رئيس الدولة ورئيس وزراء باكستان يبحثان علاقات التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية
صحف عربية: لبنان يترقب تسونامي اقتصادياً
يعاني لبنان على مدى أكثر من عام أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة كورونا وانفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في الرابع من أغسطس (آب) الماضي، مما يضع هذا البلد أمام تسونامي اقتصادي محتمل قد يأكل الأخضر واليابس.
ووفقاً لصحف عربية صادرة يوم جمعة، إن التصعيد المتواصل بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بتقاذف الاتهامات، ربما سد كل منافذ الحلول التي يراد منها فتح ثغرة تفتح الباب أمام إخراج تشكيل الحكومة في الوقت الذي يواصل فيه عون ممارسة سياسة الانتحار السياسي وإغلاق كافة الأبواب لإيجاد حل.
إحراج الحريري
واعتبر مصدر سياسي لبناني أن تصريحات الحريري لا تغير شيئاً من الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد، رغم أنها بردت الأجواء المشحونة بعد خطاب الرئيس عون.
وتوقع المصدر لصحيفة “العرب” اللندنية ألا يفضي اجتماع يوم الإثنين المقبل بين عون والحريري إلى اتفاق على تشكيل الحكومة، بسبب الخلاف المستمر بين الكتل السياسية على توزيع الحقائب الوزارية.
وحاول عون إلقاء كرة الفشل في تشكيل الحكومة اللبنانية في ملعب رئيس الوزراء المكلّف. ولجأ عون، بناء على طلب الفريق الإعلامي التابع لصهره جبران باسيل الذي انتقل حديثا إلى قصر بعبدا، إلى إلقاء كلمة قصيرة بهدف إحراج الحريري.
فيما رأت مصادر سياسية لبنانية في خطوة رئيس الجمهورية مناورة تستهدف تحميل الحريري عبء الفشل في تشكيل الحكومة، وأشارت المصادر إلى أن عرقلة تشكيل الحكومة في الوقت الحاضر إلى مطالب جديدة طرحها جبران باسيل رئيس التيار الحر، عبر ميشال عون. وبموجب هذه المطالب يصرّ رئيس الجمهورية على تسمية الوزراء المسيحيين الخمسة في الحكومة ومن بينهم وزير الداخلية، وهو ما يرفضه سعد الحريري كلّياً. وأكد نائب كتلة تيار المستقبل النيابية محمد الحجار للصحيفة أن “النقاش في بعبدا بين عون والحريري لن يعود بنا إلى نقطة الصفر”، وقال “اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري غير وارد إطلاقاً». واعتبر الحجار أن “التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلف للرئيس عون هي ما يريده المجتمع الدولي وما يريده أكثرية اللبنانيين والعرب، حكومة اختصاصيين لا حزبيين من دون ثلث معطل لأي أحد، وسمعنا بيان وزارة الخارجية الروسية في آخر بيان لها، كل العالم يريد حكومة من دون ثلث معطل ورئيس الجمهورية يريد ثلثاً معطلاً».
سياسة الانتحار
ورأى مصدر نيابي بارز، أن عون أقدم على دعسة ناقصة ألحقت به الخسارة السياسية في الشكل والمضمون، وقال لـصحيفة “الشرق الأوسط” إن لبنان لا يُحكم بالتسلط ولا بالنبرات العالية، ولا بالتلويح بانقلاب ثانٍ على غرار انقلابه الأول عام 1989 أو برفض كل المبادرات رضوخاً لإصرار وريثه السياسي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على تسخير المقدّرات الرئاسية لتعويم طموحه الرئاسي الذي أخذ يتضاءل، إن لم يكن أصبح متعذّراً عليه بأن يكون في عداد المنافسين، هذا إذا استطعنا إنقاذ البلد لئلا نطيح بالجمهورية، ولن يكون من داعٍ لانتخاب من يخلف عون الذي لن يسأل نفسه عن أسباب إخفاقه في تحقيق ما تعهد به.
وتساءل المصدر “هل يكفي أن يرمي عون المسؤولية على الآخرين ويحمّلهم وزر تعطيل تشكيل الحكومة بدلاً من أن يوقف انقلابه على نفسه؟ لأنه لا يعقل لرئيس أن يمارس سياسة الانتحار الذي سينسحب حكماً على شل قدرة البلد على الخروج من أزماته بعد أن أقفل الباب في وجه المبادرة الفرنسية».
واعتبر المصر أن عون أخطأ في توقيته بفتح النار على الحريري الذي لا يزال يلتزم بخريطة الطريق الفرنسية، وقال إن تحديد المواصفات والمعايير لتشكيل الحكومة ليست حكراً على رئيس الجمهورية ما دام أن المسؤولية تقع على رئيس الحكومة الذي يخضع وحده لمساءلة البرلمان الذي سمّاه لتأليفها.
ولفت المصدر النيابي إلى التوقيت الذي اختاره عون ليقلب الطاولة ليس على الحريري فحسب، وإنما على البلد، ويبقى السؤال كيف سيتصرف نصر الله؟ وهل سيبادر للالتفاف على تصعيد حليفه عون لأن لا مصلحة له في توفير الغطاء السياسي الداعم له لئلا يفقد القدرة على التحرك في محاولة منه لإصلاح ذات البين، مع أن عون تعمّد حرق كل أوراقه مع الرئيس المكلف استجابة لـ”شهوات” فريقه السياسي الذي لا يريده رئيساً للحكومة.
معركة ذاتية
وقال الكاتب شارل جبور في صحيفة “الجمهورية” اللبنانية إن أولوية الرئيس ميشال عون الدائمة هي لمعاركه الذاتية بمعزل عن انعكاساتها الوطنية، ومن الخطأ التعامل مع هذا الفريق على قاعدة مثلاً، انّ الأزمة الحالية يجب ان تدفعه إلى تنازلات تجنّباً لارتداداتها عليه بالدرجة الأولى، وهو ما قد يقوم به أي فريق آخر، إلّا انّ “الذهنية العونية” ترى في التنازل خسارة مدويّة، حتى لو كانت هذه الخسارة أقل بكثير من انعكاسات عدم التراجع والتنازل، والأمثلة على هذا المستوى أكثر من أن تُعدّ وتُحصى.
وأضاف جبور “إذا كان الحريري قد تمسّك بشكل معيّن لحكومته، لكونه لا يريد أن يكرّر تجربة الرئيس حسان دياب، ويريد من الحكومة أن تشكّل رافعة له لا مقتلاً، ولا شك بأنّه سيحاول بعد التأليف ان يستثمر اشتباكه مع العهد أمريكياً وخليجياً، في محاولة لاستجلاب الدعم الذي لا مؤشرات إلى تدفقه إلى لبنان الذي عليه ان يواصل سياسة شدّ الأحزمة، وان يبقى واقفاً على رجليه تمريراً للمرحلة الانتقالية التي دخلتها المنطقة مع الإدارة الأمريكية السابقة.
وأشار الكاتب اللبناني إلى أنه لا شك أنّ كل الاحتمالات واردة، لاسيما انّ أولوية العهد ضمان مرحلة ما بعد انتهاء ولايته. ولكن لن يكون هناك في نهاية المطاف من مهرب ولا مفرّ من تأليف الحكومة، ولا مهرب ولا مفرّ من التعايش القسري بين عون والحريري، لأنّ عدم التأليف يعني الانفجار، والانفجار ممنوع ومرفوض من الداخل والخارج، ويحاول رئيس الجمهورية شراء الوقت لتمديد كأس التأليف المرّ، إلّا انّه سيضطر في نهاية المطاف إلى التوقيع على مراسيم الحكومة التي سيكون عنوانها الداخلي التعاون الصعب بين عون والحريري، وعنوانها الخارجي مواكبة الحكومة دولياً بالدعم المعنوي حفاظاً على الاستقرار ومنعاً للانفجار».
الصراع من أجل البقاء
وقالت الكاتبة ليلى بن هدنة في صحيفة “البيان” الإماراتية إن لبنان يصارع البقاء تحت وطأة كوارث الخلافات والانقسامات، وللأسف، الساسة في لبنان ماضون في إضعاف البلاد، وتجاهل المخاطر التي تحدق بوطنهم المتجه إلى مستنقع الجوع والوجع.
وأضافت بن هدنة “لا نستطيع أن نرى هدفاً آخر لهذا التعطيل الذي أدى إلى إفقار الشعب، وجعل البلد يصارع لحظات انهيار حقيقية، فالأزمة مركبة، وفيها أوجه اقتصادية ومالية، وأيضاً سياسية، وبلغت مستويات صار من الصعب احتواؤها، ما لم تسارع القيادات اللبنانية، إلى تجاوز العناد السياسي، والصراع على المكاسب، والدفع في اتجاه تعزيز المناخات الإيجابية للإنقاذ، التي تستوجب تضافر كل الجهود، لوقف الانهيار المالي والاقتصادي، وانتشال البلاد من الهاوية».