صحف عربية: مواجهة في أفق لبنان بين البطريرك وعون وصهره

صحف عربية: مواجهة في أفق لبنان بين البطريرك وعون وصهره


لا تزال دعوات تركيا المباشرة والضمنية للمصالحة مع مصر ودول الخليج، تثير اهتمام المحللين والمراقبين، الذي رأوا فيها مناورة جديدة لمحاولة كسر العزلة الخانقة التي تردت فيها تركيا، في حين رأى آخرون بداية صدام محتمل بين الكنيسة اللبنانية، والثنائي عون وصهر باسيل في لبنان، ما سيدفع بالأزمة في بيروت إلى مزيد من التصعيد.
ووفق صحف عربية أمس الاثنين، تسعى تركيا بقيادة أردوغان للتطبيع مع عدد من الدول العربية على رأسها مصر والسعودية.

التطبيع مع تركيا
في صحيفة الشرق الأوسط، قال مشاري الذايدي: “بعد جملة من الإشارات التركية للتقارب مع مصر، تواترت الخطوات لتحسين العلاقة بين القاهرة وأنقرة».
وتساءل الكاتب “ماذا جرى ليغير أردوغان من لغته العدوانية وسياساته الضارة ضد مصر، طيلة السنوات القليلة الماضية؟”، معتبراً أن وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، لخص في حديث مع الصحيفة، حقيقة الموقف التركي عندما قال إن “تركيا مع بوادر السياسات الأمريكية والأوروبية الجديدة، تريد قفل الجبهات مع الأخذ بالاعتبار احتمال عقد قمة أوروبية أمريكية، ستكون تركيا هدفاً لها، مع الموقف الأمريكي الصارم من صفقـــــة منظومـــــــة الصواريخ الروســـــــية الدفاعية التي أبرمتها تركيا، وطبعــــــاً التوتر الخطير في شرق المتوسط خاصة مع اليونان، ومحاولات أنقرة اللحاق بنادي الغاز في شرق المتوسط». وأضاف الكاتب “تركيا هي مركز العمليات التحريضية الإعلامية، والتنسيق الحركي، لجماعة الإخوان المسلمين، فهي بمثابة المركز العام لإخوان مصر، والخليج، وليبيا، وسوريا، والعراق، ومنها يبثّون برامجهم الخبيثة، خاصة ضد مصر، ومنها تنطلق عدة فضائيات إخوانية مصرية معادية».
وينهي الكاتب محذراً “هل يعقل تصور أن يتخلى أردوغان وحزبه وتحالفاته العالمية، فجأة، عن كل هذا الإرث وهذه الاستثمارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية والإعلامية، بسبب أنّهم اكتشفوا فجأة في تركيا، أهمية مصر، والإمارات، والسعودية، وغيرها؟!».

تصفير المشاكل
وفي صحيفة عكاظ، قال بدر بن سعود، إن المحاولات والرسائل التركية الصريحة والضمنية، تتزامن مع “اتفاق المملكة على إجراء مناورات عسكرية مع اليونان، وموقف إدارة بايدن من نظام أردوغان، علاوة على إجراء مصر لخمس مناورات عسكرية مشتركة بقواتها البحرية والبرية والجوية على الحدود مع ليبيا، وكشف جديتها في مواجهة من يتجرأ على خطوطها الحمراء في الأراضي الليبية، وأنها ستكبد الأتراك خسائر فادحة، ومصر قامت في 2019 بإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، والتجمع ضم في عضويته كل دول شرق المتوسط باستثناء تركيا وليبيا السراج، ومن المتوقع انضمام ليبيا إليه في ظل حكومتها الجديدة».
وأشار الكاتب إلى أن تركيا لم تتحرك نحو مصر ودول الخليج، إلا بعد تدهور الوضع الاقتصادي فيها بشكل خطير، وانهيار صادراتها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى دول المنطقة، بالتزامن مع تدهور الليرة التركية التي “فقدت 80 % من قيمتها خلال الجائحة”، وانضمام “30 % من قوة تركيا العاملة إلى صفوف البطالة، ومعها التراجع الكبير في شعبية أردوغان».
وشدد الكاتب على أن هذه المحاولة ستقابل بإصرار مصر على طرد الإخوان من تركيا “والتوقف عن تمكينهم من المنابر الإعلامية، وتسليم ما يقرب من 400 مطلوب للعدالة في الأراضي التركية، وتوقف تركيا عن مهاجمة دول المنطقة».

