هناك تحد لإيصال اللقاحات بسبب سلاسل التوريد والاضطرابات والكوارث

طريق التعافي من كورونا طويل ... اللقاح ليس إلا الخطوة الأولى

طريق التعافي من كورونا طويل ... اللقاح ليس إلا الخطوة الأولى


لا يمكن خروج العالم من الإغلاق الذي سببه فيروس كورونا قبل تطوير لقاح، وخصوصاً أنه لم يسبق لأعداد كبيرة من البشر والاقتصادات أن كان مرهونة لهذه الدرجة بتدخل صحي وحيد.
ولكن فيما يتسابق العلماء لتطوير لقاحات محتملة، تقول نجوزي أكونجو لويلا، المبعوثة الخاصة لمنظمة الصحة العالمية للتعاون العالمي لمكافحة كوفيد-19، وزيرة المالية في نيجيريا سابقاً، إن على المجتمع الدولي أن يدرك أن الهدف المنشود لا يتمثل في إيجاد لقاح فعال، بل في القضاء على الوباء. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بعد توفير مليارات الجرعات بكلفة معقولة للجميع، وخاصة لأصحاب المداخيل الصغيرة.
وحسب ما عرضته لويلا، ضمن موقع “فورين أفيرز”، يتطلب مشروع بهذا المستوى منظوراً جديداً ينهي مفهوم اعتبار اللقاحات شيئاً يحقق منافع عالمية عامة.

 ولا يجب السماح لأجندات محلية، ولا لمكاسب مادية، بأن توجّه الجهود لنشر لقاح على أوسع نطاق في تاريخ البشرية.
 وعلى الحكومات وشركات الأدوية والمنظمات المتعددة الأطراف العمل معاً لتطوير وإنتاج وتوفير اللقاح. وسوف يشكل إنتاج وتوزيع مليارات الجرعات من اللقاح الجديد تحدياً، حتى في أفضل الأوقات. كما تتطلب تلك المهمة أثناء فترة الوباء بذل جهود دولية غير مسبوقة.

تفادي نقص
وعند الأخذ في الاعتبار ما شهده العالم مؤخراً من نقص في معدات الوقاية الشخصية ووسائل الاختبار، ترى كاتبة المقال أن هناك حاجة لبذل جهد دولي منسق لتجنب حدوث نقص مماثل في اللقاح، وتفادي حرمان أعداد كبيرة من الناس من اللقاح.
والمؤسف أنه كثيراً ما شكل التوزيع العادل للقاحات مشكلة في الماضي. وعلى سبيل المثال، أعاق ارتفاع الطلب على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري( HPV)، وصوله إلى مراهقات معرضات للفيروس في الدول النامية.

وترى الكاتبة أن والسيلة الفوحيدة لضمان العرض الكافي والتوزيع العادل للقاحي ات تكمن إزالة بعض الحواجز التي أوجدتها حقوق الملكية الفكرية وقوانين نقل التقنيات، فضلاً عن تشجيع المصنعين ومجموعات الأبحاث للعمل معاً لتحقيق الهدف المشترك.
وبهذه الطريقة يمكن عند ظهور أولى اللقاحات الآمنة والفعالة، أن يبدأ مصنعون بإنتاجها على الفور. وبالفعل، أظهرت بعض شركات الأدوية شيئاً من الاستعداد لهذا الأمر، كشركة معهد سيروم في الهند، التي أعلنت أنها لن تحتفظ بحقوق الملكية الفكرية على ترشيحها للقاح كوفيد-19، وشركتي GSK وسانوفي اللتين شكلتا شراكة غير مسبوقة لتوحيد مواردهما، فضلاً عن موافقة عدد من منتجي الأدوية لعدم تحقيق أرباح من لقاحات كوفيد-19. وهذا يؤذن بالخير بالنسبة لمبادرة الوصول إلى أدوات كوفيد-19 التي أطلقها زعماء دوليون ومنظمة الصحة العالمية لتسريع إنتاج لقاحات وعلاجات وتشخيصات جديدة لفيروس كوفيد-19، مع توزيعها بشكل عادل.

تحديات كبيرة
وترى كاتبة المقال أن ضمان تصنيع اللقاح حال تطويره يمثل أيضاً تحديات كبيرة. ويرجع ذلك لأن معظم لقاحات كوفيد – 19 الواعدة تقوم على تطويرها منظمات تفتقر لقدرات تصنيع واسعة النطاق. ونظراً لأن بعض تلك المنظمات ستفشل في اكتشاف لقاح قابل للتطبيق، يجب أن توضع آليات لتقليل مخاطر الاستثمار في قدرات التطوير والتصنيع. وسيعني ذلك أنه يمكن إنتاج أفضل اللقاحات المرشحة بسرعة على نطاق واسع، وإنتاجها لكل من يحتاج إليها بغض النظر عن مكان إقامتهم.
وهناك، حسب الكاتبة، تحدي إيصال اللقاحات، لأنه حتى في ظل ظروف طبيعية، قد تتعطل تلك العملية بسبب قضايا تتعلق بالنقل وسلاسل التوريد والأنظمة التنظيمية والاضطرابات المدنية والصراعات والكوارث الطبيعية. لكن في وسط أزمة عالمية، يرجح أن تكون العقبات اللوجيستية أكثر صعوبة، وخاصة لدى أفقر دول العالم.
ضغط شديد
وتشير كاتبة المقال إلى ضعف الأنظمة الصحية في تلك الدول حتى قبل جائحة كورونا؛ وهي اليوم تتعرض لضغط شديد – ليس بسبب الوباء فحسب. فقد رفع كوفيد- 19 خطر تفشي أمراض أخرى فتاكة، كالحصبة وشلل الأطفال والحمى الصفراء. ويعزى سبب ذلك إلى انه رغم توصيات منظمة الصحة العالمية باستمرار برامج التطعيم بقدر المستطاع خلال الوباء، فقد أوصت أيضاً بتعليق بعض الحملات في بعض المناطق من أجل تقليل خطر انتشار كوفيد- 19، وللحفاظ على الموارد الصحية العامة النادرة.

وترى الكاتبة أن ذلك أمر مقلق للغاية، لأن تعليق برامج تطعيم أخرى لا يؤدي فقط لوقوع عدد لا يحصى من الوفيات التي يمكن منعها؛ بل قد يعيق قدرة العالم على تقويض وباء كورونا. وسوف يؤدي تفشي أمراض أخرى، سواء خلال فترة الإغلاق أو بعده، لفرض مزيد من الضغوط على أنظمة صحية ضعيفة.
وتعتقد كاتبة المقال أنه لا يزال مستبعداً ترخيص لقاح فعال قبل 12 شهراً. ولكن رغم تعرض العولمة والتعددية لهجوم شديد، في السنوات الأخيرة، تقدم أزمة الوباء فرصة لدفع المجتمعات للتكيف والتطور من رأسمالية المساهمين إلى رأسمالية الأطراف المعنية لحشد جميع الطاقات حول هدف مشترك: عالم واحد محمي، لأن أحداً لن يكون بمأمن، ما لم يكن الجميع كذلك.   
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot