صحف عربية: في تونس سعيّد يفتح النار على النهضة.. وفرصة لإنقاذ لبنان

صحف عربية: في تونس سعيّد يفتح النار على النهضة.. وفرصة لإنقاذ لبنان

شن الرئيس التونسي قيس سعيد هجوماً قوياً على “أطراف سياسية” بعد حصول حكومة هشام المشيشي على ثقة، ويرى المراقبون أن هجوم سعيد موجه ضد حزب النهضة بالدرجة الأولى، ثم حزب قلب تونس اللذان مهدا الطريق أمام حكومة المشيشي سعياً لتوظيفها في خدمة أجنداتهما.
وفي صحف عربية صادرة أمس الخميس، تؤكد مصادر لبنانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية فوضت فرنسا لترتيب الفرصة الأخيرة لحل الأزمة اللبنانية، قبل الذهاب في حال الفشل، إلى خيارات أخرى لن تكون في مصلحة لبنان ولا القوى السياسية، المتهمة بإيصال لبنان إلى الانهيار.

خيانة النهضة
تعهد الرئيس التونسي قيس سعيد، في كلمة بعد أداء الحكومة لليمين أمامه، بالكشف عن “الخيانات وعن الاندساسات، وعن الغدر، وعن الوعود الكاذبة، وعن الارتهان في أحضان الصهيونية والاستعمار” مضيفاً “ احترمت الدستور الذي اقسمت على احترامــــــه واحترمــــت النظام، والمؤسسات بالرغم أن البعض لا يســـــتحق ذلك بل لا يستحق إلا الاحتقار والازدراء”، قائلاً :”
 يتحدثون عن الدستور ثم بعد ذلك يتحيلون على الدستور الذي وضعوه” في أقوى إشارة مباشرة وصريحة، إلى حركة النهضة التي هيمنت على المجلس التأسيسي، البرلمان الانتقالي الذي وضع الدستور التونسي الجديد.
وجاءت ردود فعل الرئيس التونسي العنيفة على حركة النهضة وحلفائها بعد المناورات التي شهدتها الساحة السياسية التونسية قبل جلسة التصويت على حكومة المشيشي، لتعكس خيبة أمله في الأحزاب التي التقى بها عشية عرض الحكومة على التصويت لنيل ثقة البرلمان، وبادر ممثلوها إلى إظهار الرئيس في موضع ضعف، وأنه طلب المساعدة على إسقاط حكومة المشيشي، والاحتفاظ بحكومة إلياس الفخفاخ، مقابل تعهده بعدم حل البرلمان والبحث عن صيغ دستورية ملائمة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “العرب” اللندنية.
وتتوقع أوساط سياسية تونسية أن يكون هذا الخطاب مقدمة لتصعيد جديد بين مؤسسة الرئاسة من جهة، ومؤسسة البرلمان من جهة ثانية مع سعي كل منهما لتوظيف الحكومة في خدمة أجنداتها، خاصة بعد تصريحات زعيم النهضة راشد الغنوشي الذي قال، إن “البرلمان مصدر السلطة، وقادر على منح الثقة قادر أيضاً على سحبها. وهذا المجلس سحب الثقة من أكثر من حكومة».
ضد الرئيس
في صحيفة “الشروق التونسية” قال البرلماني التونسي السابق الصجي بن فرج، إن “أحداث الأسبوع الماضي أسفرت عن واقع لا يمكن تجاهله، تحجيم دور الرئيس تمهيداً لعزله في قرطاج وتأمين نوع من الاستقرار السياسي الهش تقوده حركة النهضة وحلفاؤها وتضمنه قوى وطنية ودولية فاعلة».
ويؤكد بن فرج، أن “تحويل وجهة لحكومة يشكلها الرئيس إلى حكومة تستند إلى أحزاب المجلس لا يمكن فهمه إلا في سياق وطني وإقليمي ودولي أكبر بكثير من مجرد خلاف مفاجئ بين الرئيس ورئيس حكومته، وهو خلاف لا يمكن إنكاره وتم استغلاله بعناية، وأكاد أجزم أنه تم تصنيعه وتأجيجه والاشتغال عليه منذ تعيين المشيشي، من أجل ترتيب الأوضاع على غير ما أراده الرئيس، أي حكومة فوق الأحزاب بحيث تكون الأحزاب أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تمريرها مكرهة والصدام معها ومع الرئيس وإما إسقاطها مكرهة فيحُل الرئيس البرلمان».
ويضيف، الواضح أن “هذا السيناريو لم يكن ليحظى برضا قوى فاعلة داخل البلاد وخارجها لأنه قد يؤدي إلى صراعات حادة، غير مرغوب فيها الآن وستقود إلى الفوضى وعدم الاستقرار، أو لأن هذا السيناريو سيؤدي إلى فقدان هذه القوى لبعض من مواقعها ونفوذها ومصالحها
ومن الطبيعي أن تعمل هذه القوى بثبات على إفشال مخطط الرئيس».

تفويض أمريكي لفرنسا
على صعيد آخر وعن التطورات اللبنانية، قال طارق ترشيشي في صحيفة “الجمهورية” اللبنانية، إذا “صح أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، الذي بدأ زيارة للبنان أمس الأول وتستمر حتى السبت المقبل، لن يجتمع بأي سياسي لبناني رسمياً كان أم غير رسمي، فإن ذلك سيؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية فوضت إلى فرنسا خوض غمار الفرصة الأخيرة لحلّ الأزمة اللبنانية».
وأوضح ترشيشي، أنه “ليس المهم ما سيفعله شينكر في لبنان، وإنما المهم هو ما لن يفعله”، يقول المطلعون على الموقف الأمريكي، فهو لن يلتقي أي مسؤول رسمي، أو حتى أي سياسي لبناني في اعتقادهم، تاركاً للفرنسي أن يفعل ما بوسعه، انطلاقاً من تفويض أُعطي له، وترجمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته للبنان في 6 أغسطس (آب) الماضي ويوم أمس الأول الذي صادف الذكرى المئوية الأولى لقيام “دولة لبنان الكبير” عام 1920  تحت الانتداب الفرنسي.
ويضيف، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أكد الأربعاء قائلاً: “نعمل مع الفرنسيين ولدينا ‏الأهداف نفسها، والسفير ديفيد هيل كان في بيروت قبل أسابيع، والتقى العديد من الزعماء”، مشيراً ‏إلى أن “الأمور ليست على طبيعتها في لبنان، ولن تكون كما في السابق»‎. ومشدداً على ضرورة أن تكون هناك حكومة تقوم بإصلاحات معتبرة وتُحدث تغييرات كما ‏يطالب الشعب”، ومعتبراً أن “نزع سلاح حزب الله أكبر التحدّيات».
تنسيق مُسبق
وفي صحيفة الشرق اللبنانية، أكد عوني الكعكي، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان أعطت أملاً في تحسن الأمور، “وأنعشت اللبنانيين وأضفت عليهم نسمة تفاؤل لافتة فلربما يقوم لبنان من كبوته، ليعود كما كان أو أفضل مما كان، بفضل جهود فرنسا التي كان الجميع ينتظرها على أحر من الجمر».
ويضيف كعكي “أذكر بما قاله غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، تعليقاً على زيارة الرئيس الفرنسي، إن هذا الوطن للجميع، فإذا كان الموارنة قد ناضلوا، فهم لم يناضلوا يوماً من أجل الموارنة، بل ناضلوا من أجل لبنان كله، وهم لم يطالبوا يوماً بشيء لأنفسهم».
ويضيف عوني “في العودة الى زيارة الرئيس الفرنسي الذي زار لبنان مرتين في أقل من شهر، لا يمكن أن يكون هذا الاندفاع وهذا الاهتمام بعيداً عن الإدارة الأمريكية، خصوصاً أنّ علاقة الرئيس ماكرون بالرئيس ترامب أكثر من جيدة بل ممتازة، وأن مجيئه إلى لبنان ما كان ليكون بهذا الاندفاع، لولا اتفاقه مسبقاً مع الرئيس الأمريكي ترامب».