حصاد الإمارات 2025 .. أقمار صناعية ومهام فضائية طموحة من حزام الكويكبات إلى القمر
المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي الصيني:
شي جين بينغ ساعة تقييم الحصاد قبل فترة ثالثة...!
-- إذا لم يكن متأكداً من أن بقـاءه في السـلطة لا يروق الجميع، فمن المسـتبعد جداً أن يُرفـع صوت ضـده خـلال المؤتمر
-- تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون ونصف من كوادر الحزب الشيوعي الصيني قد تمت معاقبتهم بتهمة الفساد
-- مع اقتراب المؤتمر، أصبحت أولويات شي جين بينغ تركّز خاصة على الساحة الداخلية الصينية
-- اجتماعات القمة هذه للحزب الصيني الواحد، مستوحاة من عمل المؤسسات الشيوعية في الاتحاد السوفياتي
-- النقد والاستياء موجودان بالضرورة في هيكل يضم 90 مليون عضو
في السلطة طيلة ثلاثة وسبعين عامًا، يعقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمرًا في بكين كل خمس سنوات. وهكذا، يوم الأحد، 16 أكتوبر، سيتم افتتاح النسخة العشرين من هذا الاجتماع السياسي، المقرر أن يستمر عشرة أيام. لكن لن يتعلق الامر بمسألة مناقشة التوجهات السياسية والاقتصادية: فهذه الاتجاهات ثابتة اصلا.
لما يقرب من نصف عام، كان بعض القادة قادرين على التعبير، بحذر وأثناء مداولات سرية في الغالب، عن وجهات نظرهم حول أداء الحزب والإجراءات التي يمكن أن يتخذها.
ربما تم الاخذ في الاعتبار ببعض ملاحظاتهم، وفي كل الاحوال، تم تسهيل العملية هذا العام من خلال إمكانية الحوار عبر الإنترنت.
ومع ذلك، في الغالب، يتم تحديد جدول أعمال هذا المؤتمر -باسم المبدأ الماركسي للمركزية الديمقراطية -من قبل قيادة الحزب.
وهكذا تم تطوير الخط الذي ستتبعه الصين حتى المؤتمر القادم، المقرر عقده عام 2027، من قبل 22 عضوًا في المكتب السياسي، بمساعدة كبار المسؤولين.
كل ما يقترحونه يتم مراقبته عن كثب، والتحكيم بشأنه، والمبادرة به تأتي في بعض الأحيان من قبل الأمين العام شي جين بينغ وفرقه.
في عهد دنغ شياو بينغ، الرغبة في الانفتاح والتحديث
هناك ثلاث وعشرون مقاطعة ومنطقتان إداريتان خاصتان وأربع بلديات رئيسية في الصين. في كل من هذه الدوائر، يتم تعيين مندوبين لحضور المؤتمر. يجتمع اجمالي 2300 شخصية في بكين تحت قبة قصر الشعب غرب ميدان تيان آن مين. وسيكون دورهم الموافقة على القرارات التي تتخذ على رأس الحزب، من خلال حضور اجتماعات اللجان، حيث سيتم تفصيل ما تقرر. سيُدرج كل شيء في تقرير، كما تمليه التقاليد، والتصويت عليه بالإجماع تقريبًا في نهاية المؤتمر.
اجتماعات القمة هذه للحزب الصيني الواحد، مستوحاة مباشرة من عمل المؤسسات الشيوعية في الاتحاد السوفياتي. في عصر الماوية، من عام 1949 إلى عام 1976، تم استخدام المؤتمرات لتحديد قرارات الأغلبية وسط اضطراب سياسي مستمر. عام 1973، خلال الثورة الثقافية، استغلت عصابة الأربعة، بقيادة جيانغ تشينغ، زوجة ماو تسي تونغ، المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني لإضفاء الطابع الرسمي على الخط اليساري الذي كانت تنوي فرضه.
لكن عام 1976، بعد وفاة ماو، تمت الإطاحة بأعضاء عصابة الأربعة وسجنهم. ثم استولى دنغ شياو بينغ على السلطة وجسد الرغبة الصينية في الانفتاح والتحديث. سيتم تأكيد هذا الخط وتضخيمه بعد القمع الدموي لمظاهرات ميدان تيان آن مين عام 1989.
