدى شعبية فوينتيس،  ويحظى برنامجه، الذي يبث على منصة «Rumble»، التي يرتادها اليمينيون، بجمهور يصل إلى مليون مشاهد لكل حلقة.
وصرّح فوينتس بأن هدفه هو تحويل الحزب الجمهوري إلى “حزب رجعي حقيقي”، وفقًا للصحيفة، التي قالت إن ذلك لن يكون له أهمية لو كانت سلطة ترامب على حركة “ماغا” راسخة كما كانت في السابق، لكنها ليست كذلك، مبينة أن اليمين الأمريكي يتجه نحو التطرف والانقسام.ويخشى الكثيرون من قاعدة “ماغا” أن يكون ترامب، كما حدث في عام 2022، قد تلاشى، حيثُ تتهم عضوة الكونغرس مارغوري تايلور غرين، التي كانت في السابق أشدّ المدافعين عن ترامب، والتي تُعتبر الآن ضمير حركة “ماغا”، الرئيس بالهوس بالشؤون الخارجية، 
وردّ ترامب قائلاً: “لقد ضلّت مارغوري طريقها».ومثل كثيرين في قاعدة الحركة، ضغطت غرين على الرئيس لنشر ملفات رجل الأعمال المدان بجرائم جنسية جيفري إبستين كاملةً، وهو ما يبدو مترددًا في القيام به.

هل “أمريكا أولاً”؟
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع استمرار الحرب في أوكرانيا، واستمرار تدفق الأموال الأمريكية إلى حلفاء مثل إسرائيل، يتساءلون: كيف يُعقل أن تكون “أمريكا أولاً” حقًا؟وتفاقمت هذه المعركة بسبب نتائج الانتخابات الأخيرة المروعة في فرجينيا ونيويورك، حيث فاز اشتراكي برئاسة البلدية، ويُلقي المحافظون التقليديون باللوم على تطرف الحزب الجمهوري، لكن الأصوليين المؤيدين لـ”ماغا” يُلقون باللوم على إهمال الرئيس للطبقة العاملة المحلية، إذ يرون أنه ليس متشددًا بما يكفي.
ولخّص فوينتس وجهة نظره ذات مرة قائلاً: “اليهود هم من يديرون المجتمع، وعلى النساء أن يسكتن، ويجب سجن معظم السود، وسنعيش في جنة. الأمر بهذه البساطة».
وليشق طريقه نحو قمة الغضب، التي تضمن له الاهتمام والتأثير، استخدم فوينتس التكتيك الكلاسيكي المتمثل في افتعال شجار مع متصيد أكبر، وعلى وجه الخصوص، حافظ على خلافه القديم مع تشارلي كيرك ومنظمته “نقاط التحول في الولايات المتحدة الأمريكية”، التي تجوب الجامعات وتستفز الطلاب الليبراليين.وذكرت الصحيفة أن اليمين الأمريكي صريحٌ جدًا بشأن سبب حبه لإسرائيل، كحليف عسكري، أو مدافع عن الحضارة، أو لأن الإنجيليين يعتقدون أنها ستكون نقطة انطلاق لنهاية العالم، وفق تعبيرها.ومع ذلك، فإن التشكيك في إسرائيل يتسرب بالتأكيد إلى حركة “ماغا”، حيث شعر العديد من الأمريكيين بالفزع من قتل المدنيين الفلسطينيين، في عهد كل من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والرئيس الحالي دونالد ترامب، مما أجبرهم على إعادة التفكير في السياسة الخارجية.