تعيش تونس على وقع احتجاجات يومية، على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ظل استمرار فساد الطبقة الحاكمة بقيادة حركة النهضة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الثلاثاء، يستمر لبنان هو الآخر في مكافحة أوضاع معيشية متردية في ظل جائحة كورونا، ما أجج الاحتجاجات والتظاهرات رفضاً لقرار تمديد الإقفال العام، ما حول الساحات العامة لما يشبه “ساحة حرب».  

العودة بالثورة
في صحيفة العرب اللندنية، تساءل فاروق يوسف “مَن يحكم تونس؟ ليس الآن فحسب وإنما عبر السنوات العشر الماضية، سنوات الثورة المغدورة».
وأضاف “حاولت حركة النهضة أن تقيم نظاما بديلا، غير أن ذلك النظام الذي يجسد رؤيتها الدينية لا يمكن أن تقوم له قائمة في تونس بمجتمعها المدني وقوانينها التي تحترم حقوق الإنسان».
وفي ظل استمرار الاحتجاجات، مقابل مواصلة الطبقة السياسية الحاكمة اعتماد ذات النموذج الذي تقوده حركة النهضة منذ رحيل الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011، فإن “من غير المعقول أن تقوم أحزاب طارئة بإحداث تغيير ثوري في عمل الحكومة. لقد وصلت هذه الأحزاب إلى السلطة لأنها تمكنت من اللعب بالديمقراطية إما عن طريق المال أو الغواية الدينية»
ويضيف يوسف “كلما خرج التونسيون في تظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، رفعوا شعار العودة بالثورة إلى مسارها، ذلك المسار الذي انحرفت عنه”. وعليه “فإن المشكلة الأساسية في تونس تكمن في أن الحياة السياسية لا صلة لها بالواقع، وإذا عدت إلى السؤال مَن يحكم تونس؟ يمكنني القول إنهم الغرباء عن الثورة. أولئك الانتهازيون الذين وجدوا في الفراغ السياسي بعد الثورة مناسبة لقطف ثمارها.لقد سُرقت الثورة. ذلك ما يجب أن يقوله التونسيون».

تصعيد للخلاف
ومن جهتها، لفتت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن الرئيس التونسي يرفض تعديلاً وزارياً، في تصعيد للخلاف مع رئيس الوزراء هشام المشيشي المدعوم من حركة النهضة، التي أصرت على تعزيز قبضتها على المناصب الحكومية.
وقال الرئيس قيس سعيد إن “التعديل الوزاري سيكون غير دستوري من الناحية الإجرائية”، مُديناً غياب النساء عن قائمة المرشحين، الذين تدعمهم  “أحزاب حركة النهضة ،وقلب تونس، وكتلة الإصلاح الديمقراطي، وتمثل هذه الأحزاب مائة نائب في البرلمان” هي مرتبطة بقرار النهضة أولاً وأخيراً.
وقال النائب عن الكتلة زهير المغزاوي “نحن نعترض على المسار الحكومي برمته، وهذه الحكومة لا تملك المشروعية وليس لها برنامج”، مضيفاً “ما يحصل هو أن رئيس الحكومة يريد الحفاظ على منصبه في مقابل الابتزاز الذي تمارسه الأحزاب الداعمة، كنا نفضل لو حدث تقييم لأداء الحكومة في جلسة أمام البرلمان قبل إعلان التعديل».

وصاية دولية على لبنان
وفي سياق مشابه رغم الاختلاف، قال بسام ضو في صحيفة الجمهورية اللبنانية، إن لبنان تحول بإرادة زعمائه إلى دولة فاشلة، معتبراً أنه “سيستحيل على الدولة اللبنانية الفاشلة في المبدأ، من خلال ما لَحظناه من شواهد وما لمسناه من وثائق وسَرد مُمِلّ لمسلكيتها ولممارساتها، أن تخرج من الإطار التي انخرطت فيه بملء إرادة مسؤوليها من جماعة السلطة وأرباب المال والمصالح وزعامات الأحزاب والطوائف». وأوضح ضو أن لبنان دولة حتماً، بسبب إخفاقها في أدوارها السيادية، وفي مسؤولياتها الأمنية والاقتصادية، والأمنية، والصحية، داعياً إلى تدخل دولي “ما يجعل إمكانية وضع لبنان تحت وصاية المجتمع الدولي لمرحلة انتقالية نتيجة حتمية، وذلك استناداً إلى توفر معايير معتمدة كثيراً لتصنيف كهذا. إننا أصبحنا في دولة فاشلة تهدّد السلم والأمن الدوليين، وحالياً نحن تحت سيطرة قوى خارجية تستأثِر بالقرار الوطني، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذ لبنان ومؤسساته الشرعية وشعبه من الانزلاق أكثر فأكثر».

طرابلس تموت
من جهتها نقلت صحيفة نداء الوطن اللبنانية، الوضع الكارثي، للبنانيي طرابلس في شمال البلاد، في ظل الإغلاق العام، متهمة السلطات بتجويع سكان طرابلس الفقيرة. وقال أحد ثوار ساحة النور: “نزلنا إلى الساحة  دون كمامات، ليس لأننا ضد الوقاية أو السلامة العامة لكن الطريقة التي يتعاطون بها مع موضوع كورونا، رهنت كل شيء في هذا البلد لهذا المرض وكأن ليس هناك أي أمراض أخرى”، مضيفاً “ما يحصل حرام وكارثي ولن نقبل به بعد الآن تحت أي ذريعة». وشددت الصحيفة على أن “الملاحظ في الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها طرابلس أنها صورة حقيقية عن وجع مدينة بأكملها، حاصرها الجوع والحرمان وتآكلها التهميش والنسيان.
 هذه المدينة التي لم تحترم لها السلطة في لبنان خصوصيتها في يوم من الأيام ولا في هذه الظروف كأفقر مدينة على ساحل المتوسط، ولكن تعاملت معها بفظاظة تامة، وأن ما عليها وعلى أهلها إلا أن ينفذوا القرارات مهما كانت تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية على أبناء المدينة. ففي طرابلس التي يكتسحها الفقر وتتفشى البطالة بين شبابها، ثمة آلاف العائلات تعتاش على الـ 20 ألف ليرة وأقل، فإذا حُرمت من مصدر دخلها تصبح معرضة للموت والانهيار»