بالتوازي، عام 1992، من أجل الحد من مخاطر تطور سلطة الفرد في المستقبل، فرض دينغ شياو بينغ قاعدة على القادة الصينيين المستقبليين: لا يمكنهم البقاء في السلطة لأكثر من فترتين مدتهما خمس سنوات. سيشغل جيانغ تسه مين، وهو جينتاو منصب رئيس جمهورية الصين الشعبية طيلة عشر سنوات لكل منهما، من 1993 إلى 2003 للأول، ومن 2003 إلى 2013 للآخر.
شي جين بينغ “التمساح»
في نوفمبر 2012، تولى شي جين بينغ منصب زعيم الحزب. اكتشف العالم جسده الضخم الذي يتجنب أي إيماءة مفاجئة، ونظرته الحادة التي تأخذ وقتًا لتقييم محاوريه. في أبريل 2011، التقى نائب الرئيس شي جين بينغ مع جان بيير رافاران في بكين. بعد مغادرته المقابلة، أعلن هذا المراقب اليقظ للسياسة الصينية، ثم نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي: “لقد سبق ان رأيت تماسيح في السياسة... وهذا هو واحد منهم!»
لذلك بدا للكثيرين، أنّ شي جين بينغ سيجسد، لا سيما في الأمور الدبلوماسية، سياسة أكثر انفتاحًا من سلفه، هو جينتاو. أصبح عام 2007 أحد الأعضاء التسعة للجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني، وتم تعيينه كأمين عام مستقبلي، وكان نادرا ما يتحدث لوسائل الإعلام الصينية وحتى أمام الصحفيين الأجانب. ببساطة، بدا أنه يمثل تجديدا في الشخصيات السياسة. وساهمت زوجته بنغ ليوان، مطربة مشهورة في المنوعات الصينية، في هذه الصورة بينما كانت ابنته الوحيدة، شي مينجز، المولودة عام 1992، تدرس تاريخ الفن -تحت اسم مستعار -في جامعة هارفارد الأمريكية.
خلال فترة ولايته الأولى، من عام 2012 إلى عام 2017، مارس شي جين بينغ شكلاً من أشكال السلطة التي تجمع بين قدر من الحذر وشكل من أشكال تصلّب السلطة. بدأ بوضع بو شيلاي تحت الإقامة الجبرية. أدار هذا الوزير السابق مدينة-مقاطعة تشونغتشينغ التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة، وهي أكبر تجمع سكاني في الصين. كان بو شيلاي آنذاك شخصية قوية، قادرة على ممارسة تأثير قوي والتغلب على شي جين بينغ، غير ان اغتيال رجل أعمال بريطاني في تشونغتشينغ جعل من الممكن توريطه وإقصائه من المشهد السياسي الصيني.
تم تجديد ولايته عام 2018، أعلن شي جين بينغ، خلال لجنة مركزية للحزب الشيوعي ، أنه عام 2023، بعد أن يُمضي عشر سنوات على رأس البلاد، سيبقى لفترة رئاسية ثالثة على الأقل. تمت الموافقة على هذا القرار، الذي يتطلب تعديل دستور الحزب، في مارس 2018 من قبل المؤتمر الوطني لنواب الشعب، ويجب أن يصادق عليه المؤتمر العشرين.
ولئن ليس من المؤكد أن بقاءه في السلطة يروق للحزب بأكمله، فلا شيء يشير إلى تشكيل أدنى تحالف من المعارضين لـ شي جين بينغ. علاوة على ذلك، لا توجد عناصر في سجلّه وحصاده يمكن ان تدينه بشدة وتكون بمثابة حافز لمعارضة حازمة. ربما كان الأمر يختلف، على سبيل المثال، إذا نفذ شي جين بينغ تهديده بمهاجمة تايوان وفشل. لكن حتى الآن، يحرص اللاعب الصيني الأول على عدم الانخراط في عملية عسكرية يمكن أن تشبه ما جربته روسيا في أوكرانيا.
مطر إدانات
مع اقتراب المؤتمر، أصبحت أولويات شي جين بينغ تركّز خاصة على الساحة الداخلية الصينية. يجب على وجه الخصوص تقييم حملات مكافحة الفساد المتعددة التي تم إطلاقها منذ عام 2012. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون ونصف من كوادر الحزب الشيوعي الصيني قد تمت معاقبتهم لهذا السبب: رسميًا، إنها مسألة تتعلق بمعاقبة “النمور” و “الذباب”، الكبير والصغير الفاسد. ويمنح هذا شي جين بينغ ميزة الحفاظ على شعبيته عند مستوى جيد بين السكان الصينيين. وفي نفس الوقت، يعزز سلطته من خلال التأثير العشوائي على المسؤولين من جميع الأنواع، إداريين أو اقتصاديين، في جميع أنحاء البلاد.
