صحف عربية: «الوطن الأزرق» استراتيجية أردوغان للنهب والتوسع

صحف عربية: «الوطن الأزرق» استراتيجية أردوغان للنهب والتوسع


تعيش المنطقة حالة غير مسبوقة من الفوضى بسبب التدخلات العسكرية التركية في ليبيا، والتي يمهد من خلالها أردوغان لتحقيق استراتيجية “الوطن الأزرق” لنهب ثروات البحر المتوسط.
وفي صحف عربية صادرة أمس الخميس، هدد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح بطلب تدخل عسكري مباشر من مصر في ليبيا، إذا تجاوزت قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا خط سرت-الجفرة.

عدوانية تركية
يكشف التوتر بين اليونان وتركيا التي قررت إرسال سفن للتنقيب في المياه القبرصية، وتوقيع اتفاقية الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس، إصرار أنقرة على الهيمنة في بحر الأبيض المتوسط، وعلى استعداء دول المنطقة جميعاً.
واعتبر الأستاذ في الكلية البحرية العسكرية في كاليفورنيا ريان غينغراس، أن الاتفاقية على الحدود البحرية بين أنقرة وطرابلس، تعدّ الخطوة التركية الأكثر عدوانية، من أي خطوة أخرى أقدمت عليها تركيا رأيناها في السنوات الماضية، وفقاً لما ذكرته صحيفة “العرب” اللندنية عن موقع “أحوال” التركي.
وأشار غينغراس، إلى أن العلاقات اليونانية التركية لم تكن بهذا التوتر منذ أواخر التسعينات، عندما كانت الدولتان على حافة الحرب بسبب جزر بحر إيجة المتنازع عليها.
وتساءل الخبير عما يمكن لليونان أن تفعله للتصدي للانتهاكات التركية، إذ تبدو أنقرة واثقة أن سياستها العدوانية لن تُجبرها على دفع أي ثمن مباشر لذلك.
ويرى غينغراس أن عدوانية تركيا في شرق البحر المتوسط ترجمة لسياستها الخارجية ضمن استراتيجية “الوطن الأزرق”، القائمة على الهيمنة التركية على بحر إيجة، وشرق البحر المتوسط، والبحر الأسود.

طلب التدخل المصري
قال رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح في تصريحات بثتها وكالة أنباء “الشرق الأوسط” ، إن البرلمان المعترف به دولياً سيطلب تدخل مصر عسكرياً، إذا تجاوزت حكومة الوفاق، المدعومة من تركيا، خط سرت - الجفرة، الذي اعتبره الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خطاً أحمر مصرياً.
وأكد صالح، أنه “في حال اختراق سرت سيكون التدخل المصري في ليبيا شرعياً، وبناءً على تفويض من الشعب الليبي، لأن مصر تحمي الأمن القومي الليبي، وفي ذات الوقت تحمي أمنها القومي، من خلال تأمين حدودها الغربية ومنع تقدم الميليشيات لتسيطر على مناطق تمثل تهديدا لأمن مصر».
وعن الانسحاب التكتيكي للجيش الوطني الليبي من مناطق سيطرته في العاصمة طرابلس، أشار صالح إلى أنه كان صحيحاً بعد نقل تركيا أكثر من 15 ألفا من المرتزقة إلى العاصمة، وهو ما كان سيدعو الجيش الوطني لاستخدام قوة أكبر قد تضر بالمواطنين الأبرياء، فجاء تحرك الجيش استجابة للمطالب الدولية بوقف إطلاق النار، واتساقاً مع مبادرات المجتمع الدولي، والتي تبلورت في مبادرة إعلان القاهرة المعلنة في 6 يونيو، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وشدد على أن الركن الأساسي في المبادرة هو وقف إطلاق النار، وهو مطلب دولي ومصري، يعقبه الذهاب إلى طاولة المفاوضات، وهو الحل الذي ترفضه القوى الاستعمارية وبعض الليبيين من أصحاب المصالح.

مراهقة تركية
وفي صحيفة “الوطن” البحرينية، قال فريد أحمد حسن، إن “الحقيقة التي ينبغي أن يدركها العالم كله فيما يخص الوضع في ليبيا اليوم هي أنه لولا أن مصر توصلت إلى أنه حان الوقت ليكون لها موقف قوي وصارم، وحان وقت العمل لوضع حد لسلوك المراهقة الذي تمارسه تركيا، وقطر في ليبيا وحان وقت الحزم لما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ما أعلن عنه أخيراً ولما قال بأن تدخل مصر عسكرياً في ليبيا، إذا حصل، يعتبر شرعياً. فعندما تصل الأمور إلى مثل ما وصلت إليه في ليبيا، أو في أي بلد عربي لا يمكن لمصر أن تكتفي بالنصح والتقريب بين وجهات النظر».
ويضيف الكاتب، أن “مصر وصلت إلى قناعة بأنه صار لا مفر من اتخاذ الموقف الذي أعلنه الرئيس السيسي ولفت به العالم إلى قوة مصر وقوة قولها، وهذا يعني أنها وصلت مرحلة التذكير بالمثل العربي الشهير “اتقِ الحليم إذا غضب”، فما جرى في ليبيا في السنوات الأخيرة تعاملت معه مصر بحكمة وروية وحرصت على ألا تغضب رغم توفر الكثير من الأسباب التي تجعلها تغضب».
ويتابع قائلاً، إن رسالة السيسي إلى تركيا وقطر، وكل الدول التي استسهلت التدخل في الشأن الليبي ولا تزال تعبث بحياة الناس هناك، هي أن مصر بدأت تغضب، وأن مصر إن غضبت فعليكم أن تتقوها.

من ليبيا إلى اليمن
وفي صحيفة “أخبار الخليج” تعرض عبد المنعم إبراهيم، إلى توسيع الحوثيين دائرة ونسق الاستهداف للسعودية ولقوات التحالف العربي هناك، في إطار استراتيجية إيرانية تركية، ما يكشف حرص تركيا على توسيع دائرة، تدخلاتها في المنطقة العربية.
وأوضح الكاتب أنه إذا كان الحوثيون يحظون “بدعم عسكري ومالي من إيران في السابق، فإنهم الآن يتطلعون إلى الحصول على نفس المساعدات والتسليح والدعم من تركيا أيضاً، وخصوصاً بعد المعلومات التي ذكرت أن هناك تنسيقاً إيرانياً تركياً مشتركاً لتبادل المصالح والقواعد العسكرية في كل من ليبيا واليمن.. وهذا يعني أنه إذا كان الحوثيون يرفضون السلام في السابق مرة، فإنهم الآن يرفضونه ألف مرة بقرار إيراني-تركي».