صحف عربية: سياسة بايدن تجاه إيران.. تكرار الفشل
تواصل إيران سياسة المراوغة وكسب الوقت للتقدم أكثر في برنامجها النووي الإيراني العسكري، في ظل لهجة أقل صرامة وحدة تتخذها الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، مقارنة مع السياسة التي كانت تتبناها إدارة سلفه دونالد ترامب.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الأحد، فإن إدارة بايدن قررت انتهاج سياسة ثبت فشلها سابقاً وهي سياسة احتواء إيران، لتعيد إنتاج ذات النتائج التي أفرزتها سابقاً والتي تدفع عدد من الدول العربية ثمنها، من خلال الاعتداءات الإيرانية وميليشياتها عليها.
رغبة متبادلة بالمفاوضات
وقال الكاتب إبراهيم الزبيدي في مقال له بصحيفة “العرب” إن “تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن عدم وجود نية لديهم لرفع العقوبات قبل عودة إيران إلى التفاوض هي محاولات لتلقين الإيرانيين بأن رفع العقوبات وإطلاق الأموال الإيرانية المجمدة أمرٌ في حكم المؤكد، ولكن فقط حين يعودون إلى طاولة المفاوضات حول الملف النووي».
وأضاف أن “إيران أكثر من إدارة بايدن شوقاً واستعجالاً للمفاوضات، خصوصاً بعد أن بلغت مرحلة الاختناق المالي والاقتصادي والاجتماعي حداً جعل رئيس الجمهورية السابق أحمدي نجاد يقول إن غالبية الإيرانيين عاجزون عن شراء أرجل الدجاج لأكلها، ونحن ما زلنا نبشر بتصدير الثورة إلى دول الجوار».
وأوضح أن كل واحد منهما ينتظر الخطوة الأولى من الآخر، فالنظـام الإيراني يعلــــم بأن قبولــــــه بالمفاوضـــات ســــيكلفه أثماناً باهظة أمنية وعسكرية وســياسية وشعبية وطائفيـــة وقوميــــة، وعليه فهو يخشى من أن يُقــدم رِجله أولاً ثـــم تتأخـر الولايات المتحدة في رفــــع العقوبـــات فتكـون الكارثة.
تساهل أمريكي
وفي مشهد يدل على تسرع الرئيس الأمريكي تجاه ميليشيات إيران، قال الكاتب في صحيفة “عكاظ” عبده خال، “أجد في تساهل بايدن مع الحوثيين، ورفع الغطاء عنهم كونهم جماعة إرهابية كان تسرعاً من رئيس أراد تأكيد وعوده الانتخابية، تلك الوعود التي بدأت بالتهريج من خلال تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مقتل جمال خاشقجي».
وأضاف “مع انفلات جماعة الحوثي واستهداف الآمنين المدنيين بالصواريخ والطائرات المسيرة، تنبُــــه الإدارة الأمريكية لخطــــــورة رفـــــع الغطاء عن جماعة إرهابية، فسارعت الخارجية الأمريكية تطالب الحوثيين بوقــــف هجماتهم على السعودية».
وتابع “السعودية لا تكفيها تلك المسارعة ما لم تستوعب أمريكا المخاطر الفعلية على مصادر الطاقة عالمياً، والاعتداء على المدنيين وكذلك مصادر الطاقة يعد عملا تخريبيا وإرهابيا ليست له علاقة بالحرب الدائرة».
تساؤلات مشروعة
وتساءل الكاتب في صحيفة “الشرق الأوسط” طارق الحميد، عما إذا كانت الإدارة الأمريكية ترى في المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قاتلاً، مشيراً إلى أن إيران تحتل أربع عواصم عربية، وداخليا تمنع أي حراك رافض للأوضاع المزرية التي يعيشها الإيرانيون. وقال “هل يُعقل ألا يُسأل الرئيس الأمريكي عما إذا كان المرشد الإيراني قاتلاً، كما سُئل الرئيس بايدن عن الرئيس بوتين». وأضاف “هذه ليست مناكفة إعلاميـــــــة، بل حقائـــــق، حيث تحتل، وتدمـــــر إيـــــران أربع عواصم عربية، ســـــواء كان هذا الاحتلال احتلالاً عسكرياً، أو احتـلالاً تخريبياً بســــطوة السلاح، كمـا أن طهران، وبأمر من المرشد الأعلـى، قتلـت المعارضين في مظاهـــــرات 2019». وتابع “من الصعب تصور نجاح أي أفعال في منطقتنا لا توازن بين الجرائم الإيرانية، وما تخشاه المنطقة».
رسالة إلى أمريكا
ووجه الكاتب عبدالله الجنيد في مقالة كتبها لصحيفة “الاتحاد”، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، أكد فيها أن إيران أكبر الممولين والداعمين للإرهاب، وذات سياسات مزعزعة للاستقرار الدولي والإقليمي.
وتساءل حول الوقت الذي ستحتاجه الولايات المتحدة لمراجعة المفاهيم الحاكمة لاستراتيجية احتواء إيران، والتي تقوم عليها كافة سياسات الولايات المتحدة في هذا الملف رغم فشلها المتكرر منذ 2003.
وأضاف “كلنا يطمح أن تقتنع طهران بضرورة تخليها عن عسكرة برنامجها النووي، وانتهاج سياسات تقوم على مبادئ حسن الجوار، والانخراط في تكافل إقليمي يستشرف المستقبل بدل إصرارها العبثي على استحقاقات المظلومية التاريخية للشيعة».
وتابع “تقديم النماذج الممكن البناء عليها سيد بلينكن، هي ضالة الإدارات الأمريكية المتعاقبة في صناعة المقاربات الممكنة، إلا أن ذلك لا يعفي دول المنطقة من صناعة المقاربات الخاصة بها، والمواثيق الإبراهيمية تشهد على ذلك». وأشار إلى أنه ربما بات من الواجب تطوير تلك المقاربة لتصبح حجر الأساس في استراتيجية تجسر المسافات بين الشرق الأوسط وأوروبا، مضيفا “كلينا عانى الكثير من السياسات الأميركية منذ حربها على الإرهاب إلى السماح باستمرار زوارق الموت عبر المتوسط دون ممارسة أي ضغط حقيقي على بعض حلفائها لإيقافها رغم كلفتها الإنسانية والأخلاقية».