رئيس الدولة يوجه بزيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي
صحف عربية: الانتخابات الفلسطينية إلى المجهول
بدد قرار تأجيل الانتخابات طموح الشعب الفلسطيني في إحداث تغيير جذري في النظام السياسي للبلاد، وأصبح الموقف ضبابياً الآن دون وجود أية رؤية واضحة تشير إلى عقدها قريباً.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس السبت، فإن قرار تأجيل الانتخابات، أعاد الفلسطينيين إلى المربع الأول مجدداً من خلال استئناف لقاءات الحوار الوطني وإنهاء الملفات العالقة بعد أن كانت الانتخابات الطريق لحلها.
إجهاض الاستحقاق الانتخابي
وقالت صحيفة البيان الإماراتية إن الطموحات بوضع الحكومة الفلسطينية تحت رقابة ومساءلة برلمان شرعي ومنتخب تلاشت، وإن إجهاض هذا الاستحقاق الذي طال انتظاره، أعاد الفلسطينيين إلى المربع الأول. مضيفة "تأجلت الانتخابات بالفعل، إلّا أنّ السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل سيتوقف المسار السياسي في فلسطين؟".
وأضافت الصحيفة أن الإجابة على لسان مراقبين بأنّ المسار السياسي لن يتوقّف قطعاً لأن الحياة السياسية ترفض الفراغ، متوقعين في المرحلة المقبلة، وبعد أن تهدأ موجة الاحتجاجات الرافضة لقرار التأجيل، لا سيّما من قبل القوائم الـ35 الأخرى، باستثناء القائمة الرئيسية لحركة فتح، أن تستأنف لقاءات الحوار الوطني، لتشكيل حكومة وفاق وطني، تشارك بها غالبية القوى والفصائل الفلسطينية، ويكون هدفها الأساس العمل على إنهاء مجمل الملفات العالقة، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية.
ويترقب الشارع الفلسطيني، تطورات وتداعيات قرار تأجيل الانتخابات، بخيبة أمل كبيرة، لا سيّما وأن الأراضي الفلسطينية بدون مجلس تشريعي منذ أكثر من 15 عاماً، الأمر الذي تسبّب في تراكم العديد من الملفات التي يتطلع الفلسطينيون للتخلص منها وعلى رأسها الفساد والمحسوبية والامتيازات في التوظيف التي استشرت في ظل غياب برلمان فلسطيني يراقب ويسائل الحكومة، ولا يستطيع تغييرها.
رسالة من إسرائيل
ومن جانبه قال الكاتب غسان زقطان في صحيفة النهار اللبنانية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تُرك وحيداً، ولا أحد يرغب في تحمل مسؤولية تأجيل الانتخابات، الانتخابات التي بدت كتتويج لأفكار الرئيس نفسه.
وأوضح الكاتب أن قرار عدم الذهاب الى الانتخابات تحت حجة رسالة "وصلت من اسرائيل"، تتذرع بعدم وجود حكومة لتقرر الموقف الاحتلالي من الانتخابات في القدس، وترك الأمر رهينة "الرسالة الثانية" المنتظرة، أو تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة، هو قفزة واسعة في العتمة، قفزة قد تمنح المحيطين بالرئيس وهم الخلاص إلى حين، قصير غالباً، ولكنها ستدفع فلسطين إلى فوضى الاحتجاج وستبدد ما تبقى من الثقة، وهي قليلة ومهتزة، في كل ما يصدر عن القيادة الفلسطينية والفصائل والحوار الوطني، و"حكومة الوحدة الوطنية" المقترحة كبديل توافقي بين الفصائل يعفيها من الانتخابات، سابقا ولاحقا، والأخطر أنها ستغذي انقسامات جديدة وصراعات ناشئة، وستمنح حماس شرعية حكم غزة وإغراقها في عزلة مضاعفة، وستمنح الأمناء العامين مزيداً من الأوكسجين والكراسي المتحركة.
سياسة الزومبي
واعتبر الكاتب أمير طاهري في صحيفة الشرق الأوسط أن الانتخابات الفلسطينية كانت محاولة لتحقيق 3 تغييرات في مسارهم السياسي؛ تنظيم تغيير الأجيال في المستويات العليا لصنع القرار السياسي، وصياغة الحد الأدنى من التفاهم بين الجماعات السياسية المتنافسة منذ فترة طويلة حول القواعد الأساسية للعبة، والأهم من ذلك تحويل إصداراتهم المختلفة من "القضية" إلى مشروع بناء دولة متجذرة على أرض الواقع.
وقال طاهري "بالحكم على المسار الذي سلكته الحملة الانتخابية الباهتة، والهيمنة المستمرة على مشهد اليوم من قبل رجال الأمس، لا يبدو أن أياً من هذه الآمال الثلاثة على وشك التحقيق. ففي شكلها الحالي، لا تزال السياسة الفلسطينية ضامرة ومتقوقعة في قضية تبدو خاسرة، تسير على منوال "الزومبي" لتقطع الطريق إلى "طاقات الإيجابية".
وأضاف "إن استخدام أي خطوة مؤهلة للسلام قد يجعل تحقيق السلام مستحيلاً، لأنه بطريقة ما فإن السلام دائماً ما يكون غير عادل لطرف من الأطراف".
خيبة أمل
وذكرت صحيفة العرب اللندنية أن بعض الأوساط السياسية ترى أن الموقف الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي يشي بغضب قد يؤثر على طبيعة العلاقة بين الاتحاد والسلطة الفلسطينية، ولا تستبعد هذه الأوساط أن يرفع الأوروبيون يدهم عن دعم الأخيرة، الأمر الذي سينعكس سلبا على القضية الفلسطينية ككل.
وقال المحلل بقطاع غزة طلال عوكل للصحيفة إن التأجيل سبب خيبة أمل كبيرة لدى الفلسطينيين الذين كان يأمل معظمهم بأن يكون الوقت حان لإحداث التغيير. ويتولى عباس السلطة منذ 2005 ويحكم بمرسوم منذ أكثر من عقد.
وتوقع المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن يزيد القرار من حدة الانقسام الفلسطيني، وقال "الشعب الفلسطيني ذاهب في القريب نحو مزيد من الانقسام بعد قرار تأجيل الانتخابات، إلا إذا توفرت إرادة سياسية مختلفة".
واعتبر الكاتب شرحبيل الغريب أن "القرار سيزيد المشهد الفلسطيني الداخلي تعقيداً، وسيدخل الشعب الفلسطيني في شرخ سياسي جديد وربما سيدخل الشعب الفلسطيني في نفق مظلم بعد أن كان يُعتقد أن هذه الانتخابات ستشكل له بارقة أمل كبيرة، من أجل إصلاح النظام السياسي ومعالجة إفرازات الانقسام".
وازداد الموقف تعقيداً بالنسبة إلى عباس مع تفجر خلافات في داخل فتح، وبروز نوازع لقيادات في الحركة ترغب بتغيير جوهري، فكان قرار القيادي ناصر القدوة تشكيل قائمة مستقلة عن فتح ما نتج عنه فصله من الحركة، وشكل قرار القيادي الأسير مروان البرغوثي بالتحاق تياره بقائمة القدوة، على أن يدعمه الأخير في الرئاسية النقطة التي حسمت قرار عباس بضرورة التأجيل الذي يشكل بالنسبة إليه أهون الشرين.