هيئة الشارقة للمتاحف تحتفي بكبار السن في يومهم العالمي

عائشة ديماس: نقدر دورهم في حفظ ذاكرة الوطن.. ونحرص على إشراكهم بالأنشطة الثقافية

عائشة ديماس: نقدر دورهم في حفظ ذاكرة الوطن.. ونحرص على إشراكهم بالأنشطة الثقافية


انطلاقاً من التوجهات الاستراتيجية لإمارة الشارقة باعتبارها أول مدينة عربية تنضم إلى الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن التابع لـمنظمة الصحة العالمية، وتزامناً مع اليوم العالمي لكبار السن الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام، تؤكد هيئة الشارقة للمتاحف التزامها الراسخ بتوفير بيئة متحفية شاملة وآمنة تدعم كبار السن وتمكّنهم من المشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية والاجتماعية، وذلك في إطار خطتها الاستراتيجية (2024 – 2026) الرامية إلى تعزيز عضوية الإمارة في الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن، مؤكدة أن الاحتفاء بهم والإعراب عن تقدير دورهم الجليل في مجتمعنا، ينطلق أولًا من التوجهات الاستراتيجية للإمارة، ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة.
وأكدت الهيئة بهذه المناسبة أن استيفاء أربعة من متاحفها لأكثر من 80% من معايير المؤسسات الصديقة لكبار السن ضمن الدورة السادسة لعام 2025، يجسد التزامها الراسخ بتبني الاستراتيجيات الداعمة لمتطلبات كبار السن وتهيئة بيئة متحفية تراعي احتياجاتهم، وذلك في إطار الجهود المؤسسية المتكاملة التي تشهدها الإمارة ضمن برنامج «الشارقة مدينة مراعية للسن» التابع لـدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة. وتشمل هذه المتاحف بيت النابودة، ونصب المقاومة، وحصن خورفكان، وحصن الشارقة.
وتشمل معايير المؤسسات الصديقة لكبار السن توفير تسهيلات خاصة تضمن سهولة الوصول والحركة داخل المتحف، مثل المواقف المخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة، والمنحدرات الداخلية والخارجية، والخدمات المجهزة، والأبواب الرئيسية الأوتوماتيكية، وطاولات الاستقبال منخفضة الارتفاع، والممرات الواسعة والأرضيات غير القابلة للانزلاق.
كما تشمل المعايير الاعتماد على إضاءة مناسبة، ومصاعد مزودة بوسائل أمان، وكراسي متحركة متاحة عند الاستقبال، بالإضافة إلى إعفاء الزائرين من كبار السن ومرافق واحد من رسوم الدخول. وأكدت الهيئة أن هذه التسهيلات أسهمت في زيادة إقبال كبار السن على زيارة المتاحف، والاستمتاع بتجربة آمنة وسلسة تعزز شعورهم بالاندماج والمشاركة.
وحصلت المتاحف الأربعة على شهادة وملصق رسمي يحمل شعار "مؤسسة صديقة لكبار السن"، ما يعكس الثقة في مستوى الخدمات المتميزة التي تقدمها، ويضعها في مصاف المؤسسات التي تتبنى أفضل معايير الدمج والجودة.
وقالت سعادة عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: إن هيئة الشارقة للمتاحف تضع كبار السن في صميم أولوياتها، إدراكاً  لدورهم المحوري كذاكرة حية لمجتمعنا وركيزة أساسية لمسيرتنا الثقافية والوطنية.  وشددت على أنه انطلاقاً من هذه القناعة، تحرص الهيئة على أن تكون المتاحف بيئة مراعية تلبي احتياجات كبار السن، وتفتح أمامهم آفاق المشاركة الفاعلة في برامجها وفعالياتها.
وأكدت أن جهود الهيئة لا تقتصر على توفير التسهيلات والخدمات فحسب، بل تمتد إلى ابتكار تجارب متحفية ثرية وآمنة لكبار السن ، وتمنحهم في الوقت ذاته مساحة للتفاعل ونقل خبراتهم إلى الأجيال الجديدة، بما يسهم في خلق بيئة معرفية وتفاعلية تثري حياتهم اليومية وتعزز حضورهم المجتمعي. وأضافت أن انسجام هذا التوجه مع رؤية إمارة الشارقة كمدينة مراعية للسن يعكس مضي هيئة الشارقة للمتاحف بخطى واثقة نحو تعزيز جودة حياة كبار السن وضمان حضورهم الفاعل في مسيرة التنمية المستدامة.
ومن حرص هيئة الشارقة للمتاحف على إيلاء عناية خاصة بالبرامج المتحفية والثقافية المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات كبار السن،  نظمت إدارة المحتوى والبرامج المتحفية عدداً من الورش التفاعلية التي مزجت بين الطابع التراثي والإبداع الفني.  وتمثلت الورش في "جرة من الصوف" التي نُظمت بالتعاون مع دائرة الخدمات الاجتماعية، و"فن الديكوباج" بالتعاون مع جمعية أصدقاء كبار المواطنين، و"حقائب من الصوف"، و"إبريق الأجداد" التي أتاحت للمشاركين فرصة إضفاء لمسات فنية على أدوات تراثية. 
ويستعد متحف الشارقة للآثار لتنظيم فعالية "طريق البخور" في تاريخ 9 من شهر أكتوبر الجاري، احتفاءً بدور التجارة القديمة في المنطقة، إلى جانب مشاركة الهيئة مؤخراً في مبادرة “نربيهم صغاراً ويبرونا كباراً” التي نظمها مجلس شباب مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بدار رعاية المسنين، ما يعكس اهتمام هيئة الشارقة للمتاحف بكبار السن كون متاحفها متاحة للجميع،  وأهمية الشراكات المجتمعية في تعزيز الدمج. ويأتي هذا الالتزام ترجمة عملية لرؤية إمارة الشارقة في أن تكون نموذجاً عالمياً رائداً في دمج مختلف فئات المجتمع وتلبية تطلعاتهم نحو مستقبل أكثر شمولية وجودة، وهو ما تجسده هيئة الشارقة للمتاحف عبر برامجها وفعالياتها التي تعزز التواصل بين الأجيال، وتنقل الحرف التقليدية وتحيي المهارات التراثية في إطار احتفائها باليوم العالمي لكبار السن كل عام.