لاي شياومين، هو واحد من أبرز حالات الإدانة بالفساد: رئيس هوارونغ، إحدى أكبر شركات إدارة الأصول العامة، متهم بتلقي ما يعادل 215 مليون يورو في شكل رشاوي، تم إعدامه في يناير 2021، بعد محاكمته.
في الآونة الأخيرة، أثناء التحضير للمؤتمر العشرين، ازداد القمع بشكل كبير. تم إلقاء القبض على شخصيات قوية ومحاكمتها وصدور أحكام بحقها. في الشهرين الماضيين، اتُهم نائب وزير الأمن العام السابق، سون ليجون، بـ “عدم التحلي بالمثل الأعلى مطلقًا” و”استغلال منصبه للتقدم في وظائفه ومساعدة مجرمين على الإفلات من العقاب”. وحُكم عليه بالإعدام لتلقيه عمولات تعادل 93 مليون يورو. ومع ذلك، حُكم عليه بالسجن عامين مع تأجيل التنفيذ قبل أن يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة. كما حُكم على ثلاثة من كبار مسؤولي الشرطة في مقاطعات صينية بأحكام سجن شديدة بتهمة “الفساد” والانتماء إلى “عصابة” سون ليجون.
حكم الإعدام مع عامين تأجيل التنفيذ صدر أيضا على فو زينهوا. هذا اللاعب المهم في مكافحة الفساد كان وزير العدل بين 2018 و2020. وقد اتُهم بتلقي ما يعادل 17 مليون يورو كرشاوى. نفس العقوبة على وانغ لايك، الذي يرأس قسم الشؤون القانونية في مقاطعة جيانغسو والذي اتهم باختلاس ما يعادل 63 مليون يورو.
وتجري اتهامات أخرى لعزل قادة على المستوى الوطني أو المحلي والإقليمي. تم فتح تحقيق بشكل ملحوظ ضد وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات شياو ياكينغ حتى يوليو الماضي. وتم طرده من الحزب بشبهة الفساد.
مؤتمر الوحدة الصماء
في مجال آخر، تضاعف السلطات الصينية حاليًا جهودها لضمان الأمن الشامل حول المؤتمر العشرين -لن تكون المسألة مسألة مظاهرات أو أعمال أخرى تعتبر إجرامية. منذ يوليو الماضي، في المدن الرئيسية في الصين، صدرت أوامر للشرطة بالتحقيق في “المخاطر الأمنية المحتملة”، خاصة في وسائل النقل العام. تم القبض على أكثر من 70 ألف “مشتبه به جنائياً” دون إعطاء أدنى تفصيل عن التهم التي وجهت إليهم.
بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان في 2 سبتمبر عن حملة دامت ثلاثة أشهر ضد “الإشاعات والمعلومات الكاذبة على الإنترنت”. وقالت الإدارة المركزية للفضاء السيبراني الصيني إن تلك المتعلقة “بالاجتماعات السياسية الكبرى” يجب على وجه الخصوص القضاء عليها “بسرعة وبدقة».
وبغض النظر عن كل هذه الاحتياطات، من المحتمل جدًا أن تكون هناك معارضة لسلطة شي جين بينغ داخل الحزب الشيوعي الصيني. وأن هذه، حسب الموضوعات والفترات، تقوم على مجموعات معينة من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني ضد آخرين.
وفي مثل هذا البلد الشاسع، هناك بالتأكيد قادة مقاطعات لا تعجبهم سيطرة بكين أو كانوا مقرّبين جدًا من القادة الذين أبعدهم شي جين بينغ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النقد والاستياء موجودان بالضرورة في هيكل يضم 90 مليون عضو. وكل فنّ شي جين بينغ يتمثل في إدارة تنوع المعارضات، والتي، حسب المصطلحات الماركسية، ثمرة “التناقض”. في كل الحالات، من المحتمل جدًا أنه في المؤتمر القادم، سيتم القيام بكل شيء، سواء من قبل قيادة الحزب او المندوبين الحاضرين، حتى لا يسمح لأي اضطراب بالظهور، وعلى العكس من ذلك، تقديم إجماع شبه كامل.
-- تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون ونصف من كوادر الحزب الشيوعي الصيني قد تمت معاقبتهم بتهمة الفساد
-- مع اقتراب المؤتمر، أصبحت أولويات شي جين بينغ تركّز خاصة على الساحة الداخلية الصينية
-- اجتماعات القمة هذه للحزب الصيني الواحد، مستوحاة من عمل المؤسسات الشيوعية في الاتحاد السوفياتي
-- النقد والاستياء موجودان بالضرورة في هيكل يضم 90 مليون عضو
في السلطة طيلة ثلاثة وسبعين عامًا، يعقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمرًا في بكين كل خمس سنوات. وهكذا، يوم الأحد، 16 أكتوبر، سيتم افتتاح النسخة العشرين من هذا الاجتماع السياسي، المقرر أن يستمر عشرة أيام. لكن لن يتعلق الامر بمسألة مناقشة التوجهات السياسية والاقتصادية: فهذه الاتجاهات ثابتة اصلا.
لما يقرب من نصف عام، كان بعض القادة قادرين على التعبير، بحذر وأثناء مداولات سرية في الغالب، عن وجهات نظرهم حول أداء الحزب والإجراءات التي يمكن أن يتخذها.
ربما تم الاخذ في الاعتبار ببعض ملاحظاتهم، وفي كل الاحوال، تم تسهيل العملية هذا العام من خلال إمكانية الحوار عبر الإنترنت.
ومع ذلك، في الغالب، يتم تحديد جدول أعمال هذا المؤتمر -باسم المبدأ الماركسي للمركزية الديمقراطية -من قبل قيادة الحزب.
وهكذا تم تطوير الخط الذي ستتبعه الصين حتى المؤتمر القادم، المقرر عقده عام 2027، من قبل 22 عضوًا في المكتب السياسي، بمساعدة كبار المسؤولين.
كل ما يقترحونه يتم مراقبته عن كثب، والتحكيم بشأنه، والمبادرة به تأتي في بعض الأحيان من قبل الأمين العام شي جين بينغ وفرقه.
في عهد دنغ شياو بينغ، الرغبة في الانفتاح والتحديث
هناك ثلاث وعشرون مقاطعة ومنطقتان إداريتان خاصتان وأربع بلديات رئيسية في الصين. في كل من هذه الدوائر، يتم تعيين مندوبين لحضور المؤتمر. يجتمع اجمالي 2300 شخصية في بكين تحت قبة قصر الشعب غرب ميدان تيان آن مين. وسيكون دورهم الموافقة على القرارات التي تتخذ على رأس الحزب، من خلال حضور اجتماعات اللجان، حيث سيتم تفصيل ما تقرر. سيُدرج كل شيء في تقرير، كما تمليه التقاليد، والتصويت عليه بالإجماع تقريبًا في نهاية المؤتمر.
اجتماعات القمة هذه للحزب الصيني الواحد، مستوحاة مباشرة من عمل المؤسسات الشيوعية في الاتحاد السوفياتي. في عصر الماوية، من عام 1949 إلى عام 1976، تم استخدام المؤتمرات لتحديد قرارات الأغلبية وسط اضطراب سياسي مستمر. عام 1973، خلال الثورة الثقافية، استغلت عصابة الأربعة، بقيادة جيانغ تشينغ، زوجة ماو تسي تونغ، المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني لإضفاء الطابع الرسمي على الخط اليساري الذي كانت تنوي فرضه.
لكن عام 1976، بعد وفاة ماو، تمت الإطاحة بأعضاء عصابة الأربعة وسجنهم. ثم استولى دنغ شياو بينغ على السلطة وجسد الرغبة الصينية في الانفتاح والتحديث. سيتم تأكيد هذا الخط وتضخيمه بعد القمع الدموي لمظاهرات ميدان تيان آن مين عام 1989.
بالتوازي، عام 1992، من أجل الحد من مخاطر تطور سلطة الفرد في المستقبل، فرض دينغ شياو بينغ قاعدة على القادة الصينيين المستقبليين: لا يمكنهم البقاء في السلطة لأكثر من فترتين مدتهما خمس سنوات. سيشغل جيانغ تسه مين، وهو جينتاو منصب رئيس جمهورية الصين الشعبية طيلة عشر سنوات لكل منهما، من 1993 إلى 2003 للأول، ومن 2003 إلى 2013 للآخر.
شي جين بينغ “التمساح»
في نوفمبر 2012، تولى شي جين بينغ منصب زعيم الحزب. اكتشف العالم جسده الضخم الذي يتجنب أي إيماءة مفاجئة، ونظرته الحادة التي تأخذ وقتًا لتقييم محاوريه. في أبريل 2011، التقى نائب الرئيس شي جين بينغ مع جان بيير رافاران في بكين. بعد مغادرته المقابلة، أعلن هذا المراقب اليقظ للسياسة الصينية، ثم نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي: “لقد سبق ان رأيت تماسيح في السياسة... وهذا هو واحد منهم!»
لذلك بدا للكثيرين، أنّ شي جين بينغ سيجسد، لا سيما في الأمور الدبلوماسية، سياسة أكثر انفتاحًا من سلفه، هو جينتاو. أصبح عام 2007 أحد الأعضاء التسعة للجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني، وتم تعيينه كأمين عام مستقبلي، وكان نادرا ما يتحدث لوسائل الإعلام الصينية وحتى أمام الصحفيين الأجانب. ببساطة، بدا أنه يمثل تجديدا في الشخصيات السياسة. وساهمت زوجته بنغ ليوان، مطربة مشهورة في المنوعات الصينية، في هذه الصورة بينما كانت ابنته الوحيدة، شي مينجز، المولودة عام 1992، تدرس تاريخ الفن -تحت اسم مستعار -في جامعة هارفارد الأمريكية.
خلال فترة ولايته الأولى، من عام 2012 إلى عام 2017، مارس شي جين بينغ شكلاً من أشكال السلطة التي تجمع بين قدر من الحذر وشكل من أشكال تصلّب السلطة. بدأ بوضع بو شيلاي تحت الإقامة الجبرية. أدار هذا الوزير السابق مدينة-مقاطعة تشونغتشينغ التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة، وهي أكبر تجمع سكاني في الصين. كان بو شيلاي آنذاك شخصية قوية، قادرة على ممارسة تأثير قوي والتغلب على شي جين بينغ، غير ان اغتيال رجل أعمال بريطاني في تشونغتشينغ جعل من الممكن توريطه وإقصائه من المشهد السياسي الصيني.
تم تجديد ولايته عام 2018، أعلن شي جين بينغ، خلال لجنة مركزية للحزب الشيوعي ، أنه عام 2023، بعد أن يُمضي عشر سنوات على رأس البلاد، سيبقى لفترة رئاسية ثالثة على الأقل. تمت الموافقة على هذا القرار، الذي يتطلب تعديل دستور الحزب، في مارس 2018 من قبل المؤتمر الوطني لنواب الشعب، ويجب أن يصادق عليه المؤتمر العشرين.
ولئن ليس من المؤكد أن بقاءه في السلطة يروق للحزب بأكمله، فلا شيء يشير إلى تشكيل أدنى تحالف من المعارضين لـ شي جين بينغ. علاوة على ذلك، لا توجد عناصر في سجلّه وحصاده يمكن ان تدينه بشدة وتكون بمثابة حافز لمعارضة حازمة. ربما كان الأمر يختلف، على سبيل المثال، إذا نفذ شي جين بينغ تهديده بمهاجمة تايوان وفشل. لكن حتى الآن، يحرص اللاعب الصيني الأول على عدم الانخراط في عملية عسكرية يمكن أن تشبه ما جربته روسيا في أوكرانيا.
مطر إدانات
مع اقتراب المؤتمر، أصبحت أولويات شي جين بينغ تركّز خاصة على الساحة الداخلية الصينية. يجب على وجه الخصوص تقييم حملات مكافحة الفساد المتعددة التي تم إطلاقها منذ عام 2012. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون ونصف من كوادر الحزب الشيوعي الصيني قد تمت معاقبتهم لهذا السبب: رسميًا، إنها مسألة تتعلق بمعاقبة “النمور” و “الذباب”، الكبير والصغير الفاسد. ويمنح هذا شي جين بينغ ميزة الحفاظ على شعبيته عند مستوى جيد بين السكان الصينيين. وفي نفس الوقت، يعزز سلطته من خلال التأثير العشوائي على المسؤولين من جميع الأنواع، إداريين أو اقتصاديين، في جميع أنحاء البلاد.
لاي شياومين، هو واحد من أبرز حالات الإدانة بالفساد: رئيس هوارونغ، إحدى أكبر شركات إدارة الأصول العامة، متهم بتلقي ما يعادل 215 مليون يورو في شكل رشاوي، تم إعدامه في يناير 2021، بعد محاكمته.
في الآونة الأخيرة، أثناء التحضير للمؤتمر العشرين، ازداد القمع بشكل كبير. تم إلقاء القبض على شخصيات قوية ومحاكمتها وصدور أحكام بحقها. في الشهرين الماضيين، اتُهم نائب وزير الأمن العام السابق، سون ليجون، بـ “عدم التحلي بالمثل الأعلى مطلقًا” و”استغلال منصبه للتقدم في وظائفه ومساعدة مجرمين على الإفلات من العقاب”. وحُكم عليه بالإعدام لتلقيه عمولات تعادل 93 مليون يورو. ومع ذلك، حُكم عليه بالسجن عامين مع تأجيل التنفيذ قبل أن يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة. كما حُكم على ثلاثة من كبار مسؤولي الشرطة في مقاطعات صينية بأحكام سجن شديدة بتهمة “الفساد” والانتماء إلى “عصابة” سون ليجون.
حكم الإعدام مع عامين تأجيل التنفيذ صدر أيضا على فو زينهوا. هذا اللاعب المهم في مكافحة الفساد كان وزير العدل بين 2018 و2020. وقد اتُهم بتلقي ما يعادل 17 مليون يورو كرشاوى. نفس العقوبة على وانغ لايك، الذي يرأس قسم الشؤون القانونية في مقاطعة جيانغسو والذي اتهم باختلاس ما يعادل 63 مليون يورو.
وتجري اتهامات أخرى لعزل قادة على المستوى الوطني أو المحلي والإقليمي. تم فتح تحقيق بشكل ملحوظ ضد وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات شياو ياكينغ حتى يوليو الماضي. وتم طرده من الحزب بشبهة الفساد.
مؤتمر الوحدة الصماء
في مجال آخر، تضاعف السلطات الصينية حاليًا جهودها لضمان الأمن الشامل حول المؤتمر العشرين -لن تكون المسألة مسألة مظاهرات أو أعمال أخرى تعتبر إجرامية. منذ يوليو الماضي، في المدن الرئيسية في الصين، صدرت أوامر للشرطة بالتحقيق في “المخاطر الأمنية المحتملة”، خاصة في وسائل النقل العام. تم القبض على أكثر من 70 ألف “مشتبه به جنائياً” دون إعطاء أدنى تفصيل عن التهم التي وجهت إليهم.
بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان في 2 سبتمبر عن حملة دامت ثلاثة أشهر ضد “الإشاعات والمعلومات الكاذبة على الإنترنت”. وقالت الإدارة المركزية للفضاء السيبراني الصيني إن تلك المتعلقة “بالاجتماعات السياسية الكبرى” يجب على وجه الخصوص القضاء عليها “بسرعة وبدقة».
وبغض النظر عن كل هذه الاحتياطات، من المحتمل جدًا أن تكون هناك معارضة لسلطة شي جين بينغ داخل الحزب الشيوعي الصيني. وأن هذه، حسب الموضوعات والفترات، تقوم على مجموعات معينة من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني ضد آخرين.
وفي مثل هذا البلد الشاسع، هناك بالتأكيد قادة مقاطعات لا تعجبهم سيطرة بكين أو كانوا مقرّبين جدًا من القادة الذين أبعدهم شي جين بينغ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النقد والاستياء موجودان بالضرورة في هيكل يضم 90 مليون عضو. وكل فنّ شي جين بينغ يتمثل في إدارة تنوع المعارضات، والتي، حسب المصطلحات الماركسية، ثمرة “التناقض”. في كل الحالات، من المحتمل جدًا أنه في المؤتمر القادم، سيتم القيام بكل شيء، سواء من قبل قيادة الحزب او المندوبين الحاضرين، حتى لا يسمح لأي اضطراب بالظهور، وعلى العكس من ذلك، تقديم إجماع شبه كامل.