باسيل والبطريرك
وفي لبنان يواصل أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، التمسك بمواقفه السلبية، وفق صحيفة الجريدة الكويتية، بعد موقفه الهجومي الذي كشفه بمناسبة إحياء ذكرى 14 مارس(آذار)  في لبنان، وذلك بعد أن شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظة أمس  الأول الأحد، على أن الجيش هو جيش الديمقراطية، ولا يحق لأحد أن يحوله جيش التدابير القمعية”، رداً على مطالبة الرئيس ميشال عون للقوات المسلحة بقمح المحتجين.
ورأى مراقبون حسب الصحيفة أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حاول استغلال ذكرى 14 مارس (آذار) لعقد المؤتمر السياسي للتيار، في تحدٍ لإجماع المعارضين على تحميله مسؤوليته تدهور الوضعين السياسي والاقتصادين، بمن فيهم البطريرك الماروني، في خطوة أولى قبل المواجهة مع الكنيسة المارونية، وطيف واسع من اللبنانيين، خاصةً المسيحيين منهم.
واعتبر مراقبون أن كلمة باسيل تفرغ مبدأ الحياد، الذي يدعو إليه الراعي، من مضمونه، بالدعوة إلى تحييد سلاح حزب الله عن الدعوات الداخلية والخارجية للالتزام بمبدأ حياد لبنان، قائلين: إن “باسيل يعيد طرح مفهوم النأي بالنفس في مواجهة طرح الراعي بالحياد، متناسياً أن النأي بالنفس فشل بعد انخراط حزب الله الواسع في الحرب السورية وبقدر أقل في حرب اليمن».

الراعي ضد عون
ومن جهتها قالت صحيفة العرب اللندنية، إن البطريرك الماروني بشارة الراعي صعد المواجهة صراحة مع الرئيس ميشال عون، الذي الجيش للسيطرة على المتظاهرين وفتح الطرقات التي يسدونها.
وأوضح الراعي الذي كان دعا إلى حياد لبنان وإلى مؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة لمعالجة الأزمة اللبنانية، حسب الصحيفة “لسنا نفهم كيف أن السلطة تحول الدولة عدوة لشعبها، والجيشُ هو القوّةُ الشرعيّةُ الـمُنوطُ بها مسؤوليّةُ الدفاعِ عن لبنان، فلا يجوزُ تشريعُ أو تغطيةُ وجودِ أي سلاحٍ غير شرعي إلى جانب سلاحِه، والجيشُ هو جيشُ الوطنِ اللبنانيّ كلّه، ولا يحقّ أن يَجعلَه البعضُ جيشَ السلطة، والجيشُ هو جيشُ الديمقراطيةِ ولا يحق لأحد أن يحولَه جيشَ التدابيرِ القمعيّة».
ورأت أوساط سياسية لبنانية في موقف البطريرك دعماً واضحاً لقائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي  أكد رفض الجيش مواجهة المواطنين الذين يحتجّون على تدهور الظروف المعيشية، وارتفاع سعر الدولار إلى ما يزيد على 12 ألف ليرة لبنانية بعدما كان يوازي 1500 ليرة. ويأتي كلام رأس الكنيسة المارونية الموجه إلى الرئيس اللبناني، ليرفع منسوب التوتر داخل المكون المسيحي، الذي يدعي الثنائي عون وصهره جبران باسيل عنه، ما يعني أن البطريرط مستعد لسحب البساط من تحت قدميهما، وحرمانهما من شرعية التمثيل السياسي لمسيحيي لبنان. وعلى هذا الأساس، أسرع جبران باسيل إلى إخراج ورقة الفدرالية من جيبه، لاستغلاله في إثارة مشاعر الخوف، وإحياء التوزيع الطائفي، قائلاً إن “التيار يتخوف من اعتماد الفيدرالية، ليس لأنها لا يمكن أن تكون حلاّ للبلدان الشبيهة بلبنان، وهي كذلك، بل لأنّ نسيج شعبنا وتداخله الجغرافي قد يحوّلانها إلى فرز طائفي طوعي للسكان، وهذا ما قد يجعلها نوعا من التقسيم المقنع وهو مرفوض منا حتماً». ودفع الحديث عن الفدرالية، برلمانياً رفض كشف هويته حسب الصحيفة إلى اتهام باسيل بـ “إثارة مواضيع لا علاقة لها بالواقع ولا بالأزمة العميقة التي يعيشها لبنان، وذلك لإثبات أنه لا يزال موجوداً على الخارطة السياسية اللبنانية».