فى خطوة جديدة وجريئة كما يراها البعض فقد شارك الفنان ظافر العابدين في صناعة فيلم "غدوة" من كافة جوانبه كممثل ومؤلف ومخرج؛ بل وكمنتج أيضًا ، الأمر الذى أذهل الكثيرين لجمعه كل تلك المهام بعمل واحد ولكن بمصداقية شديدة جعلته يٌتوّج في عرضه العالمى الأول من خلال مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في دورته الـ43 بجائزة النقاد، في هذا الحوار مع العابدين كشف خلاله العديد من أسرار هذا العمل وكيفية تحضيره لهذه الشخصية الصعبة وتخليه عن وسامته من أجلها، وعن جديد أعماله المقبلة وتفاصيل آخرى كثيرة ..

• بداية .. حدثنا عن ردود أفعالك بعد تتويج فيلم "غدوة" بجائزة النقاد في مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟
- بالطبع، سعيد جدًا لأن عرض الفيلم للمرة الأولى عالميا كان من خلال مهرجان القاهرة وهو شرف كبير لي، لأني أعتبر مصر بلدي الثاني، وعندما قدمت الفيلم للمشاركة في المهرجان فوجئت باختياره في المسابقة الرسمية، وشعرت بسعادة كبيرة وحماس، وتكلل الأمر بحصول الفيلم على جائزة النقاد في مهرجان كبير بحجم القاهرة في أول تجربة إخراجية.

• وماذا عن تجربتك الاخراجية الأولى من خلال الفيلم؟
- فى الحقيقة لم تكن أولى تجاربي الاخراجية على الإطلاق فقد شاركت بعدة أعمال أعتبرها كانت بداية تمهيدية لهذه الخطوة، وكنت مساعد مخرج في تونس لمدة عام ونصف قبل خوضى تجربة التمثيل وكنت أنتظر الموضوع الذى أنطلق من خلاله، وعندما جاءت فكرة "غدوة" تحمست لها لأن القصة قريبة من قلبى جدًا، وكانت ردود الأفعال من الجمهور قوية وفاجأتنى.

• العديد رأى التشابه الكبير بينك وبين شخصية أحمد برحومة ابنك بالفيلم .. فكيف جاء اختياره بهذه الدقة؟
- تعرفت عليه من خلال الكاستينج، وشعرت تجاه بالانجذاب، وكان يهمنى أن يكون شخصيته قريبة لشخصية العمل، وأن يكون لديه احساس مرهف وألا يتوتر من ضغوطات المشاهد واعادتها حتى تسير الأحداث مثما رأيت خاصة علاقة الأب بابنه وما طرأت عليهم من ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية.

• وهل كنت تقصد مناقشة تلك القضايا التى رأها الكثيرين اسقاط على أوضاع سياسية واقتصادية؟
- لا لم أقصد ذلك، فالفيلم كان يتناول العلاقة الانسانية بين الأب وابنه، ولكن مع مرروهم بظروف اجتماعية واقتصادية وبالطبع كانت هناك أمور سياسية بعينها جعلت الوضع يصل إلى ما مروا به بالأحداث، ولكن بالنهاية كنت أتعامل مع انسانيات في المجتمع ولا يمكن أن تفصلين هذا عن ذاك فهى تركيبة كاملة لنقل مشاعرهم في ظل تلك الظروف القاسية دون الاسقاط على أية أراء سياسية.

• شاركت بالفيلم كممثل ومخرج ومؤلف ومنتج .. فكيف تمكنت من اتقان كل ذلك بنفس العمل؟
- أرى أن كلمة السر هى "المصداقية"، فاذا كنتى تملكين المصداقية والدقة في التنفيذ فسوف تستطيعين تنفيذ عشرات المهام في آنٍ واحد، وهذه القصة تحديدًا كانت هدف بالنسبة لى خاصة بعد معاناة شقيقى مع مرضه، وأيضًا العامل المهم للنجاح هو تقديم "توليفة" يحبها الجمهور من خلال طريقة التقديم والسرد والتمثيل والأداء لكافة المشاركين بالعمل، بحيث يعيش معك الجمهور الأحداث ويحلم ويحس معك بكافة اللحظات.

• وما سبب تسميتك للفيلم بهذا الاسم؟
- "غدوة" لأنه يصف الماضى والحاضر، فكل شىء نبينه للغد، فنحن لا نستطيع العيش دون التفكير في الغد، فجميعنا لدينا آمال وأحلام ونود تحقيقها وبنائها وكل جزء يكمل الآخر، فنحن دائمًا نعيش من أجل "غدوة"، وهى كلمة مشهورة في تونس لأنها تعتمد على اختياراتنا وإلى ما توصلنا اليها من خلال الواقع والماضى والمستقبل.

• ولكنك تخليت بها عن وسامتك المعهودة وظهرت في شكل جديد .. حدثنا عن تحضيرك لتلك الشخصية المٌعقدة؟
- بالفعل كانت شخصية مٌركبة وصعبة، وقد ذهبت للمستشفيات لرؤية العديد من الحالات وكنت معهم في كافة التفاصيل، حتى يصدقنى الجمهور، وأما التخلى عن وسامتى التى اعتاد عليها الجمهور، فهذا أمر طبيعى فالشكل يساعد لدرجة كبيرة في توصيل الرسالة واقناعه فكانت وسيلة للدور.

• دائمًا ما نرى ظافر العابدين مهتمًا بتقديم قضايا بأعماله الفنية .. فما الذى يركز عليه ظافر في الفترة المقبلة؟
- قضايا المرأة، ومنذ سنوات وأنا أهتم بهذا الأمر وقدمت في هذ السياق عدة ندوات تابعة للأمم المتحدة، لأننى أرى مدى أهمية المرأة في المجتمع، إلى جانب تقديم قضايا الطفل، لأنه "نواة المستقبل" والاهتمام به مهم للغاية.

• وماذا عن جديدك في الفترة المقبلة؟
- استعد لانطلاق عرض فيلم "العنكبوت" بدور العرض السينمئاية المصرية في الأيام المقبلة، وبدء تصوير الجزء الثالث من مسلسل "عروس بيروت" في مطلع يناير المقبل.

• كيف تقيم تجربتك في فيلم (العنكبوت)؟
- العمل سيكون نقلة كبيرة في صناعة الأكشن، خاصة أنه يتناول قصة مميزة تجعلك منتبها لها طوال أحداث العمل.

• وعن تجربتك في العمل بجانب النجم احمد السقا؟
-سعيد بالتعاون مع الفنان أحمد السقا خلال العمل،  فهو شخصية مميزة ومكافح ولديه كاريزما مختلفة للغاية، ويجتهد طوال الوقت لإظهار العمل الذي يشارك فيه على أعلى مستوى ممكن

• وأخيرًا .. هل ستشارك في الموسم الرمضانى المقبل؟
- حتى الآن، لا يوجد لدى أى خطط للموسم الرمضانى 